أطلق الرئيس الأوكراني الجديد بيترو بوروشنكو، اليوم، محادثات مع روسيا وأعطى نفسه مهلة أسبوع لإنهاء المعارك القائمة في شرق البلاد. وتم الاتفاق على هذه المحادثات، خلال اللقاء السريع، الذي عقد الجمعة بين الرئيس الأوكراني ونظيره الروسي فلاديمير بوتين على هامش الاحتفالات بالذكرى السبعين لانزال النورماندي في شمال فرنسا. وتعقد هذه المحادثات في كييف للمرة الأولى منذ نشوب الأزمة بين روسيا من جهة والدول الغربية التي تدعم حكومة كييف من جهة ثانية. وقال بوروشنكو في بيان نشر على موقعه الرسمي في ختام أول لقاء "يجب أن ننهي القتال هذا الأسبوع. بالنسبة إليّ فإنه من غير المقبول أن يموت الناس كل يوم وأن تدفع أوكرانيا مثل هذا الثمن الباهظ كل يوم". وأضاف أنه لتحقيق ذلك "يجب استعادة الحدود الأوكرانية لضمان سلامة كل مواطن أوكراني". وجمعت هذه المحادثات الثلاثية السفير الروسي في أوكرانيا ميخائيل زورابوف والسفير الأوكراني في ألمانيا بافلو كليمكين وممثلة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا هيدي تاغليافيني. وستتواصل هذه الاجتماعات يوميا لوضع خطة إنهاء القتال في شرق البلاد بحسب ما أوضح بيان الرئاسة الأوكرانية. وأوقعت المعارك بين القوات الأوكرانية والمعارضين في شرق البلاد الموالين لروسيا أكثر من 200 قتيل. ويسيطر الموالون للروس على دونيتسك ولوغانسك في حوض دونباس المنجمي حيث الثقل الصناعي للبلاد، كما باتوا يسيطرون منذ أيام عدة على قسم من الحدود مع روسيا. ومن أولويات عمل الرئيس الأوكراني الجديد إنهاء المعارك في شرق البلاد وصون وحدة البلاد. كما سيتوجب عليه تكثيف المفاوضات مع موسكو لتجنب انقطاع الغاز الروسي عن البلاد وعن أوروبا. ومن المقرر أن تعقد محادثات حول الديون المتوجبة لموسكو على كييف من متاخرات أسعار الغاز غير المسددة الاثنين في بروكسل بوساطة من الاتحاد الأوروبي. وعلى الأرض شن المتمردون هجوما على مطار لوغانسك الدولي عاصمة إحدى المنطقتين الانفصاليتين. وقال سيرغي أحد المظليين الأوكرانيين الذين يدافعون عن المطار في اتصال هاتفي "شن المتمردون هجوما مساء أمس وصباح اليوم. يحاولون تدمير المبنى الذي يمد المطار بالكهرباء. لم يسقط جرحى في صفوفنا". وأكد أن المطار بات تحت سيطرة القوات الأوكرانية. وشهد مطار دونيتسك الدولي معارك ضارية نهاية مايو قتل خلالها عشرات المتمردين معظمهم يحملون الجنسية الروسية واستعادت القوات الأوكرانية السيطرة على المطار الذي سقط لفترة قصيرة بأيدي الانفصاليين. ويأمل الأوكرانيون والغربيون في نزع فتيل الأزمة غير المسبوقة منذ انتهاء الحرب الباردة، بعدما نصب السبت هذا الملياردير الموالي للغرب البالغ 48 من العمر والذي تعهد الحفاظ على وحدة البلاد ومد اليد للشرق المتمرد. وأعرب وزير الخارجية الأميركي جون كيري السبت عن "ثقته" بفرص التهدئة بعد لقاء مقتضب الجمعة بين بوروشنكو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش الاحتفالات في الذكرى السبعين لانزال الحلفاء في النورماندي. وقال كيري "لا يزال هناك الكثير لنقوم به لكن النهج الذي رسمه الرئيس بوروشنكو سيؤدي إلى إزالة فتيل الأزمة. آن الأوان ليطلق بوتين حوارا مباشرا مع الرئيس بوروشنكو ويوقف تدفق الأسلحة ويتخذ تدابير جديرة بإنهاء عنف الانفصاليين الروس في شرق أوكرانيا". وتعهد بوروشنكو السبت في "رسالة سلام" موجهة بالروسية إلى سكان المنطقة الصناعية في دونباس التي يسيطر المتمردون على القسم الأكبر منها، بتطبيق لا مركزية وضمان استخدام اللغة الروسية بحرية. ورفض أي "تسوية" مع روسيا حول التوجه الأوروبي لبلاده وانتماء شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في مارس، إلى أوكرانيا. وبوروشنكو الذي انتخب رئيسا في 25 مايو بحصوله على 54,7% من الأصوات ورحب الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي بتنصيبه، يخلف فيكتور يانوكوفيتش الذي أقيل في فبراير ولجأ إلى روسيا بعد حمام دم في ساحة ميدان في كييف بعد ثلاثة أشهر من حركة احتجاج موالية لأوروبا.