قال رئيس الحكومة الجزائرية السابق عبد المالك سلال إن الرئيس، عبد العزيز بوتفليقة، الذي يتعافى من تبعات جلطة أصيب بها السنة الماضية، ينوي تطبيق إصلاحات دستورية لتعزيز الديمقراطية في البلد إذا فاز بالانتخابات. وأضاف سلال أن هذه الإصلاحات تشمل تحديد ولاية الرئيس ومنح صلاحيات واسعة لأحزاب المعارضة الممثلة في البرلمان تتيح لها الطعن في التشريعات البرلمانية أمام المجلس الدستوري. ومضى رئيس الحملة الانتخابية لبوتفليقة للقول إن صحة هذا الأخير تؤهله لممارسة مهامه رئيسا للجمهورية بعد انتخابات 17 أبريل/نيسان الجاري. وأقر سلال في مقابلة مع وكالة رويترز بأن الجزائر تعاني من مشكلات تتعلق بالإدارة والبيروقراطية والعدالة والفساد. مسؤوليات رئاسية وأضاف سلال أن الجزائريين يثقون في الرئيس بوتفليقة "ولا يريدون الدخول في مغامرة مجهولة. يعرفون أنه قادر على القيادة. نعتقد أنه سينتخب على النحو الصحيح وبشكل جيد". وأوضح سلال، وهو أبرز حليف لبوتفليقة، أن هذا الأخير يتمتع بالصحة المطلوبة للقيام بمسؤولياته الرئاسية. وأضاف سلال بعد الانتهاء من تنظيم فعاليات حملة الرئيس في مدينة عنابة أنه يتواصل مع الرئيس بشكل يومي، وهو متابع لتطور حملته الانتخابية. وقال سلال "صوته بدأ يعود، ويحتاج إلى مزيد من الوقت حتى يستأنف السير مرة أخرى. إنه ليس مريضا وإنما يتعافى". وكان سلال استقال من منصبه رئيسا للحكومة الجزائرية ليتفرغ لإدارة الحملة الانتخابية لبوتفليقة. ونجت الجزائر من الاضطرابات التي رافقت ما اصطلح عليه بالربيع العربي. وكانت جبهة التحرير الوطني الحاكمة في الجزائر منذ الاستقلال تخلت عن نظام الحزب الواحد في الثمانينيات من القرن الماضي وطرحت التعددية الحزبية التي كادت أن تتيح للإسلاميين (الجبهة الإسلامية للإنقاذ) الفوز بالانتخابات التشريعية في عام 1991. أعمال عنف واندلعت أعمال عنف في الجزائر عندما ألغت الدولة الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية، الأمر الذي أرغم الإسلاميين على اللجوء إلى العمل السري والدخول في مواجهة دموية مع الدولة. وقال سلال تعليقا على ما حدث في الجزائر إن التجربة جعلت من غير المرجح أن تشهد الجزائر اضطرابات شبيهة بما حدث في بعض دول الربيع العربي. وتابع سلال قائلا إن "الربيع العربي" لا يعني الجزائر لأننا عالجنا المشكلة في عام 1988 "خلفت (المشكلة) 200 ألف قتيل في التسعينيات. استطاع الجزائريون التغلب على (هذه المحنة). لا أعرف ما يعني الربيع العربي، ولا أفكر في هذا الأمر بتاتا". وكان بوتفليقة أجرى عملية جراحية في باريس بفرنسا إثر إصابته بجلطة. مرشحون ويذكر أن من أبرز المرشحين في هذه الانتخابات الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة الذي يعاني من متاعب صحية منذ العام الماضي منعته من قيادة حملته الانتخابية بشكل شخصي. وأعلن بوتفليقة في كلمة له بثت عبر وسائل الإعلام الحكومية أن انتخابه لفترة رابعة ضمانة لاستقرار البلاد. ويتنافس مع بوتفليقة عدد من المرشحين مثل عبد العزيز بلعيد، مرشح حزب "جبهة المستقبل" ورئيس الوزراء السابق علي بن فليس والشخصية اليسارية لويزة حنون و موسى تواتي وعلي فوزي رباعين. لكن عددا من القوى المعارضة تقاطع هذه الانتخابات من حيث الترشيح أو التصويت مثل حركة مجتمع السلم الإسلامية و حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، إضافة إلى شخصيات وحركات احتجاج جديدة مثل "بركات" التي تضم سياسيين وصحفيين معارضين لترشح بوتفليقة.