تأمل كييف ومنظمة الامن والتعاون في اوروبا التوصل السبت في مينسك الى اتفاق "ملزم" لوقف اطلاق النار مع الانفصاليين الموالين لموسكو في شرق اوكرانيا الذي يشهد اعمال عنف دامية فيما هدد المتمردون بتوسيع هجومهم في حال فشل المحادثات.واعلنت منظمة الامن والتعاون في اوروبا التي تشارك الى جانب روسيا في محادثات السلام "ان وثيقة ملزمة حول وقف فوري لاطلاق النار وسحب الاسلحة الثقيلة من خط التماس" يفترض توقيعها السبت في عاصمة بيلاروسيا حيث ابرمت اتفاقات السلام الاساسية لشرق اوكرانيا في سبتمبر. واشارت منظمة الامن والتعاون في اوروبا في بيان نشر ليل الجمعة السبت الى "ان هذه الوثيقة تتضمن سلسلة تدابير ملموسة بغية نزع فتيل التصعيد". وعبر الرئيس السابق ليونيد كوتشما الذي يمثل اوكرانيا في هذه المحادثات بدوره عن امله الجمعة في ان تعقد المحادثات السبت في مينسك والتوصل الى هدنة جديدة. وصرح موفدا الجمهوريتين الانفصاليتين دونيتسك ولوغانسك لوكالات الانباء الروسية انهم "مستعدون" للتوجه الى مينسك اليوم السبت. لكن لم تتوافر اي معلومات صباح السبت عن موعد اللقاء في مينسك. وكان موفدا المتمردين اكدا امس "الغاء" المحادثات مع كييف التي كان يفترض ان تعقد الجمعة في مينسك وهددا في بيان مشترك بمواصلة هجوم المتمردين "حتى التحرير الكامل لمنطقتي دونيتسك ولوغانسك" التي لا يزال قسم كبير منها تحت سيطرة حكومة كييف. ويأتي هذا التصعيد الكلامي على خلفية تدهور ملحوظ للوضع على الارض حيث قتل 24 شخصا على الاقل امس في معارك وعمليات قصف. واعلن وزير الدفاع الاوكراني ستيبان بولتوراك اليوم السبت مقتل 15 جنديا اوكرانيا واصابة 30 بجروح في خلال اربع وعشرين ساعة في الشرق الانفصالي الموالي لروسيا. وقال الوزير في مؤتمر صحافي "ان 15 جنديا قتلوا في خلال الاربع وعشرين ساعة الاخيرة على طول خط الجبهة"، موضحا ان الخسائر وقعت خصوصا في منطقة لوغانسك الانفصالية وقرب مدينة ماريوبول المرفأ الاستراتيجي الخاضع لسيطرة حكومة كييف حيث قتل 30 مدنيا في عمليات قصف نسبت الى المتمردين قبل اسبوع. وفي دونيتسك العاصمة الاقليمية ومعقل الانفصاليين استمر القصف بقاذفة الصوارخ المتعددة غراد حتى وقت متأخر من مساء الجمعة كما افاد صحافي من وكالة فرانس برس موجود في المكان. واعلن الجيش الاوكراني صباح السبت استمرار المعارك حول بلدة فوغليغيرسك التي سيعني سقوطها في ايدي الانفصاليين تطويقا شبه كامل لمدينة ديبالتسيفي الاستراتيجية. وهذه المدينة التي تربط العاصمتين الاقليميتين دونيتسك ولوغانسك تشكل مسرحا لمعارك شرسة منذ ايام عدة. وتقارن وسائل اعلام اوكرانية معركة ديبالتسيفي بمأساة ايلوفايسك حيث طوق المتمردون القوات الاوكرانية وقتل اكثر من مئة عسكري. وافاد قائد الشرطة الاقليمية فياتشيسلاف ابروسكين ان ديبالتسيفي وفوغليغيرسك "محرومتان من الكهرباء والمياه والتدفئة والاتصالات" ويتعذر حاليا تقييم عدد الضحايا. اما روسيا المتهمة بتسليح التمرد الموالي لها في شرق اوكرانيا ونشر قوات فيها، فنفت من ناحيتها اي تورط في النزاع الذي اسفر حتى الان عن سقوط اكثر من خمسة الاف قتيل في خلال تسعة اشهر وتطرح نفسها كوسيط.