مجمع البحوث هو أعلى هيئة بحثية فى جميع قطاعات الأزهر وهو المنوط بتشكيل وتسيير القوافل الدعوية.. وثيقة الأزهر للتجديد ستكون المنارة التى يلتف حولها الناس ويهتدون بهديها قال الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الدكتور محيى الدين عفيفى خلال حواره ل«الشروق» إن الخطاب الدينى يحتاج إلى تطوير آليات ووسائل الدعاة والوعاظ لمواكبة تطورات العصر، مشددا على أن محاربة الفكر المتطرف يجب أن يمر عبر بوابة الوسطية.. • ما واقع الخطاب الدينى.. وما مفهومك لتجديده؟ تجديد الخطاب الدينى نعنى به تطوير الوسائل التى تمكن الدعاة من متابعة التطورات التى برزت على الساحتين الإقليمية والدولية، من خلال ما يقوم به الأزهر فى هذا المجال من تأهيل الدعاة للتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعى، وإطلاعهم على القضايا التى تثيرها الاتجاهات التكفيرية والعلمانية، كما يعقد دورات تدريبية مكثفة تستهدف المعالجة العلمية لهذه القضايا، التى يدلس من خلالها التكفيريون على المسلمين، وغيرهم، لمحاولة إضفاء الشرعية الدينية على أفكارهم المتطرفة. • ما الجهات المنوط لها تجديد الخطاب الدينى وهل قاصرة على المؤسسات الدينية فقط؟ يأتى فى مقدمتها بالطبع الأزهر الشريف بكل هيئاته وقطاعاته المختلفة، وعلى الإعلام المعاونة لإبراز هذا الدور حتى تكون له نتيجة محسوسة على أرض الواقع، وأيضا لا ننسى دار الإفتاء المصرية ووزارات الثقافة والتربية والتعليم والأوقاف. كما لابد أن نلفت الأنظار إلى أن الأزهر لا يألو جهدا ولا يدخر وسعا فى المعالجة العلمية لكثير من القضايا المطروحة، التى صارت محل تباحث وخلاف، فقد رصد هذه القضايا، وقام بتفكيك الشبهات المبنية عليها عن طريق تحليل الأدلة، التى يستند إليها التكفيريون فى كثير من القضايا، مثل قضية الحاكمية وتكفير حكام المسلمين بالجملة، وقضية الشرك التى حكموا بالردة من خلالها على كثير من أهل القبلة، وقضية الخلافة الإسلامية، والتى سفكوا فيها الدماء، وقضية الهجرة من أوطان الكفر إلى أوطان الإسلام، وقضية وجوب محاربة الدول الكافرة. • وما دور مجمع البحوث الإسلامية فى هذه القضية؟ مجمع البحوث هو أعلى هيئة بحثية فى جميع قطاعات الأزهر، وهو المنوط بتشكيل وتسيير القوافل الدعوية، كما أن المجمع يعقد فى هذه الفترة لقاءات يومية تبدأ التاسعة صباحا وتنتهى الثانية ظهرا مع الوعاظ من كل المناطق على مستوى الجمهورية، للبحث فى وسائل تطوير الخطاب الدينى، وتلبية احتياجاتهم التقنية فى ذلك، وتذليل العقبات والصعاب. كما يوجد لدينا 28 منطقة وعظ على مستوى الجمهورية، ويوفد المجمع الدعاة والوعاظ إلى جميع التجمعات لتعريف الناس بحقيقة دينهم وللإجابة عن ما يدور بأذهانهم من تساؤلات واستشكالات حول الأمور والقضايا الشائكة المطروحة على الساحة حاليا، وتم تفعيل ذلك على جميع الأصعدة، حيث يزور الدعاة بصفة دورية الأندية ومراكز الشباب للتواصل مع الأجيال الناشئة لتحصينها ضد الأفكار المتطرفة، كما لا ننسى التعاون مع أبنائنا وإخواننا فى قطاعات الأمن المركزى على مستوى الجمهورية لدعمهم معنويا فى حربهم ضد الإرهاب. • كيف نواجه الفكر المتشدد؟ بالعودة لوسطية الإسلام ووسطية الأمة التى بينها الله تعالى فى قوله «وكذلك جعلناكم أمة وسطا»، وننبه على أن الوسطية لا تقبل التمييع والتفريط ولا تقبل التشدد والإفراط، كما أنه لا بد أن نضع نصب أعيننا الميثاق الإنسانى الأعظم الذى جاء فى آية محكمة فى كتاب الله لا لبس فى دلالتها ولا خفاء فى معناها «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم إن الله عليم خبير». فالمنهج الإسلامى منذ اللحظة الأولى يعتمد على فكرة التعايش السلمى وإن اختلفت الأديان، ويتجلى ذلك من خلال الوثائق العديدة، التى أبرمها المسلمون منذ العهد النبوى، والتى تتمحور حول الكلمة الخالدة لنبينا صلى الله عليه وسلم «لهم ما للمسلمين، وعليهم ما على المسلمين». • ما الدور المنتظر لوثيقة الأزهر فى تجديد الخطاب الدينى؟ لا شك بما للأزهر من ثقل عالمى وفكرى ودينى، فإن وثيقته ستتجلى بها الكثير من الحقائق، والتى نأمل أن تكون منارة يلتف حولها الناس ويستهدون بهديها.