فرضت محاكمة الرئيس السابق محمد مرسي وعدد من قيادات الإخوان بتهمة التخابر، نفسها بقوة على القنوات الفضائية، وبدا واضحًا أنها لا تقل أهمية عن محاكمة القرن للرئيس الأسبق حسني مبارك الخاصة بقتل متظاهري 25 يناير، حتى إن ثمة تشابه كان ظاهرًا في المحاكمتين بداية من تحقيقات النيابة وشهود الإثبات والنفي ونهاية بالتسجيلات، وخصوصًا فيما يرتبط بعدم قدرة المواطنين على متابعة ما يدور بهما. «أنا عاوز طنطاوي» مجدي الجلاد رئيس تحرير صحيفة الوطن، قال في حواره على فضائية الحياة اليوم: «المعزول مرسي مثلت له قضية التخابر والهروب من وادي النطرون الأولوية الكبرى في ذهنه، حيث قال من محبسه سوف أطلب شهادة طنطاوي وعنان، وأسألهم كيف ترشحت لانتخابات الرئاسة، وكنت أجتمع مع وزير الدفاع ورئيس الأركان عنان خلال المرحلة الانتقالية، وأنا متهم بتلك الجريمة». وأضاف: «مرسي ذكر من داخل محبسه أن خيرت الشاطر نائب المرشد العام للإخوان، تم استبعاده من الانتخابات، وكذلك عمر سليمان.. هنا أطرح سؤالا على المسؤولين وللمجلس العسكري السابق: عندما كان مرسي هاربا من السجن كيف لم تتحرك القضية وتحال إلى المحكمة وقتها؟!»
«مكالمات التنظيم الدولي مسجلة» أما مصطفى بكري، رئيس تحرير جريدة الأسبوع، فأوضح أن «مخطط وصول الإخوان إلى السلطة كان يعد له من يوم 26 يناير 2011، وسجلت مباحث أمن الدولة ثلاث مكالمات مهمة بين أحمد عبد العاطي- الرجل المهم في تنظيم الإخوان الدولي بإسطنبول- مع الدكتور محمد مرسي، ولكن انهيار الشرطة في 28 يناير أدى إلى بقاء القضية في الأدراج».
«الظواهري يشكر مرسي» وكأن كل الظروف المحيطة بمرسي وقفت ضده، وساعدت مقدمي الفضائيات في مادتهم الإعلامية، خصوصًا مع إعادة نشر فيديو خاص بأيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة، يقدم فيه الشكر لمحمد مرسي لجهوده المتواصلة لعودة الشيخ عمر عبد الرحمن إلى مصر».
«محادثات المعزول والقاعدة» أما الإعلامي أحمد موسى، مقدم برنامج الشعب يريد، على فضائية التحرير، فتحدث عن رصد المقدم الراحل محمد مبروك لمكالمات جرت بين محمد مرسي وأيمن الظواهري، حول تولي الأخير تدريب الشباب من السلفية الجهادية في سيناء ليصبحوا ظهيرًا للإخوان في حكمهم». وتابع: «الشهيد مبروك من خلال عمله في أمن الدولة، قدم تقريرًا خاصًا باجتماع قيادات من التنظيم الدولي مع جماعة الإخوان في مصر حول مخطط لإشاعة الفوضى ودخول عصابات مسلحة إلى مصر إذا اندلعت بها أعمال فوضى، في استغلال لحالة الاحتقان الشعبي من نظام مبارك وفساده، وبهدف الاستيلاء على السلطة بالعنف من خلال عناصر قتالية من حزب الله».
«مبروك مسك طرف الخيط» في حين لفت اللواء سامح سيف اليزل، مدير مركز الجمهورية للدراسات الاستراتيجية، إلى أن «ضابط الأمن الوطني المقدم محمد مبروك كان تحت المنظار عندما تقدم للشهادة أمام المحكمة بأدلة دامغة تدين محمد مرسي في قضايا تخابر مع قيادات الإخوان، ومن هنا تم التعرف على جهة العمل الخاصة به عن كونه مسؤولا عن ملف التطرف في أمن الدولة وتم اغتياله».
«تجربة الحرس الثوري واختراق الجيش» قال عماد أديب «الأمريكان تمنوا أن يكون الإخوان سندًا لهم في حكم مصر حتى يستطيعوا تأمين العمق الاستراتيجي الجنوبي لإسرائيل وإيقاف العمليات العسكرية التي تتبناها حركة حماس ضد الجيش الإسرائيلي». وتابع حديثه، قائلا: «حاول الأمريكان مجددًا بعد انهيار الإخوان إدخال الجيش في مواجهات مع تنظيم القاعدة في سيناء، وحاولت عناصر إخوانية النفاذ إلى قيادات في الجيش وفشلوا، وأصبح الباب مغلقا أمامهم في محاولة لتكوين حرس ثوري».