بيقين فإن البيان الذى أشاعته وبثته جماعة الإخوان الإرهابية فى السابع والعشرين من الشهر الفائت بعنوان: (رسالة إلى صفوف الثوار: وأعدوا) هو نقطة تحول حقيقية فى خطاب تلك الجماعة العلني، كما ينبغى أن يكون علامة اشارية يختلف عندها خطاب السلطة ومنطق المواجهة أو المقاومة عند الشعب لتلك الجماعة الاجرامية التى تواصل حتى اللحظة محاولاتها للتغيير القسرى لطبيعة الدولة وربما لشكل حياة الناس، فضلا عن تجاهل إرادتهم التى عبروا عنها بثورة 30 يونيو العظمي بيان الإخوان هو ببساطة: كشف لوجهها ودعوة للعنف وتأصيل تاريخى له: فأما عن الدعوة فهى الاعلان عن مرحلة جديدة «يستدعوا فيها ما كمن من قوتهم ويستحضروا فيها معانى (الجهاد) ويهيئوا أنفسهم وزوجاتهم لمهام تلك المرحلة». وفى مسار (الدعوة) فإن البيان يشرح شعار الاخوان بالسيفين المتقاطعين وبكلمة (أعدوا) تحتهما والتى تعنى التسلح (بالقوة) فى كل معانيها، و (بالعنف) فى فرض مبادئها. وفى مسار (الدعوة) أيضا يتحدث البيان عن (الجهاد) وتهيئة الزوجات لأداء دورهن فيه، أى تعبئة كل أفراد الجماعة للمشاركة فيما يسمونه جهادا والذى يعنى بالنظر إلى عمليات الإخوان أو عملية سيناء الاجرامية التى صدر البيان قبلها ووزع بمناسبتها أنه (الارهاب). ثم إن البيان يتناول تاريخ الإخوان منذ فرق الكشافة التى أسسها حسن البنا إلى دعوة (الجهاد) التى يعلنوها (الآن) مرورا بالنظام الخاص وقياداته وبما يعنى الاعتراف بأن طريق الجماعة واحد ومتساوق منذ النشأة وحتى الآن ويقوم على (العنف). أما اعلان مجلس الأمن الصادر فى 30 يناير الماضى (والذى أخذ شكل البيان الصحفى فهو غير مسبوق من حيث قوة عباراته أو اشارته إلى ضرورة مسارعة دول العالم (للتعاون مع الحكومة المصرية فى مواجهة منظمى ومخططى وممولى الارهاب) وتذكير دول العالم بانسجام مواجهتهم لذلك الارهاب مع مبادئ (القانون الدولى لحقوق الانسان واللاجئين). بيان الاخوان المجرمين نقطة تحول، وبيان مجلس الأمن نقطة تحول كذلك، وبالقطع فإن هناك فى مصر من يدرس ذلك التحول أو ذاك. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع