دعا قادة روسياوأوكرانيا وفرنسا وألمانيا، الخميس إلى العمل على تطبيق اتفاقات مينسك رغم انتهاكات وقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا الانفصالي، وخصوصا في مدينة ديبالتسيفي، بعد انسحاب قوات كييف منها. وفي محادثة هاتفية، ندد الرؤساء الفرنسي فرنسوا هولاند، والروسي فلاديمير بوتين، والأوكراني بترو بوروشينكو، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، بانتهاكات وقف إطلاق النار الذي بدأ حيز التنفيذ ليل السبت الأحد، وفقا لاتفاقات «مينسك 2». واتفق القادة الأربعة، وفق بيان للكرملين، على ضرورة تنفيذ سلسلة الإجراءات التي اتفق عليها في 12 فبراير في مينسك بحذافيرها، والتي تتضمن وقفا كاملا لإطلاق النار وسحب الأسلحة الثقيلة وإطلاق سراح المعتقلين. وأكد الكرملين، دعم المسؤولين الأربعة لعمل بعثة المراقبة التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا. وفي وقت لاحق، أعلن مدير «غازبروم» الروسية ألكسي ميلر، أن شركته بدأت تزويد المناطق الانفصالية بالغاز. وقال في تصريحات نقلتها وكالات الأنباء الروسية: "منذ الساعة الرابعة بعد الظهرفي 19 فبراير، بدأت غازبروم تسليم 12 مليون متر مكعب يوميا من الغاز إلى أوكرانيا، بما في ذلك عبر محطتي بروخوروفكا وبلاتوفو"، وهما نقطتا دخول الغاز الروسي إلى أوكرانيا، إحداهما في دونيتسك والأخرى في لوجانسك. من جهته، شدد الرئيس الأوكراني على المعارك في مدينة ديبالتسيفي الاستراتيجية التي انسحبت منها قوات كييف الأربعاء، وطالب "بضمانات واضحة" في حال تجدد "انتهاك الاتفاقات" من طرف المتمردين، بحسب بيان لمكتبه. وانسحبت القوات الأوكرانية من المدينة الأربعاء، بعد هجوم عنيف شنه الانفصاليون الموالون لروسيا. واعترف الجيش الأوكراني، الخميس، بوقوع خسائر فادحة في صفوفه إذ تحدث عن مقتل 13 جنديا وإصابة 157 آخرين، فضلا عن أسر أكثر من 90 جنديا، فيما لا يزال 82 في عداد المفقودين. وأضاف الجيش، أنه كلف "بعض القوات" البحث عن المفقودين، وطلب من مراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا المساعدة في تحديد أماكنهم، في حين ما زالت المعارك مستمرة حول المدينة. وناقش القادة الأربعة، تبعات سيطرة الانفصاليين على المدينة، وفق الرئاسة الفرنسية التي أضافت أنه "على ممثلي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا الاجتماع ميدانيا مع الأطراف من أجل تطبيق سريع" للإجراءات الواردة في اتفاقيات مينسك. وأشارت إلى أن وزراء خارجية الدول الأربع "سيجرون محادثات" الخميس، "من أجل تحديد آليات جهاز المراقبة" الوارد في الاتفاق. وأكدت ألمانيا، أن بوتين "التزم بممارسة ضغوط على الانفصاليين" لتبادل الأسرى بين كييف والمتمردين، بحسب بيان للمستشارية الألمانية. وتشكل ديبالتسيفي، نقطة مواصلات استراتيجية في السكك الحديد، وبعد السيطرة عليها باتت منطقة الانفصاليين الموالين لروسيا متصلة دون انقطاع جغرافي بين معاقلهم في لوجانسك ودونيتسك.