دعا الرئيس الإثيوبي، مولاتو تيشومي، للمزيد من الاستثمار الكوري الجنوبي في بلاده، قائلا: "إن العلاقات بين البلدين لا بد أن تتحرك إلى أبعد من تحالفهما أثناء الحرب الكورية 1950-1953". وأضاف مولاتو، في مقابلة أجرتها معه وكالة «يونهاب» للأنباء في سول، أن "لبلاده شرف كبير لكونها ساهمت في السلام في العالم ووقفت مع الشعب الكوري. من أجل التقدم إلى الأمام، لا بد من تقوية الصداقة القائمة على التضحية بالأرواح". وأشار إلى أنه "لا يمكن أن نتحدث دائما للجيل القادم عما حدث في خمسينات القرن الماضي، لا بد من أن نستبدل ذلك بالمصلحة المشتركة في العصر الحديث، وأن المصلحة المشتركة في العصر الحديث هي التكامل في الاستثمار والتجارة والاقتصاد، السياحة تمثل أحد المجالات الممكنة للتعاون الاقتصادي. وقد اتفق البلدان، أثناء اجتماعه مع الرئيسة الكورية الجنوبية بارك كون-هيه في الأسبوع الماضي على سعيهما لإنشاء مجمع مشترك لإنتاج النسيج في إثيوبيا". ولفت الرئيس الإثيوبي إلى أن "إثيوبيا لديها ميزة نسبية في البدء في عملية التصنيع بصناعة المنسوجات"، بالإشارة إلى ملاءمة دولته لزراعة القطن، وأسعار الكهرباء المنخفضة والعمالة الرخيصة"، مضيفًا: "أعلم أن كوريا بدأت عمليات التصنيع عبر صناعة النسيج، وهذا هو السبب في تركيزنا على هذا المجال". وجدد الرئيس الإثيوبي، الذي سبق أن عمل سفيرا لبلاده في الصين واليابان، نداءه الموجه للصين واليابان لمساعدة التنمية الإفريقية. وتركز الاقتراب الياباني على تقديم الدعم التنموي الرسمي (ODA)، بينما وسعت بكين نفوذها الاقتصادي في المنطقة عن طريق استثمارها الكبير في البنية التحتية والتعدين والصناعات الأخرى. وأوضح أن "الأخبار الجيدة هي حصول شركة كورية على مشروع، بناء الطريق السريع، وأنها بداية جيدة، غير أن ذلك غير كاف"، منوهًا بأن "حوالي 70% من عطاءات مشاريع الإنشاء في بلاده تم كسبها من قبل شركات صينية". ونفذت كوريا الجنوبية برامج مختلفة لتطوير اقتصاد إثيوبيا، وفي خلال الفترة من 2012-2014 استضافت كوريا الجنوبية 300 من أحفاد قدامى المحاربين في الحرب الكورية لتدريبهم على المهارات في الآلات والإنشاء والحاسوب. وأكد مولاتو، أن "تقديم الدعم على شكل صدقات لن يساعد الشعب الإثيوبي الذي يبلغ تعداده 95 مليون نسمة. وأن الطريقة الأفضل لكوريا الجنوبية لمساعدة إثيوبيا هي أن تصبح شريكا للتنمية معها"، مشيرًا إلى أنه "إذا جلبت كوريا 3 ملايين من الطلاب أو 3 ملايين من الشعب الاثيوبي للاستقرار في كوريا، فلن يساعد ذلك على حل المشكلة، غير أنه يمكنها تحويل 300 إثيوبي إلى صناعيين في مكانهم، ومن ثم فإن العدد سيتزاي". وأكمل مولاتو زيارته التي استغرقت 10 أيام إلى كوريا الجنوبية، اليوم الإثنين، بعد أن شارك في منتدى المياه العالمي في الأسبوع الماضي في كيونججو وداجو وقام بجولة إلى أماكن صناعية في البلاد. يشار إلى أن إثيوبيا هي الدولة الإفريقية الوحيدة التي أرسلت قواتها إلى الحرب بجانب كوريا الجنوبية تحت راية الأممالمتحدة، وشارك أكثر من6 آلاف من القوات الإثيوبية في الحرب ضد كوريا الشمالية ودفن 122 منهم في الأرض الكورية.