قال الدكتور كمال الهلباوي، القيادي الإخواني السابق إن اعتبار أي منظمات تسير على خطى «القاعدة» أو تنحى أفعالها «إرهابية» قرار سليم. وأضاف الهلباوي، مسؤول التنظيم العالمي السابق لإخوان الغرب أن السعودية كانت حاضنة للإخوان وقياداتهم حتى عهد قريب، ولكن لا بد أن هناك «أسبابا دفعتها إلى تغيير موقفها منهم، أي اعتبار الإخوان منظمة إرهابية» حسب تعبيره. ونصح الهلباوي، في تصريحات لصحيفة «الشرق الأوسط» الدولية، جماعة الإخوان بأن يفكروا في طرق نشر الدعوة والابتعاد عن التنظيم الحديدي وأبجديات الصراع على السلطة، كما نصح المنشقين عن الجماعة ب«الاتحاد والتنسيق فيما بينهم، حتى يكون لهم دور في المستقبل» وفق قوله. وتحدث عن أن الإخوان «ركزوا في السياسة، وكيفية الوصول بأي طريقة إلى سدة الحكم على حساب التربية والدعوة»، مشيرا إلى أنهم «انحرفوا 360 درجة» عن المسار الطبيعي لمنهج الدعوة، مؤكدا أن الإسلام يحرر العقل، ويحث على النظر بالكون، ويرفع قدر العلم والعلماء، ويرحب بالصالح النافع في كل شيء، وقال «هذا هو الإسلام الذي تعلمناه على أيدي أساتذتنا، وهو إسلام استقلالي لا يمكن أن يقبل هيمنة ولا يقبل ظلما». ووجه حديثه للإخوان قائلا: «عليكم أن تراجعوا أنفسكم وأن تبتعدوا عن السياسة وأن تحترموا القانون الذي يجري عليكم وعلى غيركم». وبين أنه «عندما بدأت جماعة الإخوان اتّباع منهج الاغتيالات قال عنهم الإمام حسن البنا إن هؤلاء ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين». وأوضح أنه ينبغي الابتعاد عن منهج العنف، واصفا من يروج لهذه الأفكار ب«الجهل والتشدد» حسب وصفه. وأوضح الهلباوي: حذرت مرارا وتكرارا من أن التحالف الذي قاده الإخوان مع جماعات العنف في الخارج، وأن ارتفاع أعلام القاعدة في القاهرة في بعض المسيرات «ستتحمل نتيجته جماعة الإخوان وحدها، وهذا ما يحدث الآن». وذكرت الصحيفة أن جماعة الإخوان في مصر «فازت بكل الانتخابات التي جرت بعد الإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك عام 2011»، لكنها اضطرت للعودة إلى العمل السري منذ «عزل الجيش» الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي للجماعة بعد احتجاجات حاشدة على حكمه. وأعلنت الحكومة المصرية الإخوان جماعة «إرهابية» في ديسمبر الماضي بعد أن اتهمتها بشن هجوم انتحاري استهدف مديرية أمن الدقهلية أسفر عن سقوط 16 قتيلا، ونددت جماعة الإخوان بالهجوم ونفت مرارا اللجوء للعنف.