كشف المحلل السياسى الأمريكى إريك تريجر عن ازدواجية خطابات جماعة الاخوان المسلمين الأخيرة الصادرة باللغتين العربية والإنجليزية، حيث دعت الجماعة فى خطابها باللغة العربية إلى تبنى العنف وانتقال إلى مرحلة جديدة من حمل السلاح ضد الدولة، بينما تبنى خطاب الجماعة باللغة الانجليزية دعوة للتصالح ونبذ العنف وهى فى هذا البيان تخاطب الغرب بحثا عن تجميل صورتها خارجيا ومحاولة لاكتساب تعاطف دولى حتى وإن كان تحت غطاء الكذب والتضليل. وأشار إريك تريجر الباحث بمركز واشنطن لدراسات الشرق الأدنى فى مقال ترجمته وزارة الخارجية المصرية إلى الاختلاف بين النص العربى لبيان العنف والدعوة لحمل السلاح والنص الانجليزى الذى يدعو إلى نبذ العنف، كما أشار إلى أنه تبع صدور هذا البيان بيومين سلسلة من الهجمات الإرهابية التى وقعت بشمال سيناء واستهدفت عناصر الجيش والشرطة المصرية، مؤكدا أيضا أن الإخوان مارسوا العنف لسنوات طويلة بما فى ذلك خلال فترة رئاسة محمد مرسى حين قاموا بتعذيب المتظاهرين أمام القصر الرئاسى، كما دأبوا على مهاجمة رجال الأمن والممتلكات العامة منذ إبعاده عن الحكم، وبالتالى فإن إعلان الجهاد من قبل الإخوان ليس بالضرورة تحولا تكتيكيا ولكنه بمثابة تحول فى الخطاب. كما علق الخبير الأمنى باتريك بول على الفقرة التالية من بيان الإخوان: «فعلى الجميع أن يدرك أننا بصدد مرحلة جديدة، نستدعى فيها ما كمن من قوتنا، ونستحضر فيها معانى الجهاد، ونهيئ أنفسنا وزوجاتنا وأولادنا وبناتنا ومن سار على دربنا لجهاد طويل لا هوادة معه، ونطلب فيها منازل الشهداء» قائلا إن الجماعة لم تكن بهذا الوضوح من قبل فى اختيارها لنهج العنف. وهو ما يضع المتعاطفين معها وعلى رأسهم مسئولى الإدارة الأمريكية فى حرج بالغ». ويشير كل من ايريك تريجر وباتريك بول إلى أن هذا البيان يضع الخارجية الأمريكية فى حرج كبير، ويعطى أرضية لنظريات المؤامرة حول علاقة جماعة الإخوان الإرهابية بالإدارة الأمريكية، التى أصدرت وزارة خارجيتها تبريرا للاجتماع الذى عقد قبل أيام قليلة مع قيادات الجماعة بأنهم يلتقون بمختلف ممثلى الطيف السياسى فى مصر، كما امتنعت الخارجية الأمريكية عن إعلان أية تفاصيل حول هذا الاجتماع، إلا أن الإخوانية مها عزام التى كانت من الحاضرين فى الاجتماع المزعوم وصفته بأنه كان اجتماعا مثمرا