حمل الاحتفال بالذكرى الخمسين لتحويل مجرى نهر النيل لبناء السد العالى، فى دار الأوبرا، أمس الأول، مزيجا من المشاعر ما بين الفخر بالماضى، الذى يمثله السد العالى، والتفاؤل بالمستقبل من قدرة مصر على الخروج من الظروف الحالية التى تتشابه مع ما مرت به قبل 50 عاما. كان رئيس الوزراء إبراهيم محلب أكثر الحاضرين تأثرا بذكرى السد الذى وصفه بالحلم العملاق الذى يصعب تحقيقه، ولكن سواعد المصريين حولت هذا الحلم إلى حقيقة، مضيفا: «الأجيال الحالية تفتخر بالسد لأنه رمز يمنحنا التفاؤل كلما أصابنا اليأس». وقال محلب فى كلمته فى حضور عدد من الخبراء المصريين والروس، ممن شاركوا فى بناء السد العالى، وكذلك مستشار رئيس الجمهورية أحمد المسلمانى، ووزراء الرى والثقافة والاتصالات، وسفير روسيا، وأسرة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، إن هذا الاحتفال يأتى فى ظروف متشابهة بين فترة الستينيات والوقت الحالى، فمصر الآن تمر بمنعطف فارق لصناعة مستقبل أفضل لأهلها، وهو ما كانت تعيشه مصر أيضا عام 1964. يرى محلب أن من حسن الطالع أن تأتى الذكرى الخاصة بتحويل مجرى النيل، فى نفس الوقت الذى تسعى فيه الحكومة لإقامة مشروع على نفس القوة والضخامة، وهو مشروع تنمية ممر قناة السويس، مشيرا إلى أنه إذا اعتبرنا مشروع السد العالى هو مشروع القرن العشرين، فمشروع ممر قناة السويس لا يقل أهمية عنه، ويعتبر مشروع القرن لمصر. وأشاد رئيس الوزراء بالدور الروسى فى مساندة مصر فى الماضى والحاضر قائلا: «شعب مصر لا ينسى أبدا من يقف بجانبه، فوقفت روسيا بجانب مصر فى الماضى، وننتظر منها وقوفها فى الحاضر»، مضيفا: «أقدم التحية ايضا للرئيس عبد الناصر، لأننى كلما تملكنى اليأس أنظر إلى عبدالناصر وأرى المستقبل المشرق خاصة أثناء زيارتى لدول أفريقيا حيث رأيت مدى تأثيره»، وختم محلب حديثه قائلا: «السد العالى وقناة السويس يقفان شامخين شاهدان على التضحية والفناء». ومن جانبه أكد السفير الروسى سيرجى كربيتشينكو، اعتزازه بالذكرى والعلاقة المصرية الروسية، مقدما الشكر للرئيس عدلى منصور، والتحية لروح الزعيم جمال عبد الناصر، كما شكر محلب على رئاسته السابقة لشركة المقاولون العرب التى ساهمت بشكل رئيسى فى بناء السد العالى. وأضاف السفير: «السد العالى سيظل دائما مشروعا حيا متجددا على ضفاف النيل، يوضح قدرة المصريين على التشييد والبناء»، كاشفا عن برقية تهنئة من الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، قال فيها إن مشروع السد العالى رمز للصداقة، وتابع: «سعيد بالتعاون المصرى الروسى فى جميع المجالات، وآخرها كان إطلاق الصاروخ المصرى بصناعة روسية إلى الفضاء»، متمنيا أن يستمر التعاون بين البلدين من أجل تحقيق الاستقرار فى الشرق الأوسط، خاتما: «سلاما على مصر وأهلها». وقال وزير الرى والموارد المائية محمد عبدالمطلب، إن عبد الناصر عندما بنى السد العالى لم تكن مصر تعانى من مشكلة مائية، ولكن السد استطاع أن ينقذ مصر بعد ذلك فى نهاية السبعينيات من أزمة جفاف كبيرة ولمدة 8 سنوات متواصلة، حتى كادت أن تتوقف توربينات السد العالى من قلة المياه، ولولا السد لعانت مصر. وشملت الحفلة كلمة لرئيس مؤسسة التضامن الأفرو أسيوى، التى أسسها عبد الناصر، حلمى الحديدى، قال فيها إن السد العالى ملحمة للتحدى والشجاعة وتبادل المعرفة، وهو أكبر فخر للمصريين فى القرن العشرين.