أكد يوكيو أمانو مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن مصر التى قررت إنشاء محطة نووية لتوليد الطاقة ستبدأ من قاعدة قوية، خاصة وأنها لديها خبرة كبيرة فى المجال النووي ولديها مفاعلان وما يلحق بهما من منشآت. وقال أمانو، فى المحاضرة التي ألقاها بمقر وزارة الخارجية، الثلاثاء، إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تتطلع لتوثيق التعاون مع مصر فى الفترة القادمة وتتشرف أن تكون شريكًا مع مصر فى هذا المجال. وأعرب المسؤول الدولي عن سعادته لزيارة مصر مجددًا، مشيرًا إلى أن مصر تعد شريكًا هامًا للوكالة، وتشارك بشكل فعال فى أنشطة الوكالة وبخبراتها خاصة فى مجال العلوم والتكنولوجيا. وأشار إلى أن مصر تشترك بخبراتها مع دول المنطقة وهى نموذج رائع للتعاون بين دول الجنوب، ومصر عضو نشط فى الاتقاقية الخاصة بالتدريب والتكنولوجيا والعلوم فى المنطقة. وأضاف أمانو، أن الشهر الماضي شهد ذكرى حادث فوكوشيما، الذى وقع في اليابان، وأدي إلى مأسى إنسانية أثرت على الشعب اليابانى؛ ما شكك الجميع فى الثقة فيما يتعلق بالطاقة النووية فى العالم، مؤكدًا على الحاجة إلى معايير جديدة فى هذا المجال. وأوضح أن استخدام الطاقة النووية سيستهدف خلال العقود القادمة ولكن بخطى أبطأ من ذى قبل، مشددًا على أن الطاقة هى المحرك والقاطرة نحو النمو وبالتالى يزداد الطلب عليه من جانب الدول. وقال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن مصر لديها خبرة كبيرة فى المجال النووي ولديها مفاعلان وما يلحق بها من منشآت وبالتالي مصر تبدأ من قاعدة قوية، مشيرًا إلى أن قرار استخدام الطاقة النووية هو أمر سيادي لكل دولة، والوكالة لا تحاول التأثير على أى دولة ولكن الدولة التى تقرر ذلك فعلينا كوكالة مساعداتها لضمان أكبر مستوى من الأمان والحماية. وأوضح أمانو، أن الوكالة تقدم المعرفة والتكنولوجيا فيما يتعلق بالأبنية والأماكن، ووضع معايير الآمان الدولية والخطوط الإرشادية فيما يتعلق بالآمان وبالمحطات والمنشآت. وأشار إلى مجالات مساعدة الوكالة فيما يتعلق بالصحة الإنسانية والحيوانية وإنتاج المواد الغذائية والمياه، وهو متاح للدول بالإضافة إلى التحكم أيضًا فى مجال انتشار السرطان، وهو المجال الذى يركز عليه منذ بدأ مهام عمله منذ 6 أعوام. وأكد أن مصر تقوم بدور توجيهي فى الوكالة فيما يتعلق بمحاربة انتشار مرض السرطان، وأنها اشتركت خلال السنوات الأخيرة مع الوكالة فيما يتعلق بالنظائر المشعة والأشعة. وفيما يتعلق بجعل الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية، أكد أمانو، أن الوكالة تدعم إنشاء هذه المنطقة حيث إنه شارك فى عام 2007 بمنتدى فى فيينا وخرجنا بإمكانية إجراء حوار بناء حول هذا الموضوع، معلنًا أن الوكالة ستواصل جهودها فى هذا الصدد. وأكد أن الأمان يعد المحور الأساسى لتطوير الطاقة النووية، وهناك حاجة إلى تمويل جيد وأن تحظى بالعاملين المدربين بشكل جيد. وردًا على تعليقات الحضور، قال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن الأمن النووي يكتسب أهمية خاصة ويعنى الضوابط التي تمنع المواد النووية والمشعة من أن تقع فى أيدى الإرهابيين، وهناك معايير دولية فى هذا الصدد. وأضاف أن الوكالة تقوم بدور كبير فى مجال الأمن النووي وتتعاون فى المجال الفنى، وأيضًا فيما يخص تدريب العاملين على الرقابة فى الحدود والجمارك لمعرفة مخاطر المواد النووية، لافتًا إلى أن الوكالة لديها قاعدة البيانات الدولية الوحيدة التى تحلل البيانات الخاصة بالإرهاب النووي. وأوضح أننا نتلقى مئات المعلومات كل عام، وهناك من يحاولون تهريب المواد النووية فى حاويات، مشيرًا إلى أن هناك جهودًا دولية مبهرة تبذل لمنع وقوع المواد النووية فى أيدى الإرهابيين والوكالة تعمل من أجل مكافحة الإرهاب النووي. وفيما يخص إيران، أكد أمانو، أن إيران التى تعد من بين الدول الأعضاء فى معاهدة حظر الانتشار وانضمت إليها كدولة غير نووية، انتهت من اتفاقية ضمان بها، والمواد النووية الخاصة بإيران اليوم هى تحت ضمان الوكالة وموجودة فقط للأغراض السلمية، ولكن نحن لا نعرف ما إذا كانت هناك أنشطة غير معلنة أم لا. وأضاف أن مجموعة "5 + 1" بدأت مفاوضاتها فى الخريف 2013 والأسبوع الماضي وصلت إلى اتفاق للإعلان عن المعايير الأساسية الخاصة بالاتفاقية المتعلقة بالخطة المشتركة للعمل. وأوضح أن الأسبوع الماضي تم الإعلان عن أهم المعايير الخاصة بالعمل وسيتم الانتهاء منها بحلول 30 يونيو القادم، والوكالة عملت على التحقق من الأنشطة النووية فى إيران وساعدت القوى العظمى وإيران على الوصول إلى الاتفاق وبمجرد التوصل إلى الاتفاق سيطلب من الوكالة أن تنفذ اتفاقها، وذلك بناء على تصديق مجلس المحافظين وسنكون مستعدين لتنفيذ المهام. وأشار إلى أن الوكالة تقوم بتشجيع الدول غير الأعضاء فى معاهدة حظر الانتشار على الانضمام، مضيفًا أنه سبق وأن قام بزيارة إسرائيل للانضمام للمعاهدة، ولكن إسرائيل تستمر فى عدم العضوية. وحول مميزات الطاقة النووية وتلك المتجددة، أوضح أمانو، أن المصادر المتجددة للطاقة لا تؤدي إلى حدوث انبعاثات تؤدي إلى تغير المناخ إلا أنها نسبيًا مكلفة لإنتاج الكهرباء أو تقدم الكميات اللازمة للكهرباء، أما النووية فتنتج كميات كبيرة من الطاقة وتسهم فى الأمن الخاص بالطاقة والتوجه العالمي هو أن تستمر الدول فى استخدام الطاقة النووية كجزء من الخليط المتعلق بمصادر الطاقة.