يؤكد المتمردون المقربون من روسيا والقوات الأوكرانية بدء سحب جميع الأسلحة الثقيلة من خطوط التماس، لكن هذا الأمر الذي ينتظره السكان المنهكون بفعل أشهر من النزاع سيكون من الصعب التحقق منه ميدانيًا. وقالت تمارا سليفينسكايا (61 عامًا) "يجب سحب هذه الأسلحة من الطرفين. لقد بقيت تحت القصف سبعة أشهر وبالتالي، أستطيع أن أؤكد لكم أن هذا مهم للغاية". ووقفت المرأة في طابور لتلقي مساعدة غذائية في ساحة لينين في ديبالتسيفي المدينة التي دمرتها أسابيع من المعارك وباتت تخضع لسيطرة الانفصاليين حاليًا. وأضافت تمارا، ملخصة الشكوك حيال سحب الأسلحة، "يقال إن المتمردين يسحبونها وأن الأوكرانيين لا يفعلون ذلك. طالما أنني لم أشاهد ذلك بأم عيني، فلا أعرف ما إذا كان ذلك صحيحًا". وينص اتفاق مينسك الموقع الشهر الماضي على سحب "جميع الأسلحة الثقيلة من الجانبين" لإقامة منطقة عازلة بعمق 50 كلم وطول 140 كلم، وفقًا لأنواع الأسلحة. وقد بدأ تطبيق الاتفاق مع بعض التأخير. ويؤكد الطرفان أن الأمر قيد التنفيذ منذ بضعة أيام في حين يتم احترام الهدنة بشكل نسبي. وكان المتحدث باسم الجيش الأوكراني أناتولي ستلماخ، اعلن السبت الماضي، أن قوات بلاده "أنهت المرحلة الأولى من سحب الأسلحة الثقيلة من خط الجبهة ويتعلق الأمر بمدافع من عيار 100 ملم وستبدأ المرحلة الثانية فور تلقي الأوامر". كما كان أحد قادة التمرد ألكسندر زخارتشنكو، أكد الخميس، أن قواته سحبت "تسعين في المئة" من أسلحتها الثقيلة. لكن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا التي تنشر حوالى 400 مراقب في شرق أوكرانيا لم تؤكد ذلك حتى الآن. وقال أحد المتحدثين باسم المنظمة مايكل بوسيركيف، لفرانس برس، إن المنظمة "رصدت تحركات" لكن من "السابق لأوانه القول ما إذا حدث ذلك. نطالب بتقديم جردة بالأسلحة الموجودة ولائحة الطرق التي سلكتها وبالأماكن التي يريدون حفظها فيها". ومنذ بضعة أيام، يصف المراقبون في محاضرهم تحركات الأسلحة التي تمكنوا من رصدها. وفي بعض الأحيان، يصف المراقبون العملية بدقة كما حدث السبت. فقد رصدوا، الجمعة، على مسافة خمسة كلم إلى الشرق من دونيتسك "قافلة" تضم "خمس منصات إطلاق صواريخ متعددة من طراز غراد تبتعد عن خط الجبهة" إلى مكان "عرف عنه المتمردون بأنه وجهتها النهائية"، مؤكدين أنهم ينوون "مراقبة هذا المكان بشكل يومي". لكن يصعب القول في حالات أخرى ما إذا كانت التحركات تتعلق بسحب الأسلحة. ففي ايلوفايسك في مناطق المتمردين، تؤكد منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، أنها "شاهدت ثماني شاحنات عسكرية تتجه جنوبًا" من دون معرفة تفاصيل إضافية. وقرب لوغانسك، لم يتم السماح للمراقبين بتتبع سير قافلة حتى وجهتها النهائية. وقال مصدر محلي في دونيتسك تابع عن كثب عمل مراقبي المنظمة، أنه "عمل في غاية الدقة بالنسبة للمراقبين". وأضاف "لا أحد يعرفهم لكن فجاة يجب إعطاؤهم معلومات سرية جدًا حول عدد ومكان ونوع الأسلحة التي بحوزتك. والعسكر لا يحبون مصادفة أحد الجواسيس". وتابع المصدر: "يضاف إلى ذلك أن المنطقة التي يتعين تغطيتها شاسعة. كما يحق للمراقبين في بعض الأحيان التوجه إلى مكان محدد في يوم محدد وليس في يوم آخر". بدورهم، لا يستطيع الصحفيون التأكد فعليًا من سحب الأسلحة الثقيلة. وسمح المتمردون الأربعاء للصحفيين بمشاهدة 14 مدفعًا متحركًا من عيار 122 ملم تم "سحبها" من خط الجبهة، حسب قولهم. لكن القافلة التي شاهدها مراسلو فرانس برس تغادر اوبيلني باتجاه الجنوب صباحًا، قال صحفيون غربيون إنهم شاهدوها في الاتجاه المعاكس في المنطقة ذاتها بعد عدة ساعات.