مشاهد طالها مقص رقيب التليفزيون

• خيانة زوجية.. وألفاظ خارجة.. وإعلانات تجارية.. ودروس فى تعاطى المخدرات
• أحمد صقر: التليفزيون له تقاليده من لا يريد الالتزام بها لا يتعامل معه مرة أخرى
• مدير عام الرقابة: تدخلاتنا لم تخل بمضامين الأعمال الفنية
تعيش رقابة التليفزيون حالة طوارئ، حيث يجرى العمل على ورديتين الاولى قبل الافطار، والثانية تستمر حتى ساعات قليلة قبل انطلاق مدفع الامساك، وذلك بسبب تأخر وصول بعض الحلقات والتى تصل بعضها قبل ساعات من موعد عرضها على الشاشة، فضلا عن زيادة عدد المشاهد التى تتضمن محظورات والتى تستوجب المشاهدة لأكثر من مرة قبل اتخاذ قرار الاجازة أو الحذف.
ومن جانبها أكدت سهر صلاح مدير عام الرقابة على الفيديو ان هناك معايير محددة تقوم الرقابة بتطبيقها على العمل الفنى، وأن مقص الرقيب لا يتدخل الا فى حالة وجود مشاهد أو الفاظ خارجة، أو يكون العمل الفنى يتضمن تحريضا أو ما من شأنه إثارة الفتن فى المجتمع، أو ان كان هناك إعلان تجارى أو دعاية سياسية.
وشددت على انه لا يتم حذف مشاهد ولكنه يتم حذف لقطات أو كتم الصوت فى بعض المشاهد التى تتضمن الفاظا لا تليق بشاشة تليفزيون الدولة، مشيرة إلى ان التليفزيون له معاييره الخاصة لأنه يفترض انه يدخل كل بيوت المصريين، ويجب عليه الا يجرح مشاعر الاسرة.
وفى الوقت الذى رفضت فيه الحديث عن تفاصيل المشاهد المحذوفة من مسلسلات رمضان كشف مصدر فى التليفزيون عن بعض المشاهد التى تم حذفها من مسلسل «ظرف اسود» واثيرت حوله العديد من الاقاويل، وقال ان المشهد يصور زوجة تخون زوجها مع ضابط شرطة، وعندما يضبطهما الزوج يقوم الضابط بالاعتداء والقبض عليه.
ووصف المصدر بأن مشهد الخيانة الزوجية كان مباشرا وصريحا، وأقرب إلى مشهد سينمائى ولذلك لم يمر عبر رقابة التليفزيون.
وأضاف المصدر ان حلقات مسلسل «تحت السيطرة» شهدت تدخلات كثيرة، وذلك بسبب الافراط فى مشاهد تعاطى المخدرات، والتركيز على التفاصيل بشكل اعطى الرقيب انطباعا بأنها تقدم دروسا فى طريقة التعاطى.
واشار المصدر إلى أن احد المشاهد المحذوفة من «تحت السيطرة»، يصور الفتاة الشابة «هانيا» وهى تفتح لفافة الحشيش، وتتحسسها ثم تشمها، وان الرقابة رأت ان هذه التفاصيل لا تضيف للدراما، ولكنها تجسد حالة يجب عدم التركيز عليها.
واكد المصدر ان اكبر مشكلة واجهت الرقابة كانت افراط الدراما فى جمل الحوار التى تتضمن سبابا واستخدام ألفاظ سوقية، خاصة فى تقديم الحارة الشعبية، فضلا عن استخدام مسميات تندرج تحت بند الاعلان المباشر لمنتجات ومؤسسات تجارية، وهو من المشكلات التى تواجه الرقباء الذين يتابعون مسلسل «لهفة».
ومن جانبه أكد المخرج أحمد صقر نائب رئيس قطاع الانتاج على ضرورة الالتزام بمعايير الرقابة، وان تلك المعايير لا تتعارض مع حرية الابداع، مؤكدا على كل المنتجين والمخرجين المتعاملين مع التليفزيون يعون جيدا ومن البداية ان للتليفزيون المصرى قيما خاصة يلتزم بها، ومن لا يريد الالتزام بهذه التقاليد لا يتعامل معه مرة اخرى.
وردا على سؤال حول كيفية حدوث تضارب بين وجهات النظر بين الرقابة، ولجان اجازة النصوص فى الاعمال التى يشارك القطاع فى انتاجها، اوضح صقر ان النصوص الاصلية لم يكن فيها تلك العبارات والمشاهد بنفس الشكل الذى رفضته الرقابة، ولكن هناك أشياء تكون وليدة اللحظة اثناء التصوير.
وقال: «لا يعنى اعتراض الرقابة على مشهد أو لفظ بأن تلك الاعمال سيئة، لأن المسلسلات التى شارك فيها القطاع تعد هى الافضل على شاشة رمضان من حيث المستوى الفنى».
وعن مشكلة مسلسل «ظرف اسود» قال صقر انه ابلغ المنتج ايهاب طلعت قبل التصوير بتحفظه على هذا المشهد، لأنه يصور علاقة غير شرعية، والعشيق فيها ضابط شرطة، دون احتياج الدراما لهذا، وكان من الممكن ان يكون منتميا لأى مهنة اخرى.
وعلق قائلا: «مثل هذا المشهد يصب فى اثارة الفتنة بين الشعب ورجال الشرطة، والتليفزيون المصرى لا يمكنه عرض ما يثير الفتن فى المجتمع».
واضاف: «نحن فى تليفزيون الدولة نراعى أشياء كثيرة داخل المسلسلات، وما تعرضه الفضائيات لا يمكننا ان نعرضه كما هو فى كثير من الاحيان، لأننا لنا رسالة ودور تجاه المجتمع نقوم به، على عكس الفضائيات الخاصة التى تعمل بمنطق تجارى يسعى لتحقيق الارباح.