بن لادن رفض إعلان قيام الخلافة الإسلامية

• لولايات المتحدة تفرج عن 103 من مراسلات زعيم القاعدة تتضمن معلومات عن حياته الشخصية وإدارته للتنظيم
• بن لادن حث أنصاره على شن هجمات ضد الولايات المتحدة وليس أنظمة الشرق الأوسط.. ومسئول: كان متخوفًا من انقسام الحركة الجهادية
أظهرت وثائق كشفت المخابرات الوطنية الأمريكية، النقاب عنها، أمس الأول، معلومات فريدة حول زعيم تنظيم القاعدة السابق، أسامة بن لادن الذى كان يعيش معزولا فى منزل فى مدينة ابوت اباد الباكستانية، فى وقت كان يدعو فيه أنصاره لمواصلة التركيز على شن هجمات على الولايات المتحدة الأمريكية، وليس الأنظمة فى الشرق الأوسط.
وتلقى الوثائق (نحو 100 وثيقة) التى تم اختيارها وترجمتها من قبل أجهزة المخابرات الأمريكية الضوء على جوانب جديدة للوضع النفسى لزعيم القاعدة وأفكاره التكتيكية، وخشيته من أجهزة المخابرات الغربية، واهتمامه الكبير بالصورة العامة للتنظيم، وتراوح اهتماماته بين الشئون الاستراتيجية والقضايا العادية، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وذكر المتحدث باسم الإدارة الوطنية للمخابرات الأمريكية، جيف انشوكايتيس أن «الرئيس باراك أوباما دعا إلى شفافية أكبر بشأن ما تمت مصادرته فى باكستان، والكونجرس صوت على قانون يلزم المخابرات بدراسة أى وثيقة يمكن نشرها».
وفى إحدى الوثائق التى عثر عليها فى منزل «بن لادن»، فى ابوت اباد، خلال هجوم القوات الأمريكية الخاصة الذى انتهى بمقتله فى الثانى من مايو 2011، أن «الأولوية يجب أن تكون قتل ومقاتلة الأمريكيين وممثليهم».
وتظهر رسالة أخرى، أن بن لادن كان يرى أن القاعدة يجب أن يخطط لهجمات كبيرة ضد الولايات المتحدة على غرار هجمات 11 سبتمبر، وليس ضد الأنظمة فى الشرق الأوسط، حيث كتب: «علينا وقف العمليات ضد الجيش والشرطة فى كل المناطق وخصوصا فى اليمن»، مضيفا أن «الأولوية يجب أن تكون ضرب أمريكا لإجبارها على التخلى» عن أنظمة الشرق الأوسط «وترك المسلمين وشأنهم».
وفى رسالة أخرى، تكشف عن أن هناك اختلافا فكريا مع تنظيم داعش، كتب بن لادن: «إن إعلان الدولة الإسلامية (الخلافة) قبل استنزاف الكفر العالمى يشبه وضع العربة قبل الحصان».
إلى ذلك، قال مسئول بالمخابرات الأمريكية طلب عدم كشف هويته، معلقا على الوثائق، بأن «بن لادن كان قلقا من أن الانقسام فى الحركة الجهادية قد يؤدى إلى هزيمتها»، لافتا إلى أن تنظيم القاعدة فى العراق (تنظيم داعش حاليا) شكل مصدرا للخلاف داخل التنظيم، ومشيرا إلى رسالة كتبها جهاديون عراقيون عام 2007، إلى بن لادن أدانوا فيها بعبارات شديدة اللهجة أعمال القتل التى كان يمارسها التنظيم فى العراق والتى وصفوها ب«فضائح ترتكب باسمكم».
وفى سياق متصل، أوضحت وثيقة عثر عليها فى أبوت اباد كشفت فى اطار محاكمة جرت أخيرا فى نيويورك، أن أبو مصعب السورى القيادى (المقرب من بن لادن) كان يدعوه إلى شن هجمات أكثر تواضعا وسهولة بسبب تهديد الطائرات بدون طيار الأمريكية، لكنه لم يقتنع. وبدا أن زعيم القاعدة خسر الرهان بعد مقتله، حيث دعا تنظيم أتباعه علانية إلى شن مثل هذه الهجمات وتغلبت
فكرة «الجهاد الفردى» التى يدافع عنها أبو مصعب السورى.
يشار إلى أن الكشف عن الوثائق جاء بعد نشر الصحفى الاستقصائى الأمريكى الشهير سيمور هيرش مقالا يشكك فى الرواية الرسمية لقتل بن لادن، فى حين أكد المتحدث باسم وكالة المخابرات المركزية (سى آى إيه) راين ترابانى، أن «العملية بدأت منذ أشهر ولا يمكن اعتبارها ردا على المقال».