على العكس من ارتباط شهر رمضان فى أذهان المسلمين بالصلاة والصيام، ومشهد الاطفال يلهون بفوانيس رمضان، كان للفنان حسين رياض قصة مختلفة، إذ ارتبط بقصة شخص بارع فى التسول والنصب على الناس. فى الموعد المحدد من كل عام وهو شهر رمضان، كان المتسول يتخذ محيط شارع عماد الدين ومسارحه ميدانا لتسوله وفنه فى الحصول على الصدقات ببراعة، ورغم براعة المتسول فى التنكر بشكل مختلف عن العام السابق، لكن رياض كان يستطيع التعرف عليه. وابدع المتسول فى اختلاق شخصيات وحكايات لاقناع المارة بحاجته للمال، فمرة يرتدى ثياب المجاذيب ويستدر بحركاته عطف الصائمين، واحيانا يظهر كجامع للتبرعات لبناء مسجد، وكان يجد تعاطفا كبيرا من الناس، ووصل الأمر بالرجل إلى ادعاء أنه كسيح، واستقر على ناصية أحد الشوارع المتفرعة من شارع عماد الدين، وسط تزايد تعاطف الناس معه فى كل موسم عن الذى سبقه. اثار انتباه حسين رياض أن المتسول لم يكن يظهر له أثر بعد انتهاء شهر رمضان، وكأن للتسول موسما، وخلال أحد المواسم اختفى الرجل، واستغرب رياض من تفريط المتسول فى عادته السنوية وموقعه الذى يظهر فيه لمدة شهر فقط كل عام، وتصور أنه من الممكن أن يكون قد غير مكانه، وفوجئ رياض بصورة المتسول فى اغلب الصحف، وتحتها خبر القبض على «ملك المتسولين» الذى لم يظهر من يومها، وظل الفنان الكبير يتذكر المتسول كلما جاء رمضان.