أوباما يدعو كينيا لمكافحة الفساد والمساواة بين الجنسين

حث الرئيس الامريكي باراك أوباما الكينيين على مكافحة الفساد المستشري في البلاد والذي يحد من النمو والتقدم الاقتصادي. جاء ذلك في كلمة ألقاها أمام حشد كبير من المدعويين، ودعا إلى تحقيق المساواة بين الجنسين والوحدة الوطنية.
قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما اليوم الأحد (26 تموز/ يوليو 2015) أمام خمسة آلاف من الضيوف الذين وجهت لهم دعوات ومن بينهم ممثلون من المجتمع المدني والمدارس ونشطاء حقوقيون وشخصيات بارزة في مجال الإعلام إنه جرى التهاون مع الفساد في مختلف أنحاء المجتمع الكيني وينظر إليه على أنه "حالة طبيعية".
وأضاف أوباما وسط تصفيق حار في استاد سافاريكوم أرينا في نيروبي "يكلف الفساد الكينيين 250 ألف وظيفة سنويا نظرا لأن كل شلن (عملة كينيا) يتم دفعه كرشوة يمكن وضعه في وظيفة". وتصنف كينيا، وهي واحدة من أكثر الدول كثافة بالسكان في أفريقيا إذ يبلغ عدد سكانها 45 مليون نسمة، في المرتبة 145 من بين 175 دولة في مؤشر الفساد لمنظمة "الشفافية الدولية"، حيث أن الرقم الأعلى، هو الأعلى في الفساد.
وأضاف أوباما "هنا في كينيا، حان الوقت لتغيير العادات .. نظرا لأن الفساد هو الملاذ الذي يهزمك. فهو يحد من تنمية البلاد بأسرها". وانتقد أوباما بالفعل الرئيس الكيني أوهورو كينياتا أمس السبت خلال محادثات سياسية بسبب عدم القيام بما يكفي للقضاء على الفساد. غير أن أوباما شدد اليوم الأحد على أن كينيا تحقق تقدما كبيرا في مجالات أخرى، وقال إنه من المتوقع أن يصل معدل النمو في أكبر اقتصاد في شرق إفريقيا هذا العام إلى 6,5 بالمائة غير أنه على الجانب السلبي فإن النمو الاقتصادي لا يتم تقاسمه بشكل أوسع نطاقا بشكل كاف.
كذلك تطرق أوباما إلى التمييز ضد النساء والمساواة بين الجنسين في كلمته، حيث قال إن البلاد تحتاج إلى التركيز على المساواة بين الجنسين إذا أرادت تحقيق إمكاناتها على الصعيد الوطني بالإضافة إلى الصعيد الدولي، وقال "تخيل أن لديكم فريق (رياضي) وتسمحون فقط بنصف الفريق باللعب. هذا هراء". وأضاف "التعامل مع النساء كمواطنين من الدرجة الثانية تقليد سيء، فهو يعيدك إلى الوراء"، في إشارة إلى فرص العمل غير المتكافئة بالنسبة للنساء وعدم حصول الفتيات على التعليم والزواج المبكر وعملية الختان .
وتحدث أوباما أيضا عن الحاجة إلى الوحدة الوطنية لمحاربة الإرهاب في كينيا حيث تسببت التوترات العرقية والقبلية في مقتل نحو 1100 شخص في العنف الذي أعقب الانتخابات عام 2007 . وحذر أوباما "يريد المتطرفون الذين يلجؤون إلى العنف أن نعادي بعضنا البعض. فهم يستهدفون المجتمعات التي يمكن أن يستغلوا فيها الانقسامات". وكانت الهجمات المتكررة التي شنتها جماعة "الشباب" الإسلامية المتطرفة الصومالية قد قتلت أكثر من 500 شخص في العامين الماضيين في كينيا.