كشفت مصادر من داخل الدعوة السلفية أن مشادات حامية حدثت بين الشيخ سعيد عبد العظيم والشيخ ياسر برهامى -نائب رئيس الدعوة السلفية- فى اجتماعهم الأخير، بسبب مشاركة برهامى فى وضع خارطة الطريق، وهو ما لم يوافق عليه الشيخ سعيد عبد العظيم، بسبب وجوده آنذاك فى السعودية لأداء مناسك العمرة. وقالت المصادر إن الشيخ سعيد عبد العظيم هو من طلب عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمناء، الذى يضم كل من الشيوخ أبو إدريس رئيس الدعوة السلفية، ومحمد إسماعيل المقدم، وياسر برهامى، وسعيد عبد العظيم، وأحمد حطيبة، وأحمد فريد، وبالفعل حدث صدام قوى بين الشيخ سعيد عبد العظيم والشيخ ياسر برهامى، فقد اتهم عبد العظيم برهامى بالتواطؤ مع العسكر على حساب الإخوان، وطالب بإعلان دعم الدعوة السلفية وحزب النور للإخوان والانضمام إلى اعتصامهم فى رابعة العدوية وإلا سيعتبر ذلك خيانة للأمانة وخيانة للدين. لكن برهامى رفض ذلك، وأيده أحمد فريد وأحمد حبيطة وأبو إدريس، ووقف محمد إسماعيل المقدم موقفا محايدا، لأنه يخشى انشقاقات الدعوة السلفية، ورغم تأييده لمرسى إلا أنه قرر عدم الخوض فى الأزمة. وأكدت المصادر أن برهامى برر لمجلس أمناء الدعوة السلفية أن أسباب مشاركته فى خارطة الطريق التى وضعها الجيش أن الفريق أول السيسى أخبره أن الرئيس مرسى معزَّز مكرم فى أحد القصور الرئاسية، وأنه يلقى المعاملة اللائقة كرئيس مصر السابق، ويجب أن يستعد أبناء الدعوة "للانتخابات" القادمة، وأن معظم أعضاء مكتب الإرشاد الحاليين "قطبيون" ويستهينون بالدماء، وعليهم أن يستقيلوا، ونصيحتى لهم بالاستقالة من باب الحرص على بقاء الجماعة. وأكد برهامى لهم أن هناك فرقا بين مبارك والسيسى، وهو أن السيسى يصلى، و"أنا أشهد له أنه رجل مسلم"، وقال: إن المخابرات الحربية والعامة هى التى تحكم البلاد الآن، وإذا آذت أمن الدولة أحدكم فعليه "إبلاغ" أمين الدائرة، وهو يخاطب أمين المحافظة ليكلم مدير الأمن لوقف التعديات، لكن لا تتوسطوا لأحد كان فى مظاهرة أو حدف طوب أو حمل سلاح. وأضافت المصادر أن برهامى هاجم سعيد عبد العظيم فى وجوده، وقال له نصا: "يا شيخ سعيد، مواقفك شخصية منذ اختيارنا لأبو الفتوح معروفة، مضيفا أن الشيخ سعيد ينتمى إداريا إلى هيئة "الحقوق والإصلاح"، التى تنتمى بدورها إلى الإخوان أو يسيطر عليها الإخوان -أما عضويته فى مجلس إدارة الدعوة السلفية فمجمدة، إذ إن الشيخ جمد عضويته فى مجلس الإدارة ولا يحضر اجتماعاته منذ سنة تقريبا ولا يعرف شيئا عن فلسفة القرارات التى تتخذها الدعوة بما لا يجعل له الحق أن يتحدث باسمها، فمواقفه يعبر فيها عن نفسه فقط، ولا يعبر عن موقف الدعوة، كما صرح فى عدة مواطن أنه غير ملتزم بقرارات الدعوة، وصرخ برهامى فى سعيد قائلا: يا ريت تستقيل بقى و"تريحنا"، وهو ما أغضب الشيخ سعيد وأغلب القيادات المتواجدة وعنفوا برهامى بشدة. وأوضحت المصادر أن سبب تأييد برهامى