يحشد الانفصاليون الموالون لروسيا قوات وأسلحة في جنوب شرق أوكرانيا وقال الجيش الأوكراني يوم السبت إنه يستعد لهجوم محتمل للمتمردين على مدينة ماريوبول الساحلية. واتهم الجيش الأوكراني روسيا يوم الجمعة بإرسال المزيد من الدبابات والقوات صوب مدينة نوفوازوفسك ناحية الشرق بمحاذاة مدينة ماريوبول التي تقع على ساحل بحر أزوف مما يوسع وجودها في منطقة يخشى الجيش الأوكراني أن تكون جبهة القتال الجديدة. وأي هجوم على ماريوبول سيقضي على الأرجح على اتفاق وقف اطلاق النار الذي تم التوصل إليه بوساطة أوروبية. وماريوبول يسكنها نصف مليون نسمة وهي بوابة محتملة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في مارس آذار الماضي. وتعرض وقف إطلاق النار الذي سرى يوم الأحد لضرر بالغ يوم الأربعاء عندما استولى المتمردون على مدينة ديبالتسيف التي تمثل ملتقى للسكك الحديدية في شرق أوكرانيا مما جعل القوات الحكومية الأوكرانية تتقهقر وتتكبد 20 قتيلا على الأقل. وفي لندن اتهم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري موسكو يوم السبت بإتيان "سلوك جبان فوق العادة" على حساب سيادة أوكرانيا. وقال إن واشنطن وحلفاءها يبحثون فرض المزيد من العقوبات على روسيا لأنها تقوض وقف إطلاق النار الذي اتفق عليه في مينسك عاصمة روسيا البيضاء يوم 12 فبراير شباط الحالي. وتعد ماريوبول أكبر مدينة لا تزال تحت سيطرة الحكومة في الإقليمين اللذين استولى عليهما الانفصاليون في شرق أوكرانيا. وتقع نوفوازوفسك التي قالت كييف إن روسيا ترسل تعزيزات بالقرب منها على مسافة 40 كيلومترا إلى الشرق بمحاذاة الساحل قرب الحدود الروسية. ولم يشر المتحدث العسكري الأوكراني أندريه ليسينكو تحديدا إلى تحرك الدبابات والقوات الروسية لكنه قال إن الانفصاليين -الذين تقول كييف إن روسيا تدعمهم بالأسلحة والمقاتلين- يقومون بعمليات تخريب وتجسس على مدار الساعة لاختبار الدفاعات الحكومية. وقال المتحدث للصحفيين "العدو يقوم بحشد للمعدات العسكرية والأسلحة والمقاتلين في منطقة ماريوبول بهدف شن هجوم محتمل عليها." وأضاف "إنهم يرسلون مجموعات تخريب صغيرة كل ليلة تقريبا. نستطيع رؤية أنشطة العدو حول نوفوازوفسك حيث يجري حشدالمعدات العسكرية والمقاتلين والذخيرة." وتابع أن جنديا اوكرانيا قتل وأصيب 40 آخرون في هجمات شنها الانفصاليون في شرق أوكرانيا في الأربع والعشرين ساعة الماضية. قال المتمردون لفريق إعلامي من رويترز في ساخانكا في منتصف الطريق بين ماريوبول ونوفوازوفسك إن أحد الطرق في المنطقة أغلق "بسبب القتال" رغم أنه لم يمكن سماع دوي إطلاق نار أو قصف. وأقام بعض المتمردين قاعدة في مجمع منازل في بيزيمين في مسافة أبعد على الساحل وهناك عشرات من المقاتلين المسلحين بكثافة يجوبون المكان وبدا البعض منهم في هيئة القوات الخاصة الروسية وقد وضعوا علامات ورتبا عسكرية روسية على الزي الذي يرتدونه. ولا توجد دلائل على ما قالت كييف يوم الجمعة إنه تدفق للدبابات والقوات على المنطقة. وأمكن رؤية سيارتين عسكريتين على الطريق من نوفوازوفسك إلى ماريوبول وناقلة جند مدرعة تقف في غابة قرب شيروكين على الطريق الساحلي أيضا. ونفى مقاتل متمرد في بيزيمين قال إن لقبه هو بوكسر (ملاكم) تقارير أوكرانية عن ارسال المزيد من الدبابات الروسية والمقاتلين إلى المنطقة. وقال "كل هذا كذب. لا يقاتل هنا إلا عمال مناجم وسائقي جرارات وعمال مزارع." وقال إن المتمردين التزموا باتفاق وقف إطلاق النار الذي توصلت إليه أوكرانياوروسيا وألمانيا وفرنسا في عاصمة روسيا البيضاء وسحبوا قطع المدفعية الثقيلة من منطقة ماريوبول. وتقول الولاياتالمتحدة أيضا إنها رصدت تعزيزات روسية في جنوب شرق أوكرانيا. وقال كيري الذي اجتمع مع وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند إن بلاده متأكدة من أن روسيا تشارك في الصراع وتدعم الانفصاليين. ولمح الوزير الأمريكي إلى انه سيتم اتخاذ إجراءات مناوئة لروسيا خلال الأيام المقبلة. وردا على تصريحات الوزير الأمريكي قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في تصريحات نقلتها وكالة تاس للأنباء إن بلاده تركز على دعم اتفاق مينسك. وجاء تصاعد التوتر في جنوب شرق أكرانيا في الذكرى الأولى للإطاحة بالرئيس الأوكراني الموالي لموسكو فيكتور يانوكوفيتش مما دفع روسيا لضم شبه جزيرة القرم واندلاع التمرد الموالي لها في شرق اوكرانيا. وقتل أكثر من خمسة آلاف شخص في التمرد إلى الآن. وقتل أكثر من مئة شخص بالرصاص خلال الاحتجاجات التي سبقت فرار الرئيس السابق إلى روسيا قبل عام. واستخدم الرئيس الأوكراني هذه المناسبة للتأكيد مساء يوم الجمعة على عزم بلاده على بناء مستقبل مشرق ضمن أوروبا في حين نظمت جماعات موالية للكرملين مسيرة في موسكو للتنديد بعزل الرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش. وقال منظمون إن 20 ألفا شاركوا في المسيرة للتضامن مع المتمردين في شرق أوكرانيا والتنديد بعزل يانوكوفيتش.