أكد مسؤول أمريكي كبير الخميس ان الانتخابات المقررة في أفغانستان في "نيسان" ابريل المقبل ستتيح للمسؤولين الذين سينبثقون عنها فرصة فريدة لا بد لهم من اغتنامها لاستئصال الفساد المستشري في بلدهم والذي يهدد مستقبله. ومنذ اطاحتها بنظام طالبان في نهاية 2001 انفقت الولاياتالمتحدة في أفغانستان مبلغا مهولا قدره 102 مليار دولار. وقال جون سوبكو المفتش العام المختص بإعادة إعمار أفغانستان (سيجار) "نحن لا نعرف حتى ماذا انفقنا وأين انفقناه على مدى 12 سنة". وجاء تصريح سوبكو أمام مركز أبحاث "اتلانتيك كاونسل" في معرض انتقاده عدم وجود عملية تدقيق في الأموال التي انفقتها الولاياتالمتحدة في أفغانستان. وأكد المسؤول الأمريكي ان هذه المليارات من الدولارات التي انفقتها واشنطن في أفغانستان، أحد أكثر بلدان العالم فقرا وفسادا في الوقت نفسه، لم تؤد إلا إلى تعميم الفساد في الإدارة الأفغانية. وأضاف ان "ترك الفساد يزدهر سيؤدي على الأرجح إلى نسف كل ما ربحناه خلال 12 عاما. بعبارة أخرى، ان الفساد يهدد باهدار 2014 وما بعدها"، وذلك في الوقت الذي تتفاوض فيه واشنطن مع كابول على بقاء قوات أمريكية في أفغانستان بعد 2014. وأوضح سوبكو انه استنادا إلى تقرير لمنظمة غير حكومية أفغانية فان مجموع الرشاوى التي دفعها مواطنون أفغان في 2012 بلغ 1,25 مليار دولار، أي نصف عائدات الخزينة الأفغانية. وأضاف ان أفغانستان تمثل حاليا "أكبر جهد في تاريخ الولاياتالمتحدة لإعادة إعمار بلد واحد". وأكد ان الانتخابات الرئاسية المقررة في 5 "نيسان" ابريل والتي لا يمكن للرئيس المنتهية ولايته حميد كرزاي ان يترشح إليها، "تفتح أمامنا نافذة لمكافحة الفساد". وأضاف "إذا جرت الانتخابات على ما يرام، ستكون لأفغانستان حكومة جديدة (...) ستعمل مع مجتمع دولي أقل صبرا في ما يتعلق بالفساد وسيكون عليها ان تتحرك بسرعة لكي تبرهن انها تتصدى بجدية للفساد".