على الرغم من هدوء نسبي في شرق أوكرانيا الانفصالي، تواصلت المواجهات اليوم الاثنين في محيط ميناء ماريوبول الاستراتيجي على الأخص، ما يؤخر بحسب كييف سحب الأسلحة الثقيلة من خط الجبهة. وتحدث الجيش الأوكراني عن محاولة هجوم أخرى في منتصف الليل، استهدفت مواقع أوكرانية في بلدة شيروكين التي تبعد حوالى 15 كلم من ماريوبول الواقعة إلى جنوب خط الجبهة على ضفاف بحر أزوف. وأعلن المتحدث العسكري أناتولي ستيلماخ، أن "المعركة استمرت نصف ساعة"، مضيفًا أن "الخصم يعزز قواته" في هذه المنطقة، من دون تقديم تفاصيل إضافية. وقتل جنديان في غضون 24 ساعة، وأصيب 10 بجروح في شرق أوكرانيا، على ما أعلنت كييف التي أضافت أن 20 دبابة وقطعة مدفعية روسية وحوالى 50 شاحنة عسكرية محملة بالذخائر بشكل خاص، عبرت الحدود الأوكرانية باتجاه قاعدة نوفوازوفسك، القاعدة المتمردة على بعد حوالى 30 كلم من ماريوبول. وتتهم كييف والغرب روسيا بدعم الانفصاليين عبر تزويدهم بالسلاح والعناصر، فيما تنفي موسكو بحزم أي ضلوع لها في النزاع الذي أسقط أكثر من 5700 قتيل في 10 أشهر. وبعدما سيطر الانفصاليون على مدينة ديبالتسيفي الأسبوع الماضي، على رغم الإعلان رسميًا عن وقف لإطلاق النار، يخشى الكثيرون في أوكرانيا من أن تصبح ماريوبول، آخر مدينة كبيرة في حوض دونباس تسيطر عليها كييف، الهدف المقبل للمتمردين الذين يريدون السيطرة عليها منذ أشهر. ويحاول هؤلاء الاستيلاء على المدينة لإقامة جسر بري مع شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في مارس الفائت، وتقتصر اتصالاتها مع موسكو على الطرق البحرية وتشهد اضطرابات كبيرة في الشتاء بشكل خاص. وحذر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، من تقدم للانفصاليين في اتجاه ماريوبول، معتبرًا في مقابلة مع صحيفة "بيلد" الألمانية، أن هذا الأمر سيشكل "انتهاكًا واضحًا لاتفاقات" مينسك. ووعد رئيس المجلس الأوروبي ببدء مشاورات اعتبارًا من الاثنين، بهدف فرض عقوبات أوروبية جديدة على موسكو. وأكد وزير الدولة الفرنسي المكلف شؤون أوروبا هارلم ديزير، احتمال فرض عقوبات جديدة "في حال انتهاك اتفاقات مينسك". إلى جانب ماريوبول استهدفت نيران المتمردين بلدتين قرب دونيتسك معقل الانفصاليين، بحسب المتحدث باسم الجيش الأوكراني أناتولي ستيلماخ، الذي لفت إلى "تراجع كبير في إطلاق النار" على مجمل خط الجبهة. وتحدثت السلطات الموالية لكييف في منطقة لوغانسك المجاورة التي يخضع جزء منها للمتمردين، عن استئناف إطلاق النيران في عدد من البلدات قبيل الظهر. وتؤكد كييف أن استمرار المواجهات يؤخر سحب الأسلحة الثقيلة من الجبهة، على الرغم من إعلان الطرفين عن بدئه الأحد. وأعلن الجيش الأوكراني، صباح الاثنين، أنه ينتظر الوقف الشامل لإطلاق النار من جانب المتمردين الموالين لروسيا حتى يقوم بسحب الأسلحة الثقيلة. وقال فلاديسلاف سيليزنيف المتحدث باسم رئاسة أركان الجيش الأوكراني، "بما أن إطلاق النار على المواقع الأوكرانية مستمر، فلا يمكننا الحديث عن سحب للأسلحة". وبموجب اتفاقات مينسك 2 للسلام الموقعة في 12 فبراير، يتعين البدء بالانسحاب بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التطبيق. ويتعين على طرفي النزاع سحب "كل الأسلحة الثقيلة" لإقامة منطقة عازلة يتراوح عرضها بين 50 و140 كلم وفقًا لنوع هذه الأسلحة. وأوضح سيليزنيف، أن الجيش "قد أعد حتى الآن المكان الضروري" ليضع فيه أسلحته في حال تم سحب السلاح.