يعتزم الاتحاد الأوروبي، اليوم الثلاثاء، أن يستعرض بالتفاصيل علاقاته مع روسيا خلال قمة مقتضبة بين قادته والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فيما يبدو أن الأجواء ستكون متوترة بسبب أزمة أوكرانيا. ويصل الرئيس الروسي إلى بروكسل التي يغادرها بعد الظهر. وبدلا من أن تستمر ليوم ونصف اليوم، كما حصل في السنوات السابقة، خفضت هذه القمة الثانية والثلاثين بين الاتحاد الأوروبي وروسيا إلى الحد الأدنى مع اجتماع يستغرق ساعتين ونصف الساعة بين أبرز ثلاثة مسؤولين في الاتحاد هرمان فان رمبوي وجوزيه مانويل باروزو وكاثرين آشتون والرئيس الروسي الذي يرافقه وزير الخارجية سيرجي لافروف. وانعقاد القمة بهذا الحد الأدنى قرره الاتحاد الأوروبي من أجل "بحث المواضيع الأساسية" أي "توضيح وعرض العلاقات بالتفاصيل" مع روسيا التي تشهد فترة توتر كما قال مسؤول كبير في بروكسل. وأضاف، "من الضروري إجراء محادثات صريحة" مع الرئيس الروسي وهو ما يخالف الدبلوماسية الأوروبية التقليدية المتحفظة عموما. وتهيمن على الأجواء الأزمة الأوكرانية منذ اندلاعها في تشرين نوفمبر بسبب تغير مفاجئ في موقف الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفتيش الذي عدل عن توقيع اتفاقات مع الاتحاد الإوروبي من أجل التقارب مع روسيا. ورأى ديميتري ترينين الخبير في مركز كارنيجي للأبحاث أن أزمة أوكرانيا "لم تقم إلا بتأجيج المنافسة الجيوسياسية" بين الاتحاد الأوروبي وروسيا. وأضاف، "مع جهودهم لزيادة نفوذهم شرقا، أصبحت موسكو تعتبر الأوروبيين الغربيين، وللمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية، دخلاء خارج منطقتهم المعتادة". وتشدد بروكسل على أن روسيا كانت لتجني فوائد اقتصادية من تقارب أوكرانيا والاتحاد الأوروبي. وقال مسؤول أوروبي إن الانتقادات الروسية "سخيفة تماما" مشيرا إلى نموذج النمو الاقتصادي القوي لبولندا منذ انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي. وأضاف، أنه في الوقت الراهن لدى الاتحاد الأوروبي وروسيا "مصلحة مشتركة في أن يهدأ الوضع" في أوكرانيا.