• ملعون أبوالفلوس التى تجعل الفنان يشارك فى برامج المقالب • من الصعب تعويض غياب الأبنودى عمار الشريعى والبركة فى ياسر عبدالحمن وعمر خيرت • «دنيا جديدة «عمل يدعو إلى الوسطية فى الاسلام يعد على الحجار أحد أهم المطربين على ساحة الغناء المصرى والعربى خلال ربع القرن الأخير، لما ساهم به من إبداع على أكثر من صعيد داخل مملكة الغناء، فهو صاحب رصيد هائل من الألبومات، قدم فيها عشرات الأغانى الجادة مع كبار الملحنين، والشعراء، إلى جانب أنه صاحب أكبر رصيد من الأغانى السياسية، كما أنه صاحب أكبر وأهم تترات مسلسلات رمضان، التى لحنها بليغ حمدى وعمار الشريعى وعمر خيرت وياسر عبدالرحمن وآخرون. هذا العام يشارك على الحجار فى غناء تتر واحد هو مسلسل «دنيا جديدة» مع حنان ماضى من ألحان محمود طلعت. حول أزمة هبوط مستوى تترات رمضان وابتعاد كبار المطربين عن الوجود فيها ودخول مفردات سوق الكاسيت إلى هذا العالم، كان لنا هذا اللقاء. • فى البداية سألته عن مشاركته فى تتر دنيا جديدة؟ قال: أهم شىء فى هذا العمل إنه يعالج المشكلات التى نتعرض لها فى الفترة الأخيرة من إرهاب وتطرف، وما يجب أن يكون عليه المجتمع المصرى من وسطية دينية، وأتصور أنه عمل مهم لهذه الأسباب، وقد استطاع جمال بخيت بإحساس راقٍ أن يترجم مضمون العمل فى التتر الذى صاغه موسيقيا محمود طلعت، وقامت بالغناء معى حنان ماضى. • هذا هو التتر الوحيد الذى تغنيه هذا العام رغم وجود 38 عملاً تعرضها الشاشات، ألا ترى أن هناك تعمدا لتجاهل الكبار من المطربين؟ أولا هذا هو المسلسل التليفزيونى الوحيد الذى أنتجه قطاع الإنتاج وعلى رأس هذا القطاع يتواجد فنان كبير هو المخرج أحمد صقر يعى قيمة أى عمل وكذلك قيمة أى فنان، وبالتالى فالاختيار جاء من جهاز من أجهزة الدولة، التى لا يمكن أن تقدم عملاً دون المستوى، ودائما اختيارهم يحمل مسئولية الدوله تجاه ما تقدمه من فن. • بماذا تفسر ابتعادك ومحمد الحلو عن تترات رمضان التى ينتجها القطاع الخاص؟ لا أجد مبررا سوى أنهم يختارون الأصوات التى تليق على الدراما التى يتم تقديمها. • ماذا تعنى بكلمة الأصوات التى تليق على الدراما التى تقدم؟ أعنى أن الدراما الآن تخاطب الغرائز عند البشر، هذا هو الموضوع الرئيسى لغالبية الأعمال، نعم الفن خلق من أجل المتعة والفن بدون المتعة ليس فنا، لكن هذا ليس معناه أن تكون المتعة ابتذالاً ومخاطبة الغرائز، وبالتالى أصبح التتر يشبه المسلسل، والغريب أنه كلما زادت جرعة التدنى زادت الإعلانات لذلك المنتج أصبح يتبع سياسة السوق أى الربح والخسارة، وبصراحة أنا أحمد الله فى كل وقت أن صوتى غير موجود على هذه النوعية من التترات، وهنا لابد أن أنبه أن الهبوط لم ينل من كل الأعمال، فهناك بعض الأعمال الجيدة مثل «مسلسل أستاذ ورئيس قسم»، لكن فى المقابل هناك أعمال لا أتمنى أن يراها أبنائى على الإطلاق. • هل هذا معناه أنك كنت سترفض أى عمل من تترات رمضان لو عرض عليك؟ بالفعل رفضت مسلسلاً كانت كلمات التتر تضم مقطعاً يقول: «أنا فى التراب مدعوك»، لأننى وجدت أنه لا يليق أن اأقول كلمة مدعوك خاصة أنها لا تُقال فى سياق درامى، فمن الممكن أن أغنى أغنية داخل مسلسل تتضمن لفظا أرفضه، لكن دراما الموقف تجبرنى على أدائه، وهنا يكمن الاختلاف بين مفرد فى دراما وآخر موضوع فى المطلق. • لاحظنا هذا العام استمرار الاستعانة بملحن للتتر بخلاف مؤلف الموسيقى التصويرية؟ طبعا هذا الأمر كان يحدث فى الماضى، لكن فى عصرنا الحالى هناك أسباب لتلك الملحوظة المهمة، ألا وهى أن هناك خلافات تحدث أحيانا بين المنتج والمخرج على من يضع موسيقى العمل والحل الوسط بين الطرفين هو الاستعانة بملحن للتتر وآخر يضع الموسيقى التصويرية. • لكن هناك جانبا آخر وهو عدم وجود مؤلف موسيقى قادر على وضع الموسيقى الخاصة بالمسلسل ولحن التتر، اللهم إلا عمر خيرت أو ياسر عبدالرحمن، وهنا أتحدث على الموجودين عمليا على الساحة؟ هذا صحيح طبعا فأغلب الموجودين ممن تتم الاستعانة بهم فى الدراما أقل من أن يضعوا موسيقى لعمل كامل، وأنت ذكرت اثنين، هما فعلاً الأجدر على صنع هذا الأمر، وكان عمار الشريعى، رحمه الله، كذلك، وهناك أيضا مودى الإمام وخالد حماد. عمر خيرت ياسر عبدالرحمن
• هناك محلوظة أيضا أن أغنية التتر الآن ليس لها علاقة بالسياق الدرامى، لدرجة أن كل تتر أصبحت لأغنيته اسم آخر على اليوتيوب، فمسلسل «ذهاب وعودة» اسم أغنيته «بنتخلق» غناء صابر الرباعى، و«أرض النعام» أصبحت «نفسيات» غناء محمد فؤاد و«حالة عشق» أصبحت بعنوان «تعالى» غناء بوسى وغيرهم؟ هذا له علاقة بانهيار الصناعة وعدم وجود إنتاج لذلك لجأ بعض المطربين لهذا، فالإنتاج متوقف والأغنية المصورة لم يعد لها تأثير، كما أن بعض المطربين أصبحوا يغنون التتر مجانا مقابل الحصول على تنازل من المنتج يمنحهم ملكية الأغنية، حتى يظل المتصرف فيها دائما، ثم إن التتر لم يعد كما كان فاترينة العمل وهذا سهل من انتشار الظاهرة. • هل ترى عودة الكبار للتتر مرهون بعودة الدولة للإنتاج؟ هذا صحيح، فالدولة عندها حد أدنى، وهذا ليس من أجل التترات فقط لكن من أجل دراما نظيفه نشعر بالأمان لها عندما تدخل منازلنا، وبالمناسبة يجب أن تدعم الدولة الفن، ولا تحقق من ورائه مكاسب لأنه مثل رغيف العيش يدفع ثمن دعمه دافع الضرائب، وأنا مندهش أن إحدى قيادات التليفزيون كانت مبهورة لأنهم حصلوا على 9 مسلسلات مقابل 21 مليون جنيه، وكأنه إنجاز رغم أن بهذا المبلغ كان يمكننا إنتاج 4 مسلسلات تصبح للشعب والتليفزيون المصرى. • لمطرب التتر مواصفات.. ما أهمها برأيك؟ أن يكون على دراية بموضوع العمل، الشىء الثانى أن يكون لديه قدرة على التعبير والتشخيص بعيدا عن حلاوة الصوت والحليات والزخارف التى يلجأ لها المطرب فى الأغنية العادية، فالغناء للدراما مختلف لأنك قد تلجأ إلى تعديل فى أدائك يتماشى مع الدراما. • بعد أن فقدت الدرما اسمين بارزين فى مجال الموسيقى وهو عمار الشريعى ومنذ أشهر قليلة عبدالرحمن الأبنودى فى التأليف، هل هناك من يعوض الغياب؟ أتصور صعب لأن كليهما لديه طعم مختلف عن أى فنان آخر، نعم نحن نمتلك عمر خيرت وياسر عبدالرحمن كقمم كبيرة لكن أتصور أن الدراما افتقدت الاثنين. عمار الشريعى • هل تابعت الدراما هذا العام؟ حالى زى كل مصر، الريموت فى أيدى انتقل به بين القنوات ولم أكون انطباعا عن عمل بعينه، لكن هناك ملحوظة، وهى كم الدم والبلطجة فى المسلسلات، وكأن المجتمع ناقص عنف، لذلك أقول لهم كفاية حرام البلد مش ناقصة. • كيف ترى وجود نجوم كبار فى برامج المقالب التى تقلل من قيمتهم الفنية؟ ملعون أبوالفلوس التى تجعل الفنان يوضع فى مثل هذه المواقف.