أكد حسام مغازى وزير الموارد المائية والري، أن "مصر لن تسمح بالوقيعة بينها وبين أي من دول حوض النيل، وأنها تفتح قلبها وذراعيها للتعاون والشراكة والتنمية مع الجميع على قاعدة لا ضرر ولا ضرار". جاء ذلك في كلمة ألقاها مغازي، الأربعاء، خلال احتفالية كبرى على هامش المؤتمر العالمي الذي أقامته مصر بولاية غرب بحر الغزال في جنوب السودان لعرض الدراسات الاقتصادية والفنية لسد «واو»، التي أعدها فريق الخبراء المصريين بوزارة الري، وهو أول سد متعدد الأغراض سيتم إقامته في الدولة. وقال مغازي: "هذا يوم تاريخي نرسي فيه حجر الأساس لمرحلة جديدة في تطور مسيرة العلاقات المتميزة بين شعبي وحكومتي مصر وجنوب السودان"، مشيرا إلى أن "الدراسات استغرقت حوالي خمس سنوات شهدت خلالها الدولتان تحولات سياسية كبرى، وواجه الجانبان صعوبات وتحديات كبرى ولكنها لم تثننا عن المضى قدما في إنجاز هذا العمل الكبير". وأوضح، أن الدراسات تكلفت مليون دولار (حوالي 8 ملايين جنيه) تقدمها حكومة مصر هدية لحكومة وشعب جنوب السودان. وعدد وزير الري، فوائد هذا المشروع وهي: (توليد الكهرباء بطاقة 10 ميجاوات تكفي لإنارة عشرات القرى المحرومة، كما يسهل حركة الملاحة النهرية في بحر الغزال على مدار العام، ويوفر مياه الري لنحو 40 ألف فدان فضلا عن مد وحدة مياه شرب نقية للسكان المناطق المجاورة). وأشار إلى أن مشروع سد «واو» يشجع على تحقيق تنمية شاملة ومتكاملة وإقامة قرى نموذجية لتوطين السكان وإقامة حياة مستقرة يمارس أهلها كل الأنشطة مثل الزراعة والرعي وتربية الحيوانات والتجارة على مدار العام، وخاصة خلال مواسم الجفاف التي تستغرق ستة أشهر كل عام. ونوه مغازي، بمسيرة التعاون الإيجابية التي انطلقت قبل نحو عشر سنوات (قبل استقلال دولة جنوب السودان عام 2011) بمنحة مصرية قدرها 26.5 مليون دولار (حوالي 200 مليون جنيه) تم تنفيذ 57% منها وباقي 11.5 مليون دولار (حوالي 80 مليون جنيه)، يجري استخدامها في إقامة العديد من المشروعات التنموية، مثل إنشاء محطة رفع وتنقية مياه الشرب في «واو» والتي من المقرر افتتاحها في أغسطس المقبل. كما يجري إنشاء 30 بئرا إلكترونيا لتوفير مياه شرب نقية بالمناطق المحرومة في مختلف ولايات جنوب السودان، من بينها 3 آبار بولاية غرب بحر الغزال سيتم افتتاحها في أغسطس و4 بالعاصمة جوبا، تم الإنتهاء منها بالفعل وتسليمها لحكومة جنوب السودان. وشدد وزير الري، على حرص الحكومة المصرية على الوفاء بتعهداتها والتزاماتها لخدمة المواطنين في جنوب السودان لمساعدتهم في مواجهة التحديات وخاصة الجهل والفقر والمرض، مشيرا إلى مشروعات تعاون أخرى في مجالات الصحة والتعليم والشباب بالإضافة إلى مشروعات الري والموارد المائية.