أجرى مسؤولون من كوريا الجنوبية وآخرين من الشمال، الأربعاء، جولة أولى من المفاوضات في أول اجتماع رفيع المستوى يعقد بين الكوريتين منذ 2007، مما يثير آمالا في إمكان تعاونهما قبيل الاستئناف المرتقب للقاءات العائلات التي فرقتها الحرب قبل ستين عاما. ولم توضح الموضوعات التي نوقشت في اللقاء الذي جرى في بلدة بانمونجوم الحدودية، المكان المعتاد للقاء وفدي البلدين الجارين، لكنها شملت «مواضيع مهمة»، بينها استئناف برنامج لقاءات العائلات التي فرقتها الحرب الكورية (1950-1953)، كما أعلنت الثلاثاء وزارة التوحيد الكورية الجنوبية التي رفضت الحديث في التفاصيل. والجلسة الأولى التي استغرقت 90 دقيقة في الفترة الصباحية، تلتها بعد الظهر مناقشات استمرت ثلاث ساعات عقد في نهايتها رئيسا الوفدين لقاء على انفراد، وانتهى اللقاء الأخير قبيل منتصف الليل. وأفادت وزارة التوحيد الكورية الجنوبية «أن الوفدين افترقا بعد قرار بمواصلة المحادثات، لكن من دون الإعلان عن جدول أعمال، ولم ينشر أي بيان مشترك في أعقاب جولة المفاوضات الأولى هذه». وترأس الوفد الكوري الجنوبي كيم كيو-هيون ارفع مسؤول في مجلس الأمن القومي. وقد أوضح أن هدف سيول من هذا الاجتماع هو التأكد من أن لقاءات العائلات ستتم بحسب البرنامج المتفق عليه. وكانت لقاءات بين عائلات فرقتها الحرب علقت منذ ثلاثة أعوام بسبب عودة التوتر في شبه الجزيرة الكورية، وألغت بيونغ يانغ لقاءات كانت مرتقبة في سبتمبر الماضي في اللحظة الأخيرة. أما الوفد الكوري الشمالي فترأسه وونغ تون-يونغ نائب رئيس الهيئة المسؤولة عن العلاقات بين الدولتين الجارتين. وكان مرجحا أن تطلب بيونغ يانغ خلال اجتماع الأربعاء إلغاء المناورات العسكرية المشتركة الأمريكية الكورية الجنوبية التي تجري سنويا وستبدأ هذه السنة في 24 فبراير الجاري. وقال كيم كيو-هيون قبل بدء المحادثات «إنه يدخل المفاوضات بانفتاح من أجل فرص إطلاق فصل جديد في شبه الجزيرة الكورية». ولم يحدد ما إذا كان البحث سيتطرق إلى البرنامج النووي الكوري الشمالي في هذا الاجتماع. وهو أول لقاء على هذا المستوى الرفيع منذ الاجتماع الذي عقد بين مسؤولين كبار من الكوريتين في 2007. وجرت هذه المباحثات عشية وصول وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى سيول حيث سيخصص زيارته للبحث في مسألة كوريا الشمالية. وكانت سيول قد قالت إن بيونغ يانغ هي التي اقترحت عقد اجتماع الأربعاء. واكتفت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية ببرقية من سطر واحد للحديث عن الاجتماع الذي احتل العناوين الرئيسية للصحف الكورية الجنوبية. وعقد اللقاء في الشطر الكوري الجنوبي من القرية التي شهدت توقيع اتفاق الهدنة الذي أوقف الحرب بين الكوريتين. ولم يوقع البلدان اتفاق سلام حتى الآن.