مصر تدعو 16 جهة دولية لتمويل سد «واو» في جنوب السودان

دعت مصر 16 جهة دولية من الجهات المانحة لتمويل مشروع سد «واو» متعدد الأعراض، بتكلفة ملياري دولار لتنمية جنوب السودان وتوليد الطاقة الكهرباء وتوفير مياه الشرب لأكثر من 500 ألف نسمة في المناطق المحرومة من مياه الشرب.
وقال الدكتور حسام مغازي، وزير الموارد المائية والري، إن قيام مصر بإعداد دراسات المشروع هي رسالة للعالم أن مصر لا تقف أمام التنمية في دول حوض النيل، وأنه لو تم استغلال جميع موارد الحوض، فانها ستلبي جميع الاستخدامات لكل الشعوب بالمنطقة طالما أن هذه المشروعات لا تسبب أضرارًا بأي من دولتي المصب مصر والسودان.
وأشار «مغازي» إلى أن مصر تعاني من عجز في تلبية احتياجاتها المائية بسبب زيادة معدلات الطلب على المياه وارتفاع معدلات الجفاف في مصر، واعتمادها على نهر النيل بنسبة 98% مقارنة بالموارد المائية الأخرى، فضلا عن الآثار السلبية للتغيرات المناخية على مصر.
وافتتح «مغازي»، صباح الثلاثاء، أعمال الاجتماع الأول للجنة الفنية المصرية وجنوب السودان لإعداد الهيكل الفني والإداري للعمل خلال السنوات القادمة، والإعداد للمشروعات المائية‏ المشتركة التي يجري تنفيذها في جنوب السودان وتواصل أعمالها لمدة 3 أيام، مشيرًا إلىأن اللجنة ستعقد اجتماعاتها بصورة دورية نصف سنوية بالتناوب بين جوبا والقاهرة.
وأضاف «مغازي» في تصريحات صحفية، على هامش جولته في ولاية غرب بحر الجبل، أن مشروع سد «واو» يساهم في تغيير الخريطة الاجتماعية والاقتصادية في المناطق المحيطة بالمشروع، موضحًا أن مصر أعدت مخطط للقرى السكنية التي سيستفيد منها مواطنو المنطقة، كما سيتم تطوير المجرى الملاحي ليكون وسيلة حيوية لتحقيق الترابط الاجتماعي ووسيلة للنقل بين مختلف المناطق خلال فترة الفيضانات العالية، فضلا عن تحسين الأوضاع الصحية والاجتماعية بولاية غرب بحر الغزال.
وأوضح أن حاكم الولاية أبدى اهتمامه الشديد بالدور المصري في مساعدة جنوب السودان في تنفيذ المشروع، لافتًا إلى أن حكومة جنوب السودان ترحب بالتعاون المصري خاصة وأن 11 وزيرًا في حكومة جنوب السودان تخرجوا من جامعات مصرية، وهو ما يؤكد أهمية الدور المصري في مساعدة جنوب السودان في تنفيذ مشروعات للتعليم الفني، وهو ما يقوم به وفد من وزارة التربية والتعليم بالمشاركة في الوفد المصري، الذي يضم 33 خبيرًا من 5 وزارات مختلفة، مشيرًا إلى حاجة جنوب السودان إلى المساعدة في تطوير بعض الحرف اليدوية أو تحديث الحرف التقليدية في البلاد.
ونوه «مغازي» إلى أنه تم تحديد 4 مواقع جديدة لإقامة 4 محطات لمياه الشرب يستفيد منها أهالي جوبا، ليصل إجمالي عدد محطات مياه الشرب إلى 8 محطات تم تحديدها طبقًا لمطالب جوبا، ليصل إلى 8 محطات مياه شرب بدلا من 4 محطات حاليا.
كما لفت «مغازي» إلى أنه تم الإتفاق على أن اللجنة ستقوم بوضع برامج العمل والخطط الخاصة بالمشروعات المشتركة، كما ستتولى متابعة وتقييم ما تم إنجازه، ورفع تقارير نتائج الأعمال إلى الوزيرين، موضحًا أن اللجنة سوف تتابع أنشطة مشروعات التعاون الفني بين الوزارة ودولة جنوب السودان، والتي تتضمن حزمة من مشروعات تنموية بمنحة مصرية قدرها 26،6 مليون دولار، وذلك تحت مظلة مذكرة التفاهم بين وزارة الرى المصرية ووزارة الكهرباء والسدود والرى بجنوب السودان، والموقعة في 18 أغسطس 2006، وتم تدعيمها من خلال توقيع بروتوكول تعاون فني في عام 2010، وآخرها اتفاقية التعاون الفني والتنموي في نوفمبر 2014.
وأكد «مغازي» أن زيارته تهدف أيضًا إلى بدء حملة البحث عن جهات مانحة لتمويل ولإنشاء سد «واو» بمكونات طبقًا لدراسات الجدوى الفنية والاقتصادية التي أعدتها وزارة الري المصري مع وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، على أعلى مستوى من الدقة، لافتًا بأن السد سيوفر مياه شرب نظيفة تكفي أكثر من 700 ألف نسمة، وزراعة 40 ألف فدان، وتخزين حوالي 2 مليار م3 مياه، وتوفير طاقة كهرومائية تقدر بنحو 10،4 ميجاوات سنويًا، بالإضافة إلى الفوائد العائدة من الملاحة النهرية وصيد الأسماك والتجارة البينية.
وكشف «مغازي» عن أن مصر ستشرع في تنفيذ عدة مشروعات مائية وتنموية وتدريبية بدول حوض النيل وجنوب السودان خلال الفترة المقبلة، وذلك في إطار التوجه المصري لدعم برامج التنمية وتحقيق الاستفادة المثلى من الموارد المائية المتاحة بدول حوض النيل.
وأشار «مغازي» إلى أنه سيتم قريبًا التوقيع على عدة اتفاقيات ومذكرات تفاهم مع وزراء المياه بدول «كينيا، ورواندا، وتنزانيا، وأوغندا، وبورندي، والكونغو، وأثيوبيا، وجنوب السودان»، تتعلق بمجالات إنشاء السدود وإقامة المزارع النموذجية والتدريب الفني وبناء القدرات، وغيرها من مجالات التعاون الفني والتقني.
من جانبه، قال المهندس حسام الطوخي، المنسق الوطني لمشروعات التعاون الفني للمشروعات المصرية في جنوب السودان، إن دراسات الجدوى الفنية والاقتصادية لإنشاء سد «واو» تم إعدادها بمعرفة معهد بحوث الهيدروليكا، ومعهد بحوث الإنشاءات التابعان للمركز القومي لبحوث المياه بوزارة الري، موضحًا أنه تم إعداد دراسات الجدوى الفنية والاقتصادية الخاصة بإنشاء محطة الكهرباء وملحقاتها بسد «واو» على وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة‏.
اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة