الهدف الأساسى من زيارة الرئيس حسنى مبارك إلى العاصمة الأمريكية منتصف الشهر القادم هو التوصل إلى تفاهم شبه نهائى حول طرح السلام الأمريكى الذى سيقدمه الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، خلال الأسابيع القادمة، صرحت بذلك مصادر دبلوماسية مصرية. وأضافت المصادر فى تصريحات ل«الشروق» أنه ليس من المستبعد أن يزور رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، واشنطن فى أعقاب زيارة مبارك للتفاهم حول الصيغة النهائية للطرح الأمريكى. وحسب المصادر نفسها فإن الإدارة الأمريكية لم تبلغ شركاءها فى المنطقة خاصة القاهرةوالرياض بأنها انتهت بعد من بلورة الخطة النهائية بكل تفاصيلها، ولكن أوشكت على الانتهاء من صياغة الخطة. وتفيد المعلومات المتوافرة بأن الخطة التى سيعلنها أوباما ستطرح عملية تسوية وتطبيع سريعتين. وقال مصدر، رفض ذكر اسمه، ل«الشروق»، إن «التطبيع العربى مع إسرائيل أمر أساسى فى الخطة المرتقبة» فى الوقت نفسه قالت المصادر إن أوباما سيطرح إطارا زمنيا للتوصل إلى تسوية شاملة على المسارات الثلاثة الفلسطينية والسورية والإسرائيلية. وقال مصدر: «لا نعلم بعد إذا ما كان أوباما سيطرح تاريخا محددا أو ما إذا كان سيتحدث عن أفق زمنى عام». وأضافت المصادر أنه من المرجح أن يعلن أوباما التزاما قاطعا لإدارته بالتوصل إلى اتفاق السلام، وأن يعرب عن استعداد واشنطن لاستضافة لقاءات تفاوضية بجانب لقاءات أخرى يمكن أن تستضيفها عواصم عربية لها علاقات مع إسرائيل. وحول الدول العربية الممكن مشاركتها فى مثل هذه اللقاءات، أفادت المصادر بأن إسرائيل «تسعى حثيثا لضمان مشاركة سعودية». ولكن الرياض ما زالت متحفظة بشدة. واعتبرت المصادر أن «الأمر الوحيد الذى يمكن أن يؤدى إلى ليونة فى الموقف السعودى هو إعلان إسرائيلى أو أمريكى صريح عن وقف تام للاستيطان فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، لكنه أمر لا يبدو مضمونا بعد». وأفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أمس بأن أوباما يدرس عقد مؤتمر قمة لإعادة إطلاق عملية السلام بحضور نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، ومبارك، والعاهلان الأردنى الملك عبدالله الثانى والمغربى محمد السادس، وربما الرئيس السورى، بشار الأسد. وعقب لقائه الأسد فى دمشق أمس، قال المبعوث الأمريكى للسلام فى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، إن واشنطن ملتزمة بدعم التوصل إلى اتفاق سلام فلسطينى إسرائيلى، مشددا على أنه ليس بمقدور بلاده النجاح دون الجهود العربية، ومنها السورية. وكانت مصادر أوروبية قالت إن اقتراحا تقدمت به قيادات بحركة حماس ينص على ضرورة مشاركة الحركة فى الاتصالات والمفاوضات التى ستجريها السلطة الفلسطينية مع الحكومة الإسرائيلية.