أكد عبد القادر مساهل، وزير الشئون المغاربية والاتحاد الأفريقى والجامعة العربية، أن الإرهاب تبنى طبيعة وأسلوبًا جديدين وتحول إلى مصدر تحدى خطير يهدد تماسك واستقرار وأمن بعض الدول والمناطق من العالم وكذا السلم والأمن الدوليين، وذلك من خلال استيلائه الفعلى على الميدان وعلى الأقاليم واعتماده على الدعاية العدوانية. جاء ذلك فى كلمته التى ألقاها الأربعاء، لدى افتتاح أعمال الندوة الدولية حول مكافحة التطرف العنيف، واستئصاله بمشاركة خبراء وموظفيين ساميين يمثلون أكثر من 50 دولة وهيئات ومنظمات دولية متخصصة. وأضاف «مساهل»، أن تعدد الملتقيات الإقليمية والدولية التى عقدت خلال الأشهر الأخيرة، والتى خصصت لبحث قضية الإرهاب، مضيفًا أن التجربة التاريخية أثبتت أن التطرف ليس بظاهرة جديدة إلا أن التغاضى عن مواجهته يؤدى إلى تجذره. وشدد على أن الإرهاب اصبح يشكل تهديدا متناميًا بعد أن إتخذ أشكالا مختلفة ووقوفة وراء استهداف عدد متزايد من الدول، وبوتيرة سريعة مما يؤدى إلى تغذية شبكاته المترامية من بينها شبكات العنف الإرهابي، معربًا عن قلق الجزائر بالتصاعد الملفت لهذه الظاهرة وسعيها لضم جهودها إلى تلك التى يبذلها المجتمع الدولى للتصدى لهذه الظواهر المدمرة. وأكد أنه ينبغى التمييز بين الإسلام كدين تسامح وانفتاح وبين التطرف بمختلف أشكالة بما فى ذلك الإرهاب، وهو شرط ضرورى يقتضى وعيا وقناعة من المجتمع الدولي، مضيفا أن تطبيق تدابير اجتثاث التطرف لمواجهة الإرهاب بمختلف أشكاله يتطلب حضورا قويا لسلطة تستند إلى قانون وقادرة على فرض احترامه. وأوضح أن محارة التطرف مسألة تقع على عاتق كافة شرائح المجتمع وتقتضى تدخل السلطة والمواطنية كما تتطلب تبنى سياسات حاسمة على المدى الطويل، مشيرا إلى أن غياب سلطة متمكنة وانعدام تعبئة شعبية يشكلان عاملين مساعدين على انتعاش الإرهاب وتمدده. وتحدث الوزير مساهل، على السياسة الشاملة التى انتهجتها الجزائر لمكافحة التطرف على المدى البعيد والتى كانت تهدف على الصعيد الدينى إلى الحفاظ على المرجعية الدينية من الأفكار الهدامة التى تسربت للمجتمع خلال السنوات الأخيرة، وتكريس الخطاب الدينى الداعى إلى اجتثاث التطرف وإنشاء مرصد وطنى مكلف بمكافحة التشدد الدين وغيرها من الاجراءات فى هذا المجال. واختتمت الوزير الجزائري، كلمته بتأكيد أن محاربة التطرف العنيف والإرهاب لابد وان يشمل الإنترنت الذى يعد اليوم الوسيلة المفضلة للدعاية الإرهابية وأداة تجنيد الجماعات الإرهابية، كما لابد أن يشمل أيضا مكافحة ظاهرتى كراهية الأجانب والاسلاموفبيا اللتين تمثلان وجها جديدا للتطرف ليس فقط من خلال موجة الهجمات التى تستهدف الجاليات المسلمة فى الخارج ولكنها أيضا تمثل تهديدا لأمنهم المعنوى والجسدى وتساهم فى المزيد من التطرف والتجنيد فى صفوف الجماعات المتطرفة. وشدد على أن كل وسائل مكافحة التطرف لايمكن ان تؤتى ثمارها فى ظل وجود دول ضعيفة وغياب السلطة وتفشى الفوضى وهى كلها عوامل تستغلها الجماعات الإرهابية فى الانتشار والتمدد لتحقيق اهدافها.