حاول الانفصاليون الموالون لروسيا تهدئة الوضع، اليوم الأربعاء، فيما يتزايد الضغط الغربي على روسيا التي تتهمها الولاياتالمتحدة ب"الكذب الصريح" بالنسبة لدورها في أوكرانيا. ميدانيًا، أشار الجيش الأوكراني إلى "تراجع كبير" لنيران المتمردين، مؤكدًا في الوقت نفسه أنه لا يمكن الحديث بعد عن "هدنة حقيقية" مثل تلك التي نصت عليها اتفاقات مينسك-2 الموقعة في 12 فبراير. وقال المتحدث العسكري الأوكراني أندريه ليسينكو، الأربعاء، أنه لم يسقط أي جندي أوكراني خلال الساعات ال24 الماضية للمرة الأولى منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 15 فبراير في شرق أوكرانيا. وأضاف "في الساعات ال24 الماضية، لم يسقط قتلى لكن أصيب جندي بجروح". من جهتهم، رافق المتمردون مجموعة من الصحفيين إلى أوبيلني على بعد 20 كلم جنوب دونيتسك، لكي يثبتوا ما قالوا إنه "عملية سحب أسلحة ثقيلة". وشاهد الصحفيون رتلاً من 14 مدفعًا نقالاً من عيار 122 ملم وعدة شاحنات تنتقل على الطريق قادمة من الغرب حيث يقع خط الجبهة، في اتجاه مدينة ستاروبشيف جنوبًا. وقال أحد قادة المتمردين ويدعى نيكولاي، "نحن نطبق اتفاقات مينسك" التي وقعت بوساطة من الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند، والمستشارة الألمانية آنجيلا ميركل، والتي نصت على سحب الأسلحة الثقيلة ما يتيح إقامة منطقة عازلة موسعة في محيط خط الجبهة. وهذه المنطقة يفترض أن توسع من 30 كلم حاليًا إلى ما بين 50 و140 كلم عملاً بنوع الأسلحة، بحسب اتفاقات مينسك. وقال: "بالأمس قمنا بسحب قاذفات صواريخ غراد وقبل ذلك بيوم دبابات"، لكنه رفض تحديد مكان نقل هذه الأسلحة، معتبرًا أن ذلك من "الأسرار العسكرية". من جهتها، أكدت بعثة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في المكان، أن ليس بإمكانها تأكيد حصول أي انسحاب قبل الحصول على معلومات من الأطراف المتنازعة حول مكان إيداع هذه الأسلحة. وقالت المنظمة، في بيان مساء الثلاثاء، إن البعثة "رصدت تحركات أسلحة ثقيلة منذ خمسة أشهر" لكن مثل هذا النوع من التحركات لا يتيح بحد ذاته "التأكد من حصول سحب فعلي للأسلحة الثقيلة". وقال الجيش الأوكراني، إنه يتوقع الوقف الكامل للنيران من جانب المتمردين الموالين لروسيا قبل أن يقوم بسحب الأسلحة الثقيلة الذي يفترض أن يبدأ اعتبارًا من الأحد. وتصاعد الضغط فجأة على روسيا التي يتهمها الغرب وكييف بتسليح المتمردين الموالين لروسيا في الشرق ونشر فيها قوات نظامية. وتنفي موسكو أي ضلوع في هذا النزاع الذي أوقع 5800 قتيل منذ عشرة أشهر. وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمام لجنة في مجلس الشيوخ، إن روسيا "تقوم بأكبر عمل دعائي منذ الحرب الباردة"، مؤكدًا أن القادة الروس "يكذبون صراحة بخصوص ما يقومون به هناك" في أوكرانيا. من جهته، تحدث رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، الثلاثاء، عن احتمال إخراج روسيا من نظام الدفع المصرفي "سويفت" إذا واصلت موسكو "تفكيك" أوكرانيا. وقال كاميرون: "في حال حدث توغل كبير جديد للقوات المدعومة من موسكو أو من قوات روسية في أوكرانيا.. آمل أن يرد الاتحاد الأوروبي بشدة بعقوبات تضرب بقسوة الاقتصاد الروسي". وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، إن مسألة فرض عقوبات جديدة على روسيا ستكون "على المستوى الأوروبي" في حال شن المتمردون الموالون لروسيا هجومًا على مدينة ماريوبول الاستراتيجية، آخر مدينة كبرى في الشرق المتمرد خاضعة لسيطرة كييف. ومنذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ سيطر المتمردون على مدينة ديبالتسيفي الاستراتيجية الواقعة بين معقلي المتمردين دونيتسك ولوغانسك. وعبرت أوكرانيا عن خيبتها في ختام اجتماع عقد الثلاثاء في باريس لوزراء خارجية روسيا وفرنسا وألمانيا وأوكرانيا؛ لأنه لم يتم التنديد بالسيطرة على مدينة ديبالتسيفي في 18 فبراير. ووقعت كييف والمتمردون في 12 فبراير اتفاقات سلام في مينسك في ختام مفاوضات ماراتونية. وبموجب هذه الاتفاقات تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 15 فبراير، لكنه انتهك مرارًا. وقال المتحدث العسكري الأوكراني أناتولي ستيلماك، "لقد سجل لليوم الثاني على التوالي تراجع كبير في انتهاكات الهدنة من قبل المتمردين". لكنه أشار إلى عمليات قصف متقطعة على خط الجبهة إلى جانب تسع طلعات لطائرات بدون طيار.