قررت الولاياتالمتحدة التي أنفقت 65 مليار دولار لتشكيل شرطة وجيش أفغانيين، فجأة التزام الصمت حيال عدد هذه القوات أو تجهيزاتها، وذلك خشية تعريض "حياة أناس للخطر". وفي تقريره الفصلي الموجه إلى الكونغرس الأمريكي، يظهر جون سوبكو، المفتش العام لإعادة إعمار أفغانستان (سيغار) أنه الأقل دهشة حيال هذا التوجه الذي تمت صياغته في رسالة من الجنرال الأمريكي جون كامبل، قائد القوة المتعددة الجنسيات في أفغانستان. وأعرب سوبكو عن دهشته، وقال: إن "حظر نشر هذا الحجم من المعطيات في التقرير الفصلي لسيغار غير مسبوق. للمرة الأولى في غضون ستة أعوام، تجد نفسها عاجزة عن نشر طريقة استخدام أموال المكلفين الأمريكيين لبناء وتدريب وتجهيز ودعم القوات الأمنية الأفغانية". وكان سوبكو قال في مقابلة مع وكالة فرانس برس، العام الماضي، إن "قسمًا كبيرًا من أموال (المكلفين) أنفق بطريقة حكيمة، لكن قسمًا آخر لم يتم إنفاقه على هذا النحو على الإطلاق. لقد تم تبذير مليارات الدولارات". وقرار هيئة الأركان الأمريكية يأتي في لحظة مفصلية. فقبل أقل من شهر، وضعت الولاياتالمتحدة حدًّا ل13 عامًا من حرب أودت بحياة أكثر من 2300 جندي. ولا يزال ينتشر في أفغانستان أقل من عشرة آلاف جندي بقليل، لكنهم مكلفون حاليًّا بدور مساعدة فقط. وفي رسالته إلى سوبكو، شدد الجنرال كامبل على "المخاطر"، حسب قوله، من نشر "معلومات حساسة يمكن أن يستخدمها الذين يعرضون القوات (الأمريكية) للخطر، أو القوات الأفغانية". ذلك أنه بعد 13 عامًا من الحرب و65 مليار دولار أنفقت لإعادة إعمار البلد، يواجه الجيش الأفغاني صعوبة في محاربة طالبان. وكثف المتمردون الهجمات منذ أسابيع عدة. والخميس، قتل ثمانية أشخاص على الأقل في هجوم انتحاري أثناء مراسم تشييع في شرق أفغانستان.