علي حاتم، المتحدث الرسمي باسم مجلس إدارة الدعوة السلفية، تخرج في كلية التجارة بالإسكندرية دفعة 1974، ثم التحق بالعمل في شركة لتجارة الأخشاب، وتدرج في المناصب حتى أصبح رئيس مجلس إدارة الشركة. وسافر للسعودية عام 1978 وعاد عام 1985، لينضم لمدرسة الدعوة السلفية بالإسكندرية، حيث التحق بمعهد إعداد الدعاة «الفرقان» التابع للدعوة، وعين معيدا في المعهد لتدريس مادتي التفسير والعقيدة. وتدرج بعد ذلك فى المناصب الإدارية بالدعوة السلفية، حيث أصبح عضوًا بمجلس إدارتها قبل ثورة يناير ثم بعد يناير، تم انتخابه متحدثًا رسميًا باسم مجلس إدارة الدعوة، وعضو مجلس الإدارة المؤقت، وعضو مجلس شورى الدعوة السلفية الذي تم تشكيله عام 2011. قال الشيخ على حاتم؛ المتحدث الرسمى لمجلس إدارة الدعوة السلفية، إن الدعوة على استعداد لإجراء حوار سياسي بين الجناح المعتدل في الإخوان والسلطة الحالية، داعيًا الإخوان لترشيح قيادة جديدة لوقف العنف. كما تحدث حاتم، في حواره ل«الشروق»، عن آليات اتخاذ القرار في الدعوة، وموقف مجلس الإدارة، من الشيخ سعيد عبد العظيم؛ نائب رئيس الدعوة، وعن موقف المجلس من تصريحات الشيخ ياسر برهامي الإعلامية، وعن موقف قواعد الدعوة السلفية. واعتبر حاتم، أن حزب النور لن يحصد سوى 20% من مقاعد مجلس النواب، لحدوث عزوف انتخابي عن التصويت للإسلاميين، بعد تجربة مرسي. ● ألقيت في مارس 2011، بيان الدعوة السلفية الذي قررت فيه المشاركة في العمل السياسي، هل لك أن تُحدثنا عن كواليس ذلك القرار؟ بيان المشاركة في العمل السياسي، سبقته أحداث كثيرة قبل ثورة يناير، ومنها وجود مجلس إدارة للدعوة السلفية غير معلن من 6 أشخاص وهم الشيوخ «محمد عبد الفتاح أبو إدريس، وياسر برهامي، وسعيد عبد العظيم، وأحمد حطيبة، وأحمد فريد، ومحمد إسماعيل المقدم»، وكانت الدعوة تطلع بالأمور الدعوية، مثل تنظيم الخطب، وصلوات العيد، وإخراج زكاة المال، والدروس الدينية. وقبل قيام الثورة بقرابة عشر سنوات، احتاج المجلس لإضافة عضو سابع لهم، لإحداث نوع من الترجيح في اتخاذ القرارات، ودعا المجلس 20 داعية من دعاة الصف الثاني لاجتماع منهم «سعيد السواح، وسعيد الروبي، ومحمود عبد الحميد، وأشرف ثابت»، وزعت علينا فيه أسئلة واختبارات، وبعد ذلك عقد اجتماع، طلب منى من الشيخ أبو إدريس ترؤس الجلسة، وتم انتخابي عضوًا سابعًا بمجلس الإدارة بالأغلبية. وعقب ثورة يناير، تمت دعوة ال27 عضوًا 20 + 7، وتم تشكيل مجلس إدارة مؤقت يدير الدعوة السلفية، وتم استكمال مجلس الإدارة ب 8 أعضاء ليصبح 15 عضوًا بالانتخاب، وحاز الشيخ المقدم على أكثر الأصوات كمدير للدعوة، لكنه قال إنه ليس بوسعه إدارة الدعوة وحده، ليتم اختيار لجنة إدارة تدير مجلس الإدارة المؤقت مكونة من «المقدم، وأبو إدريس، وبرهامي». وعند التصويت على قرار العمل السياسي، كانت النسبة 10 موافقين إلى 5 معارضين، وتم عمل مناظرة قبل التصويت بين كل من الشيخ عبد المنعم الشحات والشيخ عماد عبد الغفور، وكان من أبرز مؤيدي القرار الشيوخ «المقدم وبرهامي وأبو إدريس وأشرف ثابت». ● كم عدد اجتماعات مجلس إدارة الدعوة منذ قيام ثورة يناير وأبرزها؟ منذ تشكيل مجلس الإدارة الحالي، اجتمع المجلس 150 مرة، أبرزها الاجتماع المتعلق بالمشاركة في العمل السياسي، الاجتماعات المتعلقة بالاستفتاء على الدستور، وموقفنا من ثورة يناير، والاجتماعات التي تعلقت بإرسال رسائل للرئيس السابق محمد مرسي، اجتماعات مقابلة مرشحي رئاسة الجمهورية في انتخابات 2012، والاجتماع الذي جاء لنا فيه وفد من مكتب إرشاد الإخوان، في الأسبوع الأخير من يونيو الماضي، لإثناء الدعوة السلفية عن قرارها بأخذ خطوة للخلف من دعم الرئيس السابق، ونصحه، وهو قرار جاء لمصلحة حماية الإسلام والدعوة ومصر والتيار الإسلامي. وبشأن ثورة يناير، فمعلوم للجميع، أننا شاركنا فيها من خلال المحافظة على البناء الداخلي لمصر، عبر لجان شعبية لحماية الكنائس والمنشآت العامة والخاصة، وحدث إجماع من السبع أعضاء بمجلس الإدارة، على أن الخروج في تظاهرات غير مأمون العواقب، لكن الدعوة السلفية لم تكن بجوار مبارك، وغاية الأمر أننا نتعامل بحذر من أى خروج في الفتن، ونحن لم نركب الثورة كما يقال، وشاركنا فيها. ● كيف تقرأ الظهور الإعلامي المستمر للدكتور ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة، وما يصدر عنه من تصريحات تبدو متجاوزه لفكرة العمل المؤسسي داخل الدعوة السلفية؟ ياسر برهامي، هو أكثر الأعضاء بذلا للجهد، قبل ثورة يناير في فترة التضييق الأمني، ولكن لأن الرئيس العام لا يظهر فى الإعلام، فأصبح نائبه الأول برهامي، يقوم بدور مضاعف، ونحن في مجلس الإدارة لنا اعتراضات على بعض تصريحاته، لكن ما يشفع له، أنه جيد فى قراءة الواقع، ومعظم تصريحاته تصيب الهدف. ودعني، أوضح أمرًا وهو أن مجلس الإدارة لم يفوض برهامي ليتحدث فى الإعلام كيفما يشاء، لكن كونه مدركًا للواقع، فتخرج تصريحاته بشكل معين، لكنه فى النهاية يمتثل لقرارات مجلس إدارة الدعوة، وهو رغم ذلك، يحمل على أكتافه عبء الدفاع عن الدعوة السلفية وخطها العام، لكنه لا يتجاوز حده، ولا يملك اتخاذ قرار منفرد إلا في إطار تنفيذ قرارات المجلس. ● ماذا عن الشيخين محمد إسماعيل المقدم، وسعيد عبد العظيم؟ الشيخ المقدم، بطبعه لديه ميل ألا يشارك في العمل السياسي، لكنه على حد علمي، يثمن عمل مجلس إدارة الدعوة، ولو رأى أن المجلس ارتكب منكرًا، فهو لن يسكت، وقد يكون مخالفًا في مسألة ما، ولديه مقاييس شرعية، ويثق في اجتهاد المجلس، لاسيما أن القرارات مؤخرا مبنية على المصالح والمفاسد، وهو لا يحب شق عصا الدعوة بأي شكل. أما الشيخ سعيد عبد العظيم، فمجلس إدارة الدعوة، قد جمد عضويته منذ فترة، وفي أول اجتماع لمجلس الشورى، سوف يتم طرح أمره والبت فيه، ومن المستبعد لو جاء مرة أخرى قبوله بعد المواقف التي اتخذها ضد الدعوة ومجلسها، ولائحة مجلس الإدارة تقضي بفصله، وأنا أظن أنه لن تقبل عودته. ● يتردد بين الحين والآخر، أن قواعد الدعوة السلفية ليست على قلب رجل واحد، وأن فى صفوفها من يؤيد أو يتعاطف مع مواقف الإخوان؟ لدينا في الدعوة السلفية، متعاطفون مع الإخوان ومحسوبون عليهم فى صفوف الدعوة، ويعود ذلك لأن الإخوان محسوبون على فصائل التيار الإسلامي، ومن البديهي أن بعض قواعدنا تتعاطف معهم، لكن ما يهمني أن قراراتنا يتم شرحها بحيثيات، وينتشر المشايخ، في مؤتمرات لتوضيح الصورة. وهناك نقطة أخرى تتمثل في أننا ليس لدينا بيعة على السمع والطاعة دون مناقشة، ومن خالف من القواعد القرارات، لا نقيم عليه الحد، وبالتالي هل كل قواعدنا سوف تلتزم بقراراتنا؟ لا، لأن هناك من يصر على رأيه، والدعوة ليس لها سلطان على من يخالف قراراتها من قواعدها. ● هناك حديث عن اختلاف عدد من قواعد الدعوة السلفية، حول المرشح عبد الفتاح السيسي، باعتباره مسئولا عن فض اعتصامى رابعة والنهضة، كيف تقرأ ذلك؟ نحن نزن الأمور بميزان المصالح والمفاسد، وننظر للمصلحة العامة للبلد، ونخشى تقسيم الجيش أو انهيار البلاد، وإذا قرأنا أمر السيسي، فنحن نُقل إلينا، أنه لم يصدر قرارًا بفض اعتصامي رابعة والنهضة، وأنه لم يصدر قرارًا باستخدام الأسلحة النارية، ونأمل أن يفتح تحقيق في الموضوع، ولدينا تأكيد أنه لم يصدر قرارًا، ونتمنى أن يتم الاعتذار ودفع الديات لأسر الضحايا، ولايزال الأمل يحدونا لإرضاء قلوب أهل القتلى. ● قال ياسر برهامي في أكثر من تصريح، إن الدعوة السلفية قد تنسحب من الحياة السياسية، إذا شعرت بعدم جدوى المشاركة، ما تعليقك؟ ما أعتقده أن قرار الانسحاب من عدمه، كان رفضًا لتحميل تيار الدعوة السلفية أخطاء الإخوان، وفكرة الفصل وتمييز الدعوة السلفية عن باقي التيار السلفي، فنحن لدينا هيكل تنظيمي، ونحن أفضل من يحافظ على أمن مصر، ونرفض أن نوضع مع التيارات الأخرى فى خندق واحد، ووجودنا يهدف إلى الحفاظ على الصوت الإسلامي، وحماية هيكل الدعوة السلفية. والحقيقة أنه قبل ثورة يناير، مصر كانت دولة رجل واحد، وكان الإخوان يشاركون باتفاقات مع النظام الأسبق للترشح في البرلمان، لكن أرى أن المشهد السياسي الحالي لا يدفعنا للاعتزال، ولكل حدث حديث، ولكل مقام مقال، والأمور تتجه نحو الأفضل، وعهد أمن الدولة لن يعود. ● ذكرت في عام 2012 اثناء انتخابات الرئاسة، أن اختيار مرشح إسلامي أمر أوجبه الشرع، فكيف تقرأ ذلك في ضوء الانتخابات الحالية؟ لقد قلنا فى 2012 قبل أن يدفع الإخوان بمرشح رئاسي، إننا نرفض اختيار مرشح إسلامي، ومازلنا نرى ذلك، ولابد من النظر في فقه الواقع، وإبعاد الإسلاميين عن رئاسة الجمهورية، كي يكون الإسلام بريئًا من تلك الإساءات، وتجربة مٌرسي أدت لكراهية الناس للمرشحين الإسلاميين، ونحن يهمنا خروج مصر من هذا النفق الضيق، والمصلحة العامة مقدمة في الشرع على المصالح الخاصة. ● إذن كم في رأيك، يحصد حزب النور في انتخابات مجلس النواب المرتقبة، وقد حصد 28 % من المقاعد فى 2011؟ لن يحصد أكثر من 20% من مقاعد المجلس، والسبب ما فعله الإخوان، فهم أساءوا للتيار الإسلامى ككل، والناس لا تميز بيننا وبين التيارات الأخرى، وقد لا ينتخبون النور وبعض الناس تعزف عن انتخاب الإسلاميين. ● ما قراءتك للفكر التكفيري وجماعة الإخوان المسلمين وبعض الفتاوى للشيخ محمد عبد المقصود؟ الحقيقة أن ما ذكره محمد عبد المقصود، بفتواه بجواز حرق بيوت رجال الشرطة، هو فكر الخوارج، والذي يلوى عنق النصوص، وهو صاحب فكر قطبي، وهو بفتواه يكفر ملايين، ولابد أن يناقشه عالم معتد به من أهل السنة والجماعة. أما إذا ثبت أن الإخوان يشاركون في القتل، فذلك لن يحدث إلا بتكفيرهم للقتلى، لكن ليس كل الإخوان بهذا الشكل، ولكن طائفة منهم سلكت ذلك، ووضعت أيديها فى أيدى الجماعات الإرهابية التكفيرية، ويؤكد ذلك كلمة محمد البلتاجي الشهيرة، عن توقف ما يحدث فى سيناء فى اللحظة التي يتراجع فيها السيسي، والإخوان لم ينكروا ما حدث في سيناء بشكل واضح. ● إذن هل من طريق للخروج من الأزمة الحالية؟ ينبغي أن يكون للإخوان إدارة جديدة وقيادة شابة، لها فكر مختلف تقود هؤلاء الشباب وتعيد زرعهم في الصف المصري، وتستنكر العنف وتأخذ قرارًا فوريًا بوقف العنف، والرجوع خطوة إلى الخلف. والدعوة السلفية على استعداد للتدخل لحقن الدماء والأعراض، وشاركت في مبادرات سياسة كثيرة، وعلى استعداد لتبني حوار سياسي، بين الجناح المعتدل في الإخوان والسلطة الحالية، ولكن ذلك مرهون بموافقة النظام على الحوار، فأمر قتلى الجيش والشرطة، قد يدفع السلطة للرفض، وأيادينا مفتوحة وممدودة، والدعوة لم تنفض يديها من المعتدلين في الإخوان، ممن نأمل أنهم لا يرضون بسفك الدماء وترويع الآمنين.