تعقد وزارة الموارد المائية والري مؤتمرا للمانحين غدا الأربعاء بمدينة "واو" عاصمة ولاية غرب بحر الغزال بدولة جنوب السودان من أجل تمويل بناء سد "واو" الذي انتهت الوزارة من إعداد دراسات الجدوى الفنية والاقتصادية والتصميمات الخاصة به بتكلفة قدرها مليون دولار هدية من شعب مصر إلى أشقائه بدولة جنوب السودان. صرح بذلك دكتور حسام الدين مغازى وزير الموارد المائية والرى مساء اليوم الثلاثاء خلال تفقده موقع إقامة السد بالقرب من مدينة "واو" على نهر السيوي. وقال مغازي إن تكلفة بناء السد تقدر بنحو ملياري دولار وتسعى مصر بالتنسيق مع الحكومة الفيدرالية في جنوب السودان وحكومة ولاية غرب بحر الغزال من خلال هذا المؤتمر للحصول عليها من عدد من الجهات المانحة والبالغ عددها أكثر من 20 جهة تم توجيه الدعوة إليها لحضور هذا الحدث المهم. وأوضح وزير الري أن سد "واو" سيوفر مياه شرب نظيفة تكفي أكثر من 700 ألف نسمة، وتخزين حوالي 2 مليار م3 مياه وتوفير طاقة كهرومائية تقدر بنحو 10,4 ميجاوات سنوياً، بالإضافة إلى الفوائد العائدة من الملاحة النهرية وصيد الأسماك والتجارة البينية. وأشار إلى أن مساحات شاسعة من الأراضى الزراعية بولاية غرب بحر الغزال تقدر بنحو 100 ألف فدان سوف تتمكن من زراعة المحاصيل على مدار العام بدلا من دورة واحدة وهي فترة سقوط الأمطار خلال فصل الصيف فقط حيث إن السد سيوفر مياه الرى على مدار السنة. تجدر الإشارة إلى أن دراسات الجدوى الفنية والاقتصادية لإنشاء سد "واو" قد تم إعدادها بمعرفة معهد بحوث الهيدروليكا ومعهد بحوث الإنشاءات التابعين للمركز القومى لبحوث المياه بوزارة الرى، كما قام خبراء وزارة الكهرباء بإعداد دراسات الجدوى الفنية والاقتصادية الخاصة بإنشاء محطة الكهرباء وملحقاتها بسد "واو". . كان مغازي قد وصل إلى مدينة "واو" بعد ظهر اليوم قادما من جوبا (تبعد 1500 كيلومتر عن واو) لتفقد وافتتاح عدد من المشروعات التى تأتى ضمن المنحة المصرية، والتى تتضمن حزمة من مشروعات تنموية بمنحة مصرية قدرها 26,6 مليون دولار، وذلك تحت مظلة مذكرة التفاهم بين وزارة الرى المصرى ووزارة الكهرباء والسدود والرى بدولة جنوب السودان، والموقعة فى 18 أغسطس 2006، وتم تدعيمها من خلال توقيع بروتوكول تعاون فنى فى عام 2010 ، وآخرها اتفاقية التعاون الفنى والتنموى فى نوفمبر 2014. وقال وزير الموارد المائية والري: إن مشروعات التعاون المائية بين مصر وجنوب السودان تعد نموذجا للتكامل بين الأشقاء من أجل تحقيق المصالح والمنافع المشتركة في الحاضر والمستقبل. وأشار الوزير إلى أن هذه الزيارة التي يقوم بها إلى دولة جنوب السودان هى الثانية خلال شهرين مما يدل على مدى اهتمام مصر حكومة وشعبا بالوقوف إلى جانب الأشقاء في جنوب السودان التى تمثل عمقا إستراتيجيا لمصر.