على الرغم من أن تقارير صحفية بريطانية عديدة أشارت في الأشهر الأخيرة إلى أن اقتراح البريطاني بيرني إيكليستون مالك الحقوق التجارية لسباقات سيارات الفئة الأولى "فورمولا 1" بشأن تحديد هوية بطل العالم بالاستناد إلى عدد الميداليات التي يحصل عليها خلال الموسم وليس إلى عدد النقاط كما هو الحال بموجب النظام المعتمد منذ نطلاق البطولة عام 1950 سيسقط نتيجة الرفض الذي لاقاه من قبل الاتحاد الدولي لرياضة السيارات "فيا" والفرق على حد سواء ، غير أن "الرجل القوي" في رياضة الفئة الأولى لا يبدو مستعداً لغض الطرف عن اقتراحه. وعلى غرار غالبية الرياضات الأخرى ، سيحصل السائقون الثلاثة الأوائل في كل سباق على ميداليات ذهبية وفضية وبرونزية بدلاً من عشر وثماني وست نقاط على التوالي. وفي حالة تطبيق فكرة إيكليستون ، فإن السائقين الذين يحتلون المراكز من الرابع حتى الثامن لن يحصلوا بعد على أي نقطة. ويدرك المتابعون أن الطرح الجديد لا يمكن أن يدخل حيز التنفيذ قبل طرحه على الاتحاد الدولي وإقراره من قبل الأخير. ويرى إيكليستون أن فكرته ستزيد من حماسة السباقات وسط سعي السائقين إلى إحراز الانتصارات بشكل أكبر ، وهو بات مقتنعا بها أكثر من أي وقت مضى إثر فوز البريطاني لويس هاميلتون سائق ماكلارين مرسيدس باللقب العالمي على حساب منافسه البرازيلي فيليبي ماسا سائق فيراري ، رغم أن الأخير توج بعدد أكبر من السباقات مقارنة بالأول في موسم 2008 "ستة انتصارات مقابل خمسة". وقال : "إذا كان أحدهم في المقدمة ، فإن ملاحقه قد لا يخاطر في كثير من الأحيان للحصول على نقطتين إضافيتين ، لكن إذا كان العدد الأكبر من الميداليات الذهبية يحدد الفائز بلقب بطولة العالم فإن الثاني سيسعى جاهدا لتجاوز الأول". ولم ينس إيكليستون الإشارة إلى أن بطولة العالم للصانعين ستبقى محتفظة بنظام احتساب النقاط نفسه المتبع حاليا حتى في حال اعتماد مبدأ منح الميداليات للفائزين الثلاثة. وأشارت صحيفة "تلجراف سبورت" إلى أن فكرة إيكليستون قد لا ترى النور ليس نتيجة عدم تقديمه طرحا رسميا إلى "فيا" ، بل لأن فرقا عدة ترفضها أيضاً وتتوخى الحذر من تعديل ثوري كهذا يمكن أن يؤثر مستقبلا على سعيها في جذب الرعاة والمعلنين في حالة بقيت بعيدة عن الميداليات وبالتالي منصات التتويج. ويقول مراقبون إن اعتماد المبدأ الجديد الذي سيدفع السائقين إلى بذل كل ما لديهم من أجل الحلول في المراكز الثلاثة الأولى سيجعلهم يعتمدون استراتيجيات خطرة ما يؤدي إلى حوادث أكبر وأكثر ، بالإضافة إلى مشاكل تقنية إضافية وبالتالي زيادة التكاليف المالية لمعالجتها. الاتحاد الدولي للسيارات أعد دراسة حول الموضوع وقام بتطبيق افتراضي لنظام الميداليات منذ بطولة العالم الاولى وحتى نسخة 2008 بهدف التوصل إلى معرفة ما إذا كان ذلك سيعدل خريطة الالقاب ، فتبين أن نتائج 37 من أصل 59 بطولة أقيمت حتى اليوم كان سيتغير فيها الترتيب النهائي ، كما أن هوية 13 بطلا كانت ستتبدل أيضا فيما لو طبق نظام إيكليستون. اللافت أن ثلاثة سائقين لم يتوجوا أبطالا للعالم كانوا سيحظون بهذا الشرف في حالة تطبيق نظام الميداليات وهم البريطاني ستيرلينج موس والفرنسي ديدييه بيروني والبرازيلي فيليبي ماسا. ومن جهته ، كان الفرنسي آلان بروست سيتوج بطلا في خمس مناسبات عوضا عن اكتفائه بأربع ، فيما كان سيكتب للبريطاني نايجل مانسل أن يحرز اللقب مرتين إضافيتين عامي 1986و1987. ولا خلاف على أن هذه الحقائق لا يمكن أن تمثل أي قيمة خصوصا أن السائقين كانوا سيعتمدون أسلوبا وتكتيكا مختلفين في القيادة لو طبق نظام الميداليات منذ ولادة البطولة عام 1950. وبالنسبة إلى الالقاب ال13 التي كانت ستذهب إلى غير أصحابها فتعود إلى نسخات 1958 حيث كان سيتوج ستيرلينج موس بدلا من مواطنه البريطاني مايك هاوثورن ، و1964 الأسكتلندي جيم كلارك عوضا عن الإنجليزي جون سورتيس ، و1967 جيم كلارك أيضا بدل النيوزيلندي ديني هالم ، و1977 الإيطالي الأمريكي ماريو أندريتي بدلا من النمساوي نيكي لاودا ، و1979 الأسترالي ألن جونز عوضا عن الجنوب أفريقي جودي شيكتر ، و1981 الفرنسي ألان بروست مكان البرازيلي نيلسون بيكيت ، و1982 بيروني بدل الفنلندي كيكي روزبرج ، و1983 بروست عوضا عن بيكيت ، و1984 بروست عوضا عن لاودا ، و1986 مانسل بدلا من بروست ، و1987 مانسل عوضا عن بيكيت ، و1989 البرازيلي الراحل إيرتون سينا مكان بروست ، 2008 ماسا عوضاً عن هاميلتون. أما ترتيب أكثر السائقين إحرازاً للقب ، فما كان ليشهد تعديلا على مستوى أصحاب المراكز الثلاثة الأولى ، ونبدأ بصاحب الرقم القياسي على هذا الصعيد الألماني مايكل شوماخر الذي توج في سبع مناسبات أعوام 1994 و1995 و2000 و2001 و2002 و2003 و2004، ولا على مستوى وصيفه الأرجنتيني خوان مانويل فانجيو المتوج خمس مرات أعوام 1951 و1954 و1955 و1956 و1957 وصاحب المركز الثالث ألان بروست المتوج أعوام 1985 و1986 و1989 و1993 ، إلا أنه كان ليضيف لقبا خامسا إلى سجل السائق الفرنسي في حال تطبيق نظام الميداليات.