اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، اليوم السبت، عملية استيلاء تنظيم داعش الإرهابي على مناطق رئيسية في مدينة الرمادي، وهي عاصمة الأنبار كبرى المحافظات العراقية، بأنها ضربة كبيرة للحملة العسكرية التي تدعمها الولاياتالمتحدة لاستعادة الأراضي من المسلحين. وقالت الصحيفة، في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني، إن "الهجوم بدأ مساء أمس الأول الخميس عندما تسلل مسلحي التنظيم إلى وسط مدينة الرمادي يرتدون زي الشرطة، وفقا لقول أحد رجال الميليشيات التي تقاتل مع شرطة المدينة حيث فتح المهاجمون النار على رجال الشرطة وشنوا هجوما عنيفا تطور ليشمل قذائف صاروخية ومدفعية وسيارات مفخخة فيما قال الأهالي أن المسلحين رفعوا الراية السوداء لتنظيم داعش على المجمع الحكومي في الرمادي وحاصروا مركزا مهما للعمليات العسكرية في غرب المدينة". ونقلت الصحيفة، عن أحد السكان، قوله، "الأحداث كانت أشبه بمذبحة في فيلم عن الحرب العالمية الثانية في ظل وقوع قصف في كل مكان وتساقط قتلى في الشوارع". وأضافت الصحيفة، أنه "في حال استيلاء تنظيم (داعش) على مدينة الرمادي، فإنه بذلك سيكسب موطئ قدم يبعد أقل من 70 ميلا إلى الغرب من بغداد، كما أن سقوط هذه المدينة سيكون انتكاسة خطيرة للحكومة العراقية، التي أعلنت الشهر الماضي فقط عن حملة عسكرية لطرد تنظيم داعش من محافظة الأنبار". وتابعت الصحيفة، أنه "على الرغم من وصف مسؤولين وسكان محليين لمشهد مروع في الرمادي، فقد قللت الحكومة العراقية من أهمية المعركة"، موضحة أنه "في خطاب تليفزيوني مساء امس، أشار رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى الهجوم على الرمادي بأنه انتكاسة تحدث مثلما هو الحال في أي معركة،وقال مسؤولون أمريكيون أيضا أن القوات العراقية لم تنهزم". وسلطت الصحيفة الضوء على قول البريجادير جنرال توماس وايدلي، رئيس هيئة الأركان لقوات التحالف التي تقودها الولاياتالمتحدة لمحاربة تنظيم داعش للصحفيين في واشنطن أن مقاتلي التنظيم قد نفذوا هجوما معقدا ضد قوات الأمن العراقية في الرمادي، وقال إن القوات العراقية استطاعت صد معظم هذه الهجمات إلا أن المسلحين حققوا مكاسب.