وسط هذا الكم من الاعمال لم نجد العمل الذى يلفت الانظار اليه، خاصة أن التتر هو عنوان المسلسل وفى احيان كثيرة يحكم على العمل من خلاله، كما حدث فى اعمال كثيرة مثل المال والبنون والوسية والمرسى والبحار والليل وآخره والضوء الشارد والفرار من الحب وفارس بلا جواد لياسر عبدالرحمن او ليالى الحلمية ومين اللى ما يحبش فاطمة لميشيل المصرى وام كلثوم وزيزينيا وابوالعلا البشرى وشيخ العرب همام والسيرة الهلالية وهارون الرشيد ورأفت الهجان ودموع فى عيون وقحة والعائلة وارابيسك لعمار الشريعى، وبوابة الحلوانى لبليغ حمدى والضباب وسر الارض لمحمد على سليمان. والبخيل وانا وصابر يا صابر وغوايش وضمير ابلة حكمت وفرقة ناجى عطاالله والخواجة عبدالقادر والقضاء فى الاسلام ومسألة مبدأ. هذه التترات بمجرد سماعها كان المشاهد يستطيع أن يحدد اسم العمل. ماذا جرى ولماذا اصبحت التترات متشابهة؟ ولماذا لم يعد للموسيقى تأثير فى العمل الدرامى؟ ولما اصبح التعامل مع التتر على انه اغنية لذلك زحف إلى هذا العالم ملحنو الأغنية واغلبهم لا يملكون ثقافة العمل فى الدراما؟ الموسيقار حلمى بكر يرى أن الازمة الحقيقية تكمن فى أن الذين دخلوا إلى هذا العالم ممن اطلقوا على انفسهم ملحنين فى سوق الكاسيت وجدوا الامر سهلا ومفتوحا امامهم قالوا لما لا نجرب انفسنا ايضا فى الدراما، وهناك منتجون يريدون انفاقا اقل على الموسيقى فكان الانحدار الذى تراه اعمال كثيرة من الصعب أن تحفظ منها نغمة واحدة تدلك على اسم المسلسل، ناهيك عن التكرار والسرقة وعدم الدراية هل هذا تتر ام اغنية؟ لذلك لن اندهش لو وجدت أن منتج مسلسل معين استعان بتتر مسلسل آخر. لأن الاعمال اصبحت فهلوة لا ثقافة ولا معرفة بالسيناريو فالمؤلف الموسيقى من المفروض أن يقرأ العمل من الجلدة للجلدة حتى يضع اولا القالب الخاص بالمقدمة والنهاية ثم مناطق الموسيقى داخل العمل نفسه ويستقر على الآلات من خلال بيئته، لكن الامر الآن «سداح مداح». المطرب هانى شاكر يقول: منذ عامين ونحن نفتقد التتر النجم الذى يجذب الناس للعمل، هذا العام بصراحة لم يلفت نظرى اى عمل. لكننى اعذر الفنانين بسبب الحالة النفسية التى نمر بها فى مصر منذ فترة، واتصور أن العام القادم ربما تكون الامور افضل. ولى ملحوظة اخرى خاصة بالدراما نفسها وهى كثرة مشاهد العنف والكلمات الخارجة. على صناع الدراما أن يعوا أن هناك اطفالا وأناسا محترمة تشاهد العمل رفقا بنا من تلك العبارات الجارحة. المطربة غادة رجب تؤكد أن كثرة الاعمال وتركز ايام العرض خلال رمضان أضر بالموسيقى لأن الزحام على حسب قولها لا يجعل المشاهد يركز، إلى جانب سبب آخر وهو ازمة ونظرة الانتاج للموسيقى، والامر الثالث هو أن المنتج ايضا اصبح ينظر للتتر على انه اغنية دعاية للعمل وبالتالى فرغ التتر من مضمون العمل نفسه. ويتفق صلاح الشرنوبى بأن زحمة المسلسلات أحد اسباب عدم انتشار تتر معين وبأن هناك تخمة حقيقية نعانى منها فى كل موسم رمضانى لكنه ابدى اعجابه بتتر نيران صديقة فهو عمل متكامل. واشار إلى أن احد الاسباب الرئيسية وراء تراجع التترات أن الملحن لا يقرأ السيناريو والحوار، وبالتالى يفقد الموسيقى السياق العام للدراما. هذا إلى جانب أن كل من نجحت له اغنية فى سوق الكاسيت المنهار تصور انه يمكن أن يصنع تترا ناجحا وبالتالى تسرب إلى عالم الدراما اسماء لا علاقة لها بالدراما. وهناك اسماء اساءت إلى جلال الجملة الموسيقية.لذلك تجد كل التترات عبارة عن اغنية عادية هذا من جانب الملحن. على الجانب الآخر تجد كل من كتب اغنية ساخرة تصور انه يصلح لكتابة التتر رغم أن الكتابة للدراما لها مواصفات خاصة جدا فهو يجب أن يكون ملما بالعمل ولديه من المفردات الكثير التى يمكن أن تعبر عن القضية.الصوت ايضا يجب أن يكون له مواصفات تتمثل فى القدرة على التعبير فهو اقرب إلى الاداء التمثيلى. لذلك تجد اسماء مثل على الحجار ومحمد الحلو ومدحت صالح تفوقت على اسماء اخرى. إلى جانب الاعتماد بشكل كبير على الاغنية الشعبية التجارية داخل العمل كنوع من التجارة، نظرا لارتفاع شعبية الغناء الشعبى بين الناس. محمد الحلو قال: ربما تكون هناك اعمال جيدة رغم قلتها لكنها تتوه وسط الزحمة. وان كنت اتحفظ على اسماء كثيرة ممن يتجهون للدراما لأنها تتطلب مواصفات خاصة. وهنا لابد أن اضع اسماء مثل ياسر عبدالرحمن وعمر خيرت وميشيل المصرى عمار الشريعى رحمه الله، هذه الاسماء يجب أن نضعها فى تصنيف مختلف تماما عن اى اسم آخر. واشار الحلو إلى أن سوء مستوى الموسيقى فى الدراما يعود إلى أن من اتجهوا اليها فى الفترة الاخيرة غير ملمين بعناصر العمل واغلبهم لا يقرأ السيناريو وبالتالى تجد التتر يخرج وكأنه غنوة ليس لها علاقة بالموضوع الذى يطرحه المسلسل وهذه كارثة