في 11 يوليو الماضي، استيقطت القاهرة على خبر تفجير القنصلية الإيطالية الواقعة بمنطقة الإسعاف بوسط البلد، والذي أسفر عن مقتل شخص وإصابة 9 آخرين. أكثر من تضرروا من التفجير هم سكان مثلث ماسبيرو المجاور للقنصلية؛ حيث افترش الأهالي الشوارع آنذاك خوفا من سقوط منازلهم على رؤوسهم والتي تأثرت من جراء الانفجار. وطالب الأهالي المسئولين بالاهتمام لأمرهم وهو ما تم فيما بعد، حيث كلف رئيس الوزراء إبراهيم محلب شركة المقاولون العرب بترميم البيوت التي تضررت من الانفجار. وبالرغم من أقوال الأهالي بأنهم تم إبلاغهم بأن 9 عقارات من المقرر هدمها للخطورة الواقعة عليها، إلا أن ليلى اسكندر وزيرة التطوير الحضري والعشوائيات قالت في 31 يوليو الماضي، إن الوزارة استطاعت وقف قرار محافظة القاهرة بهدم 9 منازل بمنطقة ماسبيرو ضمن المنازل التى تضررت من انفجار القنصلية الإيطالية. اقرأ ايضا: إسكندر: نجحنا في إلغاء قرار هدم 9 منازل بمثلث ماسبيرو تخوفات الأهالي من إخلاء المنازل بدا من أحاديث الأهالي ثقتهم في ليلى اسكندر وزير العشوائيات، فيما كان هناك تخوف وشك في وعود حي بولاق ومحافظة القاهرة، فيقول رمضان علي ل"الشروق" إنه ثمة ضرر حول إدراج منزله ضمن البيوت المقر هدمها أو المقرر ترميمها فقط. ويكمل الشاب الذي يسكن العقار رقم (7) بشارع شركس الوسطاني مع والدته وشقيقته: "ظللنا لعشرة أيام تقريبا بعد الانفجار دون البدء في ترميم البيوت المتضررة، حتى بدأ العمل ليلة وقفة عيد الفطر، وبعد 9 أيام من بدء شركة المقاولين العرب في ترميم المنازل، فوجئنا بأن العقار الذي نسكنه مدرج ضمن العقارات المقرر إزالتها، وهنا رفضنا إخلاء البيت لعدم ثقتنا في وعود المسئولين بأننا سنعود لها فيما بعد". وتابع رمضان: "بعض رفض الأهالي إخلاء منازلهم، فوجئنا بشركة تسمى «فهيمكو للمقاولات» جاءت تتفاوض معنا لإخلاء المنازل مقابل تسكيننا لمدة 3 أشهر في خيم بالمنطقة لحين الانتهاء من بناء المنازل وأبلغونا أنهم موفودين من الحي، فرفض الأهالي اقتراحهم وبالفعل لم يظهر أي من ممثلي تلك الشركة فيما بعد، بعد ذلك عرض علينا حي بولاق أبوالعلا إخلاء المنازل لإعادة بنائها من جديد في مقابل الاختيار من بين (الحصول على مقابل مادي شهري بقيمة 350 جنيها لتأجير مسكن خارج المنطقة، أو الحصول على مسكن بديل في منطقة بدر بطريق السويس أو الواحات بالسادس من أكتوبر)، وهو ما رفضه الأهالي أيضا لعدم ثقتهم في وعود المسئولين بعودتهم مرة أخرى"، مضيفا أنهم تواصلوا مع رئيس الوزراء أثناء زيارته للمنطقة وتم الاتفاق على ترميم المساكن فقط. وفي نهاية حديثه ل"الشروق" قال رمضان" كنا نرغب في ترميم المساكن بصورة أفضل مما هي عليه، المقاولون العرب فقط وضعت (سقالات) البناء بالواجهات دون الاهتمام بالبيوت من الداخل". وأكد رمضان وجارته عطيات شفيق "أنهم لن يتركوا بيوتهم برغم الضرر الناتج عن تفجير قنصلية إيطاليا، وأنهم منتظرون مع باقي الأهالي ببدء عملية إحلال وتجديد المنطقة بأكملها المقرر لها إبريل 2016". إحلال وتطوير المنطقة بالكامل إبريل 2016 واتفق معهما مصطفى نصر عضو رابطة فريق العمل المتطوع لرابطة شباب ماسبيرو، والذي أكد أنه بعد انتهاء عملية حصر كافة مساكن مثلث ماسبيرو التي بدأت في مارس الماضي، فمن المقرر أن تبدأ عملية إحلال وتطوير المنطقة بالكامل في إبريل 2016، على أن يبدأ التجهيز لذلك مع حلول منتصف أغسطس الحالي بأن تبدأ عملية التفاوض مع الأهالي لمعرفة تفضيلهم لأي من الاختيارات الثلاثة المطروحة عليهم من قبل حي بولاق؛ الحصول على مبلغ مالي في مقابل إخلاء المنازل، أو الحصول على مسكن بديل بالمنطقة بعد الانتهاء من عملية التطوير، أو الحصول على مسكن بديل في منطقتي بدر بطريق السويس أو الواحات بالسادس من أكتوبر. ليكمل مصطفى حديثه مؤكدا أن انتظار الأهالي لبدء عملية إحلال وتطوير المنطقة بأكلمها المنتظر في إبريل2016 هو ما دفعهم أكثر لرفض أي حلول مؤقتة لترك منازلهم المتأثرة من جراء تفجير القنصلية. تباين آراء الأهالي حول ترميم العقارات يسكن فتحي سيد أحمد محمد بالعقار رقم 58 بشارع زهر الجمال بمثلث ماسبيرو وهو أحد الشوارع القريبة جدا من القنصلية الإيطالية وأكثر الشوارع المتضررة من التفجير. بمجرد دخولك للشارع ترى العقارات المحاطة بعمليات الترميم التي قامت بها شركة المقاولون العرب، وبينما يشيد فتحي الذي يملك عقارين، بالترميم الواقع بأحد العقارين، إلا أنه مندهش من قرار إزالة العقار الثاني الذي يملكه، قائلا "البيت اللي عايزين يهدوه دور واحد بس وحالته مش سيئة لدرجة انه يتهد، أنا أخاف اخلي البيت، ومعرفش أرجع له تاني، مش عايزين غير الترميم بس"، مضيفا أنه هو وآخرين من أصحاب العقارات المقرر إزالتها حين رفضوا إخلاء منازلهم وطالبوا بترميمها فقط، لم يستجب لهم أحد، وأضاف فتحي قائلا" المقاولين العرب قالوا لنا مش مصرح لينا بترميم إلا البيوت المصرح لها بالترميم". أما هريدي سالم الذي يسكن في أحد العقارات بشارع زهر الجمال والواقعة أيضا ضمن البيوت المقرر ترميمها، قال ل"الشروق": إنهم راضون عن الترميم، لكن هناك بعض الطلبات التي طالبوا بها ولم ينتبه لها أحد مثل الأبواب والنوافذ المدمرة وإصلاح البنية التحتية للمجاري"، وانهى حديثه "اللي عمل جميل يتمه للآخر". وهنا تدخل أحمد صلاح الذي يسكن بالعقار رقم( 68 ) بشارع زهر الجمال والمجاور لعقار عم هريدي، قائلا إن الترميم شمل فقط واجهة البيوت، أما المساكن من الداخل فتحتاج الكثير من الترميم والاهتمام"، مضيفا أن بيته الذي تم ترميمه به سقف كان قد سقط من جراء الانفجار ومازال كما هو حتى بعد إتمام عملية الترميم". ووافقه في الرأي محمد جابر الذي يسكن بأحد العقارات التي تم ترميمها، مؤكدا أن الترميم شمل الواجهة فقط، أما المساكن من الداخل بها العديد من المشاكل التي لم تحل. أخبار متعلقة: محافظ القاهرة: إنهاء ترميم 44 عقارا متضررا من تفجير قنصلية إيطاليا.. الخميس