حالة من السعادة البالغة يعيشها الممثل المصرى، المقيم فى إنجلترا، خالد عبدالله، عقب وصول الفيلم الوثائقى «الميدان» للتصفية النهائية فى مسابقة الأوسكار، كأول فيلم مصرى يصل لهذه المرحلة، وفى الوقت نفسه يبدى عبدالله تخوفه من عدم عرض الفيلم للجمهور المصرى، قبل أن يعبر عن حلمه بعرضه فى مصر، خاصة وأن العالم كله سيشاهده، وهو شخصيا قد عاد لتوه من لندن، بعد أن شارك فى عرض الفيلم هناك.. عن الفيلم والثورة يتحدث خالد عبدالله ل«الشروق»: - أيهما أسهل بالنسبة لك أن تظهر ممثلا محترفا يؤدى دورا فى فيلم روائى أم الظهور بشخصيتك فى فيلم وثائقى كما فعلت فى الميدان؟ بالطبع الشيء الأكثر صعوبة أن تظهر بشخصيتك الحقيقية وأن تؤدى دورك وخصوصا أننا هنا نتداخل مع حياتنا الشخصية، فعندما نقدم دورا تمثيليا فهو دور وخلاص، أما فى الحقيقة فأنت هنا تفتح حياتك الشخصية للآخرين، وهو شيء حساس جدا وخصوصا أنك تعطى الآخرين فرصة لتشكيل رأى عنك بناء على ما يرونه فى الفيلم وعلى الشاشة، بالإضافة لك أنت أيضا، فتخيل مثلا أنك ترى صورتك وأنت صغير أو صورة التقطت لك حديثا فترى عيوب شكلك أو تقول لماذا أظهر بهذا الشكل إنها خبرة صعبة بالنسبة لى. - ما هى اللقطة التى تهتف كلما شاهدتها «معقول أنا بعمل كدة»؟ مقاطعا: لا توجد ولا لقطة أردد بعدها هذا الهتاف، فأنا قد تعودت أن أرى نفسى على الشاشة وليست هذه أول مرة. - أعرف هذا لكننى قصدت هل هناك لقطة بالفيلم الوثائقى شعرت أنها قد أخرجت منك شيئا لم تكن تتوقعه؟ دعنا نتفق على شيء أنا لم أحاول، وطوال صنع الفيلم، عمل شيء ولم أقدم شيئا خصيصا من أجل الفيلم، وأثناء التصوير كنت أعيش حياتى كما هى، والكاميرا هى التى تراقبنى وكنت أهرب منها لأننى وكما أخبرتك من قبل أرفض فكرة تدخل الكاميرا فى حياتى وأنا كنت أحاول على قدر ما أستطيع أننى أتصور والكاميرا بتعمل حاجة من التدخل، وأنا كنت رافضا فكرة تدخل الكاميرا فى حياتى، وكنت أهرب منها طوال التصوير ولكن حتى فكرة الثورة نفسها كانت مغامرة اكتشفنا فيها أنفسنا، هذا على المستوى الشخصى، وعلى مستوى البلد نفسها والآن يمكننى القول إن الثورة كفعل كانت شق طريق نحاول فيه أن نصل لما نريده. ودعنى أقول شيئا بالنسبة لوضع الثورة فالجميع يريد للثورة أن تكون مرسومة بدقة كما نرسم الخريطة، ولكن الحقيقة أن كل الخرائط التى نرسمها منذ قيامنا بثورتنا قد تغيرت وهذه أشياء معروفة وطبيعية فى الثورات ولابد أن نخلق منها شيئا يفيدنا فى النهاية ونصل لطريق صحيح ولو نسبيا. - الفيلم له عدة نهايات فنهايته عند عرضه الأول بمهرجان صاندانس الأمريكى، الذى حصل فيه الفيلم على جائزة الجمهور، وكانت لحظة انتخاب مرسى، أما نهاية مهرجان دبى، فكانت مع 30 يونيو وعزل مرسى، لماذا توجد نهايات متعددة للفيلم وهل هو فيلم ممتد مع أحداث أخرى ستأتى من عمر ثورة مصر؟ سأوضح لك.. بداية بالطبع وقت عرضه الأول لم يكن أحد يعرف أو يتوقع متى ستنتهى القصة أو ما سيحدث فى مصر، وقتها لم نكن نعرف أين نتجه، ففى بداية صناعتنا للفيلم كان توقعنا الأول، إنه سيكون عن كيف خلع المصريون رئيسا وانتخبوا رئيسا جديدا، ولكن كان واضحا حتى مع عرضه فى المهرجان أن هناك شيئا ناقصا، وأثناء المونتاج قامت أحداث الاتحادية وهو حدث ليس طبيعيا أن يتم مروره دون تسجيله، والاكتشاف الحقيقى أثناء صناعة هذا الفيلم أننا اكتشفنا أن الحل الحقيقى فى يد الشعب وليس يد من يحكم أو الطبقة النخبوية ومن سيأتى لو لم يلب مطالب الشعب المصرى فسيخلعه الشعب وهذا هو الاكتشاف الحقيقى، وهو ما ادى لقيامهم بالتصوير مرة أخرى، وإضافة احداث حتى لحظة 30 يونيو، فقصة الفيلم فى أصلها وكما ظهر لنا فى النهاية هى عن كيف يحاسب الشعب حكامه وهى اللحظة التى تكمل رؤية الفيلم. - إذًا لدينا تساؤل يفرض نفسه.. هل انتهى الفيلم وعند أى لحظة توقف التصوير؟ نهاية التصوير كانت مع شهر أغسطس فى بدايته بالتحديد أى قبيل أحداث فض اعتصامى رابعة والنهضة، ولكننا صورنا أحداث الحرس الجمهورى، وكان لابد أن ينتهى تصوير الفيلم ومونتاجه فى هذا الوقت، كى نقوم بعرضه فى تورنتو.. فالفيلم قد انتهى تصويره بكل تأكيد. - الفيلم عرض فى لندن الجمعة الماضية حدثنا عن العرض وأجوائه؟ العرض كان فى قاعة من أهم القاعات بلندن وكانت عند تأسيسها مخصصة لمراسلى ومصورى الحروب ووصل مع الزمن لأن يكون من أهم قاعات عرض الأفلام الوثائقية فى إنجلترا وحضر العرض العديد من الجنسيات العربية كجزائريين ولبنانيين وغير العرب، وبينهم انجليز بالطبع، ومعهم مصريون أيضا، والجمهور تفاعل معه تفاعلا كبيرا، وأحبوه وجزء من الأثر الذى يحدثه الفيلم هو خلق حالة من التعاطف والتضامن مع ما قمنا به منذ ثورة يناير وهو تضامن قد يكون قد قل مع الوقت طوال السنوات الثلاث وخصوصا خارج مصر وداخلها وهو يرد على تساؤلات بينها ماذا حدث فى مصر مع حالة التوهان التى قد أصابت الجميع والفيلم يروى بطريقة تجعل الجميع يفهمون ماذا حدث، وبطريقة عاطفية فى الوقت نفسه، فالجمهور بكى اثناء مشاهدته وضحك معه وهم قد وصلوا للحالة نفسها التى جعلت المصريين ينزلون للشوارع طوال السنوات الثلاث وبعد العرض كان هناك نقاش لمدة ساعة لم يتحرك اى فرد من الجمهور من مقعده. - ما هو الشيء الذى يشغل بالك بالنسبة للفيلم حاليا؟ من الصعب والمحزن بالنسبة لنا أن يشاهد العالم فيلمنا ولا يشاهده الجمهور الذى تمت صناعة الفيلم من أجله وهو حلمى الحقيقى أن احضر عرضه فى بلدى، ومعلوماتى طبقا لما أخبرونى به وقتها، أنه وأثناء فاعليات بانوراما الفيلم الأوروبى، كان من المفترض عرضه ولكن بموافقة هاتفية ليست مكتوبة وليست نهائية للعرض العام، وهو ما تسبب فى منع عرضه وتقلقنى فكرة تحجيمه أو تحزيمه أو منع عرضه فى مصر. - ما هى أخطر مراحل التصوير وكم استغرق؟ بالطبع احداث محمد محمود الأولى كانت الأخطر على الإطلاق وكنت خائفا وقتها جدا، وبعدها يومى 8 و9 إبريل، وكنت وعلى مدار عامين كاملين هما وقت تصويرى أعيش كما ستشاهدون بالفيلم وعلى مدار الأحداث، وكما شاركت بها منذ يوم 28 يناير 2011. - ما هو مصير الفيلم المصرى الذى تلعب بطولته «آخر أيام المدينة» ويتم تصويره منذ عدة سنوات؟ الفيلم فى مراحله النهائية ونحن نسعى لمشاركته كعرض اول فى احد المهرجانات الثلاثة خلال العام الجارى.