تنطلق اليوم الأحد في تركيا أشرس انتخابات بالنسبة لحزب العدالة والتنمية ذو التوجه الإسلامى منذ بلوغه السلطة عام 2002، حيث يتنافس مرشحو 25 حزبا على أصوات أكثر من 52 مليون ناخب، لحصد 93 ألف مقعد فى المجالس البلدية ب81 محافظة. ونظرا لسلسلة من الاحتجاجات وقضية فساد مالى طالت مقربين منه وتسريبات تقوض من مصداقية الحزب الحاكم، يعتبر مراقبون تلك الانتخابات استفتاء على شعبية حزب رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، ولاسيما قبل الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة. إذ يأمل اردوغان، المقتنع بأن أكثرية الأتراك تؤيده، فى أن يتخلص من الاتهامات والانتقادات فى صناديق الاقتراع. وإذا تخلى على ما يبدو عن الانتخابات الرئاسية، فإنه بات يتحدث عن فرضية تغيير قواعد حزبه للترشح لولاية رابعة فى 2015، وليس مطروحا لديه التخلى عن السلطة، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. وقال أردوغان «إذا لم يحرز حزبى المرتبة الأولى فى الانتخابات البلدية، فسأنسحب من السياسة». واعتبارا من السادسة من مساء أمس بتوقيت تركيا بدأ حظر على وسائل الإعلام بشأن نشر أى أخبار أو توقعات أو تعليقات متعلقة بالانتخابات أو نتائجها، وبداية من الساعة السادسة من مساء اليوم وحتى التاسعة يسمح لها بنشر الأخبار الصادرة من الهيئة العليا للانتخابات فقط. كما يحظر بيع المشروبات الكحولية، بداية من السادسة من صباح اليوم وحتى الثانية عشرة ليلا، كما يُحظر تقديم المشروبات الكحولية، وشربها خلال تلك الفترة، وتُغلق النوادى والملاهى الليلية طوال فترة الاقتراع، كما يُحظر حمل السلاح لغير أفراد قوات الأمن، وفقا لوكالة الأناضول. إلى ذلك، بدأت السلطات التركية البحث عن مسئولين عن تسريب تم نشره، الخميس الماضى، على موقع «يوتيوب»، وأثار ضجة لأنه نقل حديثا دار بين كبار مسؤولى الخارجية والأمن خلال اجتماع أمنى رفيع المستوى بشأن سوريا، وأثار توترات سياسية فى تركيا عشية الانتخابات البلدية. وقال وزير الخارجية أحمد داود أوغلو إن «هذه القرصنة المعلوماتية أثناء اجتماع تناقش فيه عمليات عسكرية لا يمكن اعتباره سوى هجوم عسكرى»، مكررا اتهامات وجهها أردوغان إلى أنصار الداعية التركى، المقيم فى الولاياتالمتحدة، فتح الله جولن، بالمسئولية عن التسريب الجديد. وفى هذا التسريب يناقش أوغلو ونائبه فريدون شنرلى أوغلو ورئيس المخابرات حقان فيدان وضابط رفيع المستوى، فى اجتماع قالت صحف تركية إنه تم يوم 13 مارس الماضى بوزارة الخارجية فى أنقرة سيناريوهات لتنفيذ عملية سرية ترمى إلى تبرير تدخل عسكرى تركى فى سوريا. ويسمع فى التسريب صوت منسوب إلى فيدان يتحدث عن إرسال أربعة رجال إلى سوريا لإطلاق ثمانية صواريخ على أرض خلاء داخل تركيا. وقد اعتقلت قوات الأمن التركية صباح أمس الكاتب التركى، أوندر أى تاتش، على خلفية حديث أدلى فى أحد البرامج التلفزيونية ترك انطباعا أنه كان على علم بمضمون هذا التسريب قبل نشره بيوم، حيث قال إن «تركيا تستعد لشن ضربة عسكرية على سوريا