بعض «الفكة» كافية لشراء الحلوى والبسكويت لك أو لأولادك فى كل يوم، لكن تلك النفقات البسيطة تتحول لأرباح كبيرة فى سوق استهلاكية كبيرة بحجم السوق المصرية، وهو ما يدفع كيانات دولية مثل شركة موندليز للتوسع فى مصر. «الشروق» حاورت باسل أبوالعطا، العضو المنتدب لموندليز مصر، التى تنتج الشكولاتة والبسكويت والعلك والبونبون، حول رؤية الشركة لمستقبل فرص تسويق تلك المنتجات فى مصر مع خطوات إعادة هيكلة دعم الطاقة، التى أثرت على كل من تكاليف الإنتاج وقدرة المصريين الشرائية. • ما هى أبرز عوامل الجذب التى دفعتكم لدخول السوق المصرية، وما هو حجم أعمالكم فى مصر حاليًا؟ موندليز مصر هى احدى شركات موندليز العالمية، ويعود وجودها فى مصر إلى عام 1998 تحديدًا، عندما استحوذت شركة موندليز العالمية على شركة كادبوري على مستوى العالم، وحدث اندماج بين الشركتين. وبينما كانت استراتيجية الاندماج فى البلاد ذات مؤشرات النمو المنخفضة تستهدف تقليل حجم الاستثمارات، إلا أن مصر كدولة نامية لديها عدد سكان عالٍ ومعدل استهلاك الفرد للحلوى لايزال منخفضا ومعدلات نمو مؤهلة للارتفاع بشكل كبير، لذا كانت الاستراتيجية فى مصر هى استراتيجية توسع فى الاستثمارات، لقد اجتذبنا أن أكثر من 50% من سكان مصر تحت سن 29 سنة، هؤلاء الشباب يمثلون طاقة إنتاجية واستهلاكية أيضًا. وبالنسبة لاستثماراتنا الحالية فى مصر حاليًا لدينا 4 مصانع لتصنيع الشوكولاتة والعلك والبونبون والبسكويت ونصدر لنحو 22 دولة. العام الماضى بلغ حجم صادرتنا نحو 56 مليون دولار، وأتوقع هذا العام أن تزيد صادرتنا بنحو 50%. أما عن المبيعات، فقد كنا حريصين على زيادة عدد المنافذ التى تبيع منتجاتنا فى مصر، فاليوم لدينا نحو 15 موقعًا للتوزيع وكل موقع مستقل القيادة وله أجهزته الخاصة، حيث تقوم تلك المواقع بالتوزيع ل55 ألف متجر مباشر وهذا يزيد من الوجود والانتشار فى السوق المصرية، ونخطط أن تصل حجم استثماراتنا فى السوق المصرية بداية العام المقبل إلى نحو مليار جنيه. • من واقع مبيعاتكم، ما أكثر منتجات الحلوى المطلوبة فى السوق المصرية؟ نصف استثمارنا فى مجال الشوكولاتة لأنها أكبر سوق فى مصر للحلوى، يليها البسكويت وهو أيضًا يستهدف فئة كبيرة من المصريين، ثم العلك والبونبون ويليها المشروبات المجففة. أما عن معدلات تغير الاستهلاك فى المواسم المختلفة، فاستهلاك الحلوى يقل فى الصيف بنسبة عامة، لأن الناس تريد المرطبات بشكل أكثر، كما تواجه مبيعات الشكولاتة تحدٍ آخر فى الصيف وهو عدم كفاية الثلاجات المبردة فى ظل اتساع نطاق منافذ البيع فى مصر والتى تصل إلى نحو 280 ألف منفذ، وبالتالى «الشكولاتة بتسيح» إذا توسعت فى توزيعها دون توافر الثلاجات الكافية، وعلى عكس الشكولاتة تزدهر مبيعات المشروبات فى الربع الثانى والثالث من العام وتنخفض فى الربعين الأول والرابع. • وهل تختلف معدلات استهلاك الحلوى والبسكويت والعصائر فى القاهرة مقارنة بباقى المحافظات؟ القاهرة تستهلك نحو 42% من قيمة استهلاك منتجاتنا، تليها الإسكندرية من حيث الاستهلاك ومن بعدها مدن الدلتا مثل المنصورة وطنطا ثم مدن القناة والصعيد فى النهاية. • هل تأثرت تكاليف إنتاجكم بقرارات ارتفاع أسعار الطاقة الأخيرة فى يوليو الماضى والتى شملت زيادة أسعار الوقود للناقلات والغاز للمصانع؟ أثرت علينا بدون شك لأننا نوزع منتجاتنا من خلال شاحنات تعمل بالسولار، أما عن المصانع فزيادة أسعار الطاقة لم تؤثر عليها بشكل كبير، حيث تمثل تكاليف الطاقة ما يتراوح بين 3% و5% من إجمالى تكلفة الإنتاج، وتختلف تكلفة الطاقة بين منتج وآخر، فتصنيع الشكولاتة والعلك يستهلك طاقة أكبر من صناعة البسكويت. وبصفة عامة فقد استطعنا فى الفترة الماضية أن نستمر فى تنمية أرباحنا، حيث زادت أرباح الشركة فى النصف الأول من العام الجارى ب16% مقارنة بنفس الفترة من العام السابق، ونحن حريصون على أن تتواكب سياستنا التسويقية مع الظروف التى تمر بها مصر حاليًا، فتكلفة المعيشة أصبحت مرتفعة بشكل عام، ومعدلات نمو سوق الحلوي في مصر تراجعت من 21% إلى 6% حاليًا بسبب هذا الغلاء، لذا كانت استراتيجيتنا فيما يتعلق بالمنتجات الموجهة للشرائح الواسعة من المجتمع تثبيت الأسعار وتقليل حجم المنتج بما يوازى الزيادة فى اسعار الطاقة، والواقع ان نسبة التقليل فى حجم المنتج لم تزد على 10%. أما منتجات فئات الدخل العليا، والتى تبدأ أسعارها من 3 جنيهات، فنحن نسمح بزيادة أسعارها مقابل الحفاظ على الجودة، وبعض هذه المنتجات زادت أسعارها بما يتراوح بين 15% و20%. • هل أثر رفع أسعار المنتجات على مبيعات الشركة؟ لقد اتخذنا قرار رفع الأسعار فى بداية أغسطس، وبالتالى فلن أستطيع أن أرصد تأثيره على المبيعات فى الوقت الحالى، لكن بالطبع سيكون لديه تأثير، فنحن نعلم أن أى رفع فى الأسعار يوازيه فقد فى الاستهلاك.