أعلن المتمردون الموالون لروسيا، اليوم الثلاثاء، بدء سحب مدفعيتهم من خطوط الجبهة في شرق أوكرانيا بموجب خطة سلام موقعة مع كييف، بينما تستمر المعارك، خصوصا حول مطار دونيتسك. وفي الوقت نفسه، أعلنت "الجمهوريتان الشعبيتان" الانفصاليتان دونيتسك ولوغانسك المعلنتان من جانب واحد انهما ستنظمان رئاسية وتشريعية في الثاني من نوفمبر. صرح "رئيس وزراء" جمهورية دونيتسك الشعبية المعلنة من جانب واحد الكسندر زخارتشنكو ان المقاتلين سحبوا مدفعيتهم بعد خطوات مماثلة قامت بها القوات الاوكرانية بموجب مذكرة جديدة لوقف إطلاق النار وقعت السبت في مينسك. وقال لوكالة انترفاكس "سحبنا مدفعيتنا من المناطق التي قامت فيها القوات الأوكرانية بالمثل. وفي الأماكن التي لم ينسحب منها الجيش الاوكراني، لم ننسحب ايضا". وأوضح زخارتشنكو "الانسحاب يشمل المدافع من عيار اكبر من 100 ملم". لكن اشاروا الى معارك بين المقاتلين الانفصاليين والقوات الاوكرانية في محيط مطار دونيتسك، معقل المتمردين الموالين لروسيا ما يدل عل ان الهدنة لا تزال هشة. وقد اعلنت اوكرانيا الاثنين انها بدأت سحب اسلحتها الثقيلة بموجب مذكرة مينسك التي تدعو الطرفين الى الانسحاب من خطوط الجبهة وإقامة منطقة منزوعة السلاح بعرض 30 كلم. وفي منطقتي دونيتسك ولوغانسك يبدو ان مستوى العنف تراجع بعد خمسة اشهر من القتال الذي ادى الى مقتل حوالى ثلاثة آلاف شخص والى أسوأ ازمة بين الغرب وروسيا منذ الحرب الباردة. لكن قالوا ان المطار في دونيتسك الذي كان محور معارك عدة، تعرض لقصف بالمدفعية صباح الثلاثاء فيما كانت سحب الدخان الاسود ترتفع من المنطقة. وقال زخارتشنكو "ليس كل شيء واضحا في اتفاق وقف اطلاق النار" موضحا ان "اطلاق النار من الجانب الاوكراني لا يزال مستمرا كما في السابق، يمكنني ان اصف ذلك بعملية عسكرية تتحرك ببطء." وأعلنت بلدية دونيتسك ان مدنيا قتل ليلا ما يرفع الى 40 عدد القتلى الذين سقطوا من الجيش الاوكراني والمدنيين منذ اعلان اول وقف لاطلاق النار في 5 سبتمبر في مينسك ايضا. ووافق الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو على اتفاق السلام بعد جولات محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي تحمله كييف والغرب مسؤولية دعم المتمردين عبر ارسال وحدات نخبة روسية واسلحة ثقيلة. وقال بوروشنكو الاحد "لا يمكن الانتصار بالحرب عبر وسائل عسكرية فقط" وحذر في الوقت نفسه من ان اوكرانيا ستدافع عن نفسها بنفس القوة اذا انهارت الهدنة. ووقعت كييف الاتفاق بعدما استولى المتمردون على مناطق في جنوب شرق اوكرانيا اثر سلسلة هزائم لحقت بالقوات الاوكرانية. وتنشر منظمة الامن والتعاون في اوروبا حوالى 80 مراقبا على الارض للتدقيق في مدى الالتزام بالهدنة على الجبهة وعلى الحدود الاوكرانية مع روسيا. وفي إشارة اخرى الى تراجع التوتر، استؤنفت حركة القطارات بين كييف ولوغانسك الاثنين بعد تعليق استمر شهرين. من جهة اخرى، اكد مسئول انفصالي ان الانفصاليين الموالين لموسكو في "جمهورية دونيتسك الشعبية" و"جمهورية لوغانسك الشعبية" سينظمون انتخابات رئاسية وتشريعية في المنطقتين في الثاني من نوفمبر. وقال "رئيس الوزراء" في "جمهورية دونيتسك الشعبية" الكسندر زخارتشنكو "نعتزم تنظيم انتخابات المجلس الاعلى (البرلمان) ورئيس الجمهورية في الثاني من نوفمبر". من جهته، صرح رئيس المجلس الاعلى "لجمهورية لوغانسك" الكسي كارياين لوكالة الانباء الروسية "ايتار تاس" ان "الانتخابات ستجري بالتزامن مع اقتراع دونيتسك. كان البرلمان الاوكراني عرض في وقت سابق هذا الشهر على المتمردين حكما ذاتيا موقتا. واعتبر بوروشنكو ان قانون منح منطقتي لوغانسك ودونيتسك "وضعا خاصا" يشكل الطريقة الوحيدة للخروج من النزاع الذي يهدد اوكرانيا في مواجهة ما تعتبره نزعة توسعية روسية بعدما ضمت موسكو القرم في مارس الماضي. ويقول حلف شمال الاطلسي ان روسيا لا تزال تنشر قوات في اوكرانيا رغم ان موسكو تنفي ارسال قوات عبر الحدود. واعتبر "رئيس" جمهورية لوغانسك المعلنة من جانب واحد ايغور بلوتنيتسكي الاثنين ان السلطات في كييف تعترف باستقلال الجمهورية بحكم الواقع. وقال بلوتنيتسكي "يمكنهم لو شاؤوا (السلطات في كييف) اطلاق تسمية وضع خاص، لكن عندما لا يتم تطبيق القوانين الاوكرانية على منطقة ما، فهذا يعني إقرارا باستقلالنا بحكم الامر الواقع ، انما بتعابير مختلفة". من جهة اخرى، دعا المفوض الاوروبي للطاقة غونتر اوتينغر الثلاثاء روسيا الى عدم استخدام الغاز سلاحا للضغط على اوكرانيا. وقال في مؤتمر صحافي خصص لامن الطاقة ان "قطاع الغاز وقطاع الطاقة يجب الا يكونا اداتين سياسيتين". واضاف "يجب الا يصبحا سلاحا في هذه الاوقات الصعبة في اوج ازمة بين اوكرانياوروسيا وبين اوروبا وروسيا". واخيرا، في ايطاليا، ذكرت صحيفة كوريري ديلا سيرا ان الشرطة المالية الايطالية صادرت ممتلكات عقارية بقيمة 30 مليون يورو تعود الى اركادي روتنبرغ وهو من اصدقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في اطار العقوبات الاقتصادية المرتبطة بالأزمة في اوكرانيا. وقالت الصحيفة ان الممتلكات التي تمت مصادرتها هي ثلاث فلل وشقة في سردينيا وفيلا في تاركينيا (وسط) وفندق اربع نجوم في روما. وقال روتنبرغ لوكالة الانباء الروسية انترفاكس "لا مفاجأة في الامر فانا اخضع للعقوبات منذ اشهر". واضاف ان "المفاجئ في الامر هو مصادرة عقارات لا تخضع للعقوبات وهذا يدل الى اي درجة الوضع غير مشروع وعبثي". روتنبرغ وشقيقه من اصدقاء بوتين ويقاسمانه هواية الجودو. وقالت الصحيفة انهما تمكنا من الحصول على عقود كبيرة لبناء بنى تحتية، خصوصا للمجموعة العملاقة للغاز غازبروم، بفضل هذه الصداقة.