لم يكن يتخيل نجل بائع الشاى ناريندرا مودى، أنه سيكون ذات يوم على بعد خطوات قليلة من دخول قصر «حيدر أباد» بنيودلهى، كرئيس لوزراء الهند، إلا أن استطلاعات الرأى الأخيرة، أكدت تفوق حزبه (الحزب القومى الهندوسى «بهاراتيا جناتا»)، على جميع منافسية فى أغرب وأطول انتخابات برلمانية فى العالم (تجرى فى خمسة أسابيع، وتنتهى فى 12 مايو المقبل). فمودى ذو ال63 ربيعا، والذى يجسد الجناح المتشدد فى حزبه ويثير عدم ثقة لدى بعض القيادات السياسية فى البلاد، وفقا لوكالة رويترز، يعول على تجربته الاقتصادية الناجحة لدى توليه رئاسة الوزراء فى ولاية جوجارت (غرب) منذ عام 2001، حيث سجل نموا سنويا بنسبة 10.13% كثانى أعلى معدل لولايية هندية بين 2005 2012. ذلك النجاح، دفعه لقطع وعود للناخبين بإصلاح اقتصاد البلاد الذى ظل يعانى تباطؤا منذ ثمانينيات القرن الماضى وخصوصا فى العقد الأخير. لكن فى المقابل، يلطخ سجل مودى الاقتصادى اتهامات اجتماعية فى المقام الأول، يستغلها معارضوه للنيل من شعبيته، إذ إنه متهم بالإخفاق فى منع عنف ضد المسلمين، عام 2002 بولايته (جوجارات)، والتى أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن ألف شخص معظمهم من المسلمين، إلا أن ميل الناخب الهندى (815 مليون ناخب؛ ضعف عدد سكان الدول الأوروبية مجتمعين) لإلحاق هزيمة مدوية بحزب المؤتمر الحاكم الذى تقوده عائلة نهرو وغاندى (رموز التحرر الهندى من الاستعمار)، بعد تفاقم البطالة، يدعم حظوظ مودى، بحسب استطلاعات الرأى. وفى شبابه، تلقى مودى الأيديولوجية القومية الهندوسية حين انضم الى منظمة «راشتريا سوايامسيفاك سانج» (حظرت عدة مرات منذ الاستقلال 1947)، التى تعتمد أساليب شبه عسكرية، وتدعو لفهم متصلب لثقافة الهندوسية، كما أن غالبا ما يبدى قادتها موقفا عدائيا حيال المسلمين (أكبر أقلية دينية، 1.8% من عدد السكان). إلا أن حكم الهند لن يكن امرا يسيرا بالنسبة لمودى، فى ظل انكماش اقتصادى، وتفاقم البطالة، فى بلد تقل أعمار نصف سكانه عن 25 عاما.