لعزل مرسى هو أن هناك تهديدات وصلته من بعض الدول العربية التى تموله، وقال برهامى إنه إذا قلنا عن 30/6 أنه انقلاب فإن الدول العربية ستقطع "معوناتها" عنا، وليس فى صالحنا أن نخسر مع الإخوان وصلات طويلة متقطعة من شتيمة الإخوان، والمد الشيعى والدستور. وكشفت المصادر أن هناك حراكا كبيرا جدا داخل الدعوة السلفية ضد برهامى وأن عددا كبيرا من المشايخ قد استقالوا من الحزب، ولم يعد أحد من مجلس الأمناء وشورى الدعوة السلفية يحضر، فيما عدا القيادات التى تتبع برهامى، وهم من يطلق عليهم داخل الدعوة "البرهاميون"، لذا طالب برهامى فى "آخر مقالاته من قيادات مجلس الأمناء الاستقالة حتى يداوى الغضب الموجود داخل الدعوة. مشيرا فى نفس الوقت إلى أن الشيخ سعيد عبد العظيم يحاول إقناع الشيخ أحمد حبيطة والشيخين إسماعيل المقدم وأبو إدريس بخطورة ما حدث، وأن صمتهم على برهامى يزيد من كره الناس لهم، وأن الدعوة أصبحت فى خطر كبير مع عدم ثقة الإسلاميين فيها. وأضافت المصادر أن محاولات الشيخ سعيد عبد العظيم فى إقناع أعضاء الدعوة السلفية لن تفلح، خاصة أن أبو إدريس وأبو حطيبة وأحمد فريد متوافقون مع برهامى، ورغم اعتراض إسماعيل المقدم إلا أنه حريص على عدم شق صف الدعوة السلفية، ويفضل البقاء بعيدا عن الصراع السياسى، ويحاول الحفاظ على كيان الدعوة، أما باقى مجلس شورى الدعوة السلفية فأغلبه يتبعون برهامى، كما أغلب من كانوا يعترضون على سياسة برهامى استقالوا من الدعوة، ولم يبق غير الشيخ سعيد عبد العظيم الذى أكد للمقربين منه أنه لن يحضر اجتماعات الدعوة مرة أخرى، وأنه سيستقل بالعمل الدعوى بعيدا عن برهامى الذى استغل اسم الدعوة السلفية وكون رجالا يتبعونه ويتبعون مصالحهم فقط. وأكدت المصادر أن الشيخ سعيد عبد العظيم سيسعى خلال الأيام القادمة للاتصال بقيادات "حزب الوطن" والقيادات المستقيلة من الدعوة السلفية وأغلب المنتمين لها فكريا وليس دعويا، وهم من يرفضون سياسة برهامى الهادفة إلى الاتحاد، وإنشاء دعوة جديدة وسيشارك فيها الشيخ سعيد عبد العظيم والدكتور عماد عبد الغفور والذى كان أحد مؤسسى سلفية الإسكندرية ورئيس حزب الوطن، الذى بدأ يجرى اتصالاته بالقيادات المستقيلة لتدشين حركة دعوية جديدة، لكن عندما تنتهى الأزمة الحالية. وأكدت مصادر من داخل "حزب الوطن" أن الشيخ سعيد عبد العظيم والدكتور يسرى حماد وعدد من قيادات الدعوة السلفية بالإسكندرية والمحافظات المستقيلين من الدعوة أو الرافضين لسياسة ياسر برهامى ومشاركته فى خارطة الطريق وإقناعه بالانضمام إلى حزب الوطن وإنشاء دعوة سلفية جديدة بفهم السلف الصالح بعيد عن الدعوة السلفية السكندرية والتى "أضاع برهامى منهجها" على حد وصفهم، وأن عددا كبيرا جدا من المستقيلين من حزب النور والدعوة السلفية انضم بالفعل إلى حزب الوطن، وسيتم الإعلان قريبا وبعد الانتهاء من الأزمة الحالية إنشاء كيان دعوى جديد لمطاريد النور والدعوة السلفية.