في مقر الاتحاد من أجل المتوسط في برشلونة، انعقد، الاثنين، اللقاء الأول بين أمانة الاتحاد ومجموعة من الإعلاميين المصريين، ضمت بعض الصحفيين وكبار مقدمي البرامج والمعلقين السياسيين. وقال الأمين العام للاتحاد، فتح الله السجلماسي، في تصريح خاص ل«الشروق»، إن الاتحاد استطاع حشد التمويل لعدد 29 مشروعا بتكلفة وصلت إلى أربعة مليارات يورو منذ بدايته الفعلية عام 2012، مؤكدًا على فكرة التكافؤ والملكية المشتركة بين ضفتي المتوسط والتركيز على أولوية التنمية الشاملة باعتبارها أفضل رد على العنف والإرهاب والفقر والتخلف. وأكد «السجلماسي»، وهو مغربي الجنسية، أن مصر حاضرة بقوة في كل أنشطة الاتحاد، لافتا إلى أن الاتحاد منظمة حكومية تبحث عن استمرار الحوار والتعاون بين ضفتي المتوسط، كما أكد أنه سوف يشارك في قمة شرم الشيخ الاقتصادية، قريبا، ليرى ما يمكن أن يسهم فيه الاتحاد. فيما قال ناصر طهبوب، نائب الأمين العام المختص بالمياه والبيئة، إن هناك العديد من الأفكار والمشروعات التي سوف تساعد بلدان الاتحاد في هذا الصدد. وقال السفير إيهاب فهمي، المستشار السياسي للأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط، إن الأمانة العامة للاتحاد من أجل المتوسط، كان في صدارة المنظمات الإقليمية والدولية التي أدانت بشدة الأعمال الإرهابية التي شهدتها مصر، كما بعث الأمين العام للاتحاد بالعديد من الرسائل إلى وزير الخارجية سامح شكري، كان آخرها في أعقاب القتل الوحشي لواحد وعشرين من أبناء مصر في ليبيا على يد الجماعات الإرهابية، معربا عن تعازيه للشعب المصري، وإدانته للإجرام البشع، وتضامنه مع مصر حكومة وشعبًا في حربهم ضد الإرهاب. وأكد على ضرورة التحرك الجماعي لمكافحة تلك الظاهرة النكراء التي لا دين لها ولا وطن، والحاجة إلى التعامل معها بشكل شامل، مؤكدًا على ثقته أيضا في قدرة القيادة السياسية بمصر على دحر الإرهاب، ومواصلة مسيرة التنمية الشاملة، مشيرا إلى أن الأمانة العامة تعمل على دعم الجهود المصرية على النهوض باقتصادها الوطني من خلال مشروعات محددة ذات مردود إيجابي مباشر على المواطن المصري، اتساقًا مع أولويات الحكومة المصرية. واستعرض السفير فهمي، المشروعات مع مصر، وأبرزها مشروع تطوير منطقة مطار إمبابة بتكلفة تصل إلى 100 مليون يورو يستفيد منها أكثر من 700 ألف مواطن مصري، بالإضافة إلى الجهود المبذولة لدعم مصر في مجالات الطاقة المتجددة، ورفع كفاءة الطاقة، لافتا إلى أن وفد من وزارة الكهرباء والطاقة المصرية، سيصل خلال الأيام المقبلة إلى برشلونة؛ لبحث مسار التعاون بين الجانبين، وطرح مشروعات محددة في هذا المجال. يشار إلى أن الاتحاد من أجل المتوسط، يتكون من 43 دولة منها 28 أوروبية و15 دولة عربية المطلة على البحر المتوسط، وانبثق من عملية برشلونة عام 1995، التي قادت إلى تشكيل الرئاسة المصرية الفرنسية المشتركة من عام 2008، وحتى عام 2012، حيث انتقلت الرئاسة إلى الأردن والاتحاد الأوروبي.