هو واحد من أهم نجوم السينما الهندية، فقد دخل عالم " بوليوود " منذ 12 عاماً ليصبح الورقة الرابحة التي تضمن نجاح الأفلام هناك ، أما في العالم العربي فلديه الكثير من منتديات المعجبين على الإنترنت والذين أطلقوا عليه لقب "فارس السينما الهندية"، كلامنا عن " أرجون رامبال " والذي وافق أسطورة السينما الهندية " أميتاب باتشان " علي الظهور معه في دور مساعد في فيلمه الأخير ، وعلل ذلك بأن أرجون فنان كبير والوقوف بجانبه فرصة ، وقد التقت " الشباب " مع رامبال على هامش حضوره لمهرجان مراكش السينمائي في المغرب وأجرينا معه هذا الحوار الحصرى .. آخر أفلامك كانت العام الماضي ، كيف كان شعورك وأنت تقف أمام نجم مثل أميتاب باتشان؟ هذا كان آخر فيلم أقدمه معه ، ولكني قدمت ثلاثة أفلام معه قبل ذلك ، وبعد أن أعود إلى لهند سأقوم بتصوير الفيلم الرابع معه وهو بعنوان " ساتيجرا " ، وأنا نشأت على حب أفلامه ومن أشد المعجبين به وتعلمت الكثير من العمل معه، فهو ممثل ذكي وكريم جدا في تقديمه للمعلومات والنصائح لي، وكان يجري الكثير من البروفات، فهو يحب أن يجعل الممثلين المشاركين معه على مستوى خبرة عالية في المشهد الذي يشاركونه فيه، فهو في حد ذاته مؤسسة تعليمية وقامة شامخة، ومازال نجماً كبيراً رغم سنه المتقدمة ، وكنت محظوظاً بالعمل معه، ففي بداية أفلامي لم تكن جيدة ولم تلق إعجاب الجمهور، وبعدها قمت بعمل فيلم "أومشانتي"، وخلال العرض الخاص بالفيلم، وفي نهايته فوجئت بشخص يحتضنني من خلفي ثم يهمس في أذني بصوت رخيم : إن حياتك سوف تتغير بعد هذا الفيلم، وعندما التفت وجدته أميتاب باتشان، فدمعت عيناي، لأنه كان تشجيعا عظيما من نجم كبير . ما الذي يجعل الأفلام الهندية تصل للعالمية؟ لا تستطيع أن تحدد سببا محددا، لا توجد طرق لمعرفة كيفية تفاعل الناس مع الفيلم، لو كانت هناك معادلة تجيب عن هذا السؤال لأصبحت أغلى معادلة سينمائية، فلا أعرف ما الذي يجعل الأفلام الهندية مشهورة جدا في العالم العربي مثلا؟ ولا أعرف لماذا يحبنا العرب؟ ولماذا ينتظروننا في المهرجانات بالآلاف وهم يحملون أعلام الهند؟ .. فعلاً لا أعرف ، ففي خلال عرض أحد أفلامي في المغرب وجدتهم يقولون لي: "كل سنة وأنت طيب"، ما الذي يدفع الناس لفعل مثل هذه الأشياء؟، هذا أمر غامض بالنسبة لي أيضا، وأريد أن أعرف السر، المهرجان يسمح لك بالاتصال والتعلم من هؤلاء الأشخاص، لماذا يحبونني؟ وما الذي يحبونه فيّ؟، إنهم كانوا يرددون الأغاني التي قدمتها في أفلامي، سألتهم : لماذا تحبونني؟ فأخبروني : لأنك في كل فيلم من أفلامك تقدم شخصية مختلفة ومتجددة ، هذا ما أقدمه بالفعل وأؤمن به، وهذا على ما أعتقد هو صناعة الأفلام، فالفيلم هو وسيلة للتواصل، فهو مثل إرسال رسالة بريدية أو بالإيميل، أو حتى اتصال هاتفي، فأنا أعتبر أن السينما هي وسيلة للتواصل، وأي شيء يوجد به من المشاعر ما يمكنك التواصل به هو ما يجعل الفيلم عالمي، ولذلك فأنا أنصح العاملين في السينما أن يصنعوا الأفلام من قلوبهم. ما هي طبيعة الأدوار التي تحب أداءها؟ كما أخبرتك، أدوار تفاجئ جمهوري، وتبقى مختلفة عن أي شيء آخر قدمته. هل تحب الأدوار الإيجابية أم السلبية؟ أنا لا أفضل نوعية معينة، أنا أفضل الأفلام التي يظهر فيها البطل بشكل حقيقي، يوجد به شيء من الخصائص الموجودة داخلي وداخلك، لأن كل شخص يوجد به جانب إيجابي وجانب سلبي، أنا أحب الشخصيات التي يوجد فيها هذا المزيج، لا أحب أن أكون شخصية طيبة طول الوقت، ولا حتى شخصية شريرة طول الوقت، يجب أن يتم المزج بين الاثنين، ولكن أحب أن ينتصر دائما الخير على الشر، وهذا نوع من الرسائل التي أحرص على تقديمها من خلال أفلامي. كنت أول من دخل عالم السينما الهندية من بوابة عروض الأزياء، كيف كان هذا الانتقال؟ هذا الأمر كان صعبا للغاية في البداية، فأنا أشعر بأنني شخص محظوظ لأن العديد من عارضي الأزياء قاموا بنفس التجربة ولم ينجحوا، أما أنا فمنحت العديد من الفرص، وأنا ممتن لكل الأشخاص الذين ساعدوني، ولكني في الوقت ذاته عندما أواجه الكاميرا كممثل أدرك أن تعاملي معها مختلف تماما عن تعاملي معها كعارض أزياء؛ لأن هذا مجال مختلف وهناك تكنيكات مختلفة، نعم هي نفس الكاميرا ونفس المخرج ونفس المصور، ونفس الموسيقى، ولكن التكنيك مختلف تماما، وكان يجب أن أنسى كل ما تعملته في عروض الأزياء، عندما أشاهد أول أفلامي أشعر بأنني كنت سخيفاً ، ولا أحب ان أشاهدها الآن، ولذلك توقفت عن تقديم عروض الأزياء تماما، حتى أنني ظللت 5 سنوات بدون عمل بعد أول فيلم وكنت مفلساً لإصراري على عدم العودة لعروض الأزياء مرة أخرى، هذا كان وقتا صعبا للغاية في حياتي، ولكني ممتن لهذا القرار، لأنني كنت كرست نفسي للسينما والفن، وحتى هذه اللحظة عندما أدخل فيلما جديدا أكرس كل شيء أملكه له وأعتقد أن هذا ما يجعلني أستمر. هل تعتقد أنه سيتم شراكة ما بين السينما العربية وبوليوود؟ أعتقد هذا ، ثقافتنا متشابهة جدا، وبيننا تبادل تجاري كبير من سنوات عديدة، من قرون، زوجتي أصلها فارسي ، جدودها قدموا إلي الهند من إيران، فالتبادل الثقافي والتجاري بيننا كبير، وفي الهند هناك ملايين المسلمين، فالثقافة الهندية بها العديد من الديانات والثقافات المتعايشة بسلام ونحن نحتفل بالأعياد الإسلامية كعيد الفطر، وعيد الأضحى، ولذلك فنحن نحترم بعضنا، وأعتقد أننا محظوظون جدا بتواجد هذه الثقافة. هل زرت مصر قبل ذلك؟ لا ولكني أخطط لذلك، فأنا كنت أنوي الذهاب لمصر، ولكن حدثت ظروