تستعد مصر لإطلاق الحملة العالمية للإيدز 2014 بنهاية العام الحالي لتحقيق ثلاثة أصفار: صفر إصابات جديدة بفيروس نقص المناعة البشرية، صفر إيدز والوفيات المرتبطة، وصفر وصمة العار والتمييز، بحلول عام 2030. ويأخذ البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز هذا العام المبادرة لتنسيق استجابة وطنية مع منظمات المجتمع المدني التي يقودها الشباب. وستشارك وكالات الأممالمتحدة وبرامجها مع وزارة الصحة لتعزيز الاستجابة الوطنية لفيروس نقص المناعة البشرية. حيث سيتم عقد حملات في المدارس والجامعات والمجتمعات، وإعدادات الرعاية الصحية في القاهرة والإسكندرية والإسماعيلية والمنيا والأقصر، للاحتفال بالتزام مصر لإنهاء وباء فيروس نقص المناعة البشرية. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقد اليوم الثلاثاء بمقر المركز الإعلامي للأمم المتحدةبالقاهرة بمناسبة اليوم العالمي للإيدز، وإطلاق التقرير العالمي للإيدز لعام 2014، تحت شعار "خلوها صفر، 0 وصم + 0 تمييز = 100% وقاية من الإيدز". كما أعلن الدكتور وليد كمال، مدير البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز بوزارة الصحة، أن عدد حالات الإصابة بمرض الإيدز المسجلة في مصر بلغ رسميًا 4325 حالة إصابة، وتشير التقديرات إلى وصول العدد ل7500 حالة إصابة متعايشة مع مرض الإيدز. وقال الدكتور وليد كمال إن "البرنامج الوطني المصري لمكافحة الإيدز يتماشى مع الاستراتيجيات العالمية لمكافحة الإيدز ويتخذ من الإجراءات ما من شأنه الوقاية من خطر الإصابة بالإيدز". وأضاف أن حاجز الوصم والتمييز يحول دون سعي طلب بعض المصابين العلاج من الإيدز، نتيجة بعض المعتقدات الخاطئة الخاصة بالعزل عن المجتمع. وتابع أن البرنامج الوطني يسعى لسد الثغرات وإعادة تحديد الأولويات للقضاء على الإيدز بصورة أفضل وتجنب معدلات الإصابة المرتفعة، لافتًا إلى أن الإيدز ليس مرضًا فقط إنما هو أمر متعدد الأبعاد يحتاج تضافر جهود الإعلام ووزارة الشباب ودور العبادة والمجتمع المدني. وأردف أن الوزارة تقدم خدمة التحليل المجانية والسرية، ويتم بعدها تقديم خدمات الرعاية ومنع العدوى للآخرين في حالة ثبوت الإصابة بالإيدز، مشيرًا إلى أن العلاج متاح في مصر مجانًا للمصابين. ولفت إلى أن مكمن الخطر هو ارتفاع نسبة الوصم في المجتمع بالنسبة للمصابين، مما جعل البعض يحجم عن التقدم للعلاج من الإيدز، داعيًا إلى ضرورة عدم الربط بين الإصابة بالإيدز وسوء السلوك.وقال وليد كمال إن عددًا كبيرا من المصابين المصريين لم يسافروا خارج الوطن ولم يحتكوا بأجانب. من جانبه، أشار الدكتور أحمد خميس، مدير برنامج الأممالمتحدة المشترك لمكافحة الإيدز بمصر، إلى أن برنامج الأممالمتحدة المشترك ينسق جهود 11 منظمة للأمم المتحدة في جهود مكافحة الإيدز في مصر، ونسعى بنهاية العام لإطلاق استراتيجية جديدة في مصر بالتنسيق مع الجهود العالمية لمكافحة الإيدز. وأضاف أن أمس كان اليوم العالمي للإيدز وأطلقت في باريس استراتيجية لتسريع الاستجابة لجهود مكافحة الإيدز، وننادي العالم للوصول إلى استراتيجية جدية 90% تغطية للعلاج و90% من المرضى يعلمون بمرضهم بحلول عام 2020، ونسعى للقضاء تمامًا على الإيدز بحلول عام 2030. وتابع أن مصر لديها إمكانات جيدة للقضاء على الإيدز وعلى الوصم والتمييز بالنسبة للمرضى. ولفت إلى أن المنطقة العربية والشرق الأوسط لا يزال المعدل للإصابة يزيد أيضًا في مصر مع انحصار الإصابات الجديدة عالميًا من خلال الحد من العدوى، داعيًا لعدم تفويت فرصة تحقيق أهداف عام 2020 في المنطقة العربية بالتعاون مع كافة الجهات المعنية. وأوضح أحمد خميس، أن التقديرات المسجلة للإصابة أكبر من العدد الحقيقي للمصابين، لافتًا إلى أن 7500 شخص سجلوا هذا العام كإصابات في المنطقة العربية والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهى نسبة أقل من واحد على مائة بالمائة من إجمالي عدد السكان. وأضاف خميس، أنه تم توقيع استراتيجية عربية في مارس الماضي لمكافحة الإيدز، لتحسين الرعاية الطبية للمتعايشين مع المرض مع نشر ثقافة ووعي التحليل للكشف المبكر عن الإصابة بالمرض، ليتمكن من التعايش مع المرض لسنوات طويلة. كما قال إن الإصابات في العالم العربي ارتفعت على مدى السنوات العشر الماضية، مما يدعو إلى سرعة الاستجابة لمكافحة المرض باعتباره أولوية صحية وأيضًا أولوية اقتصادية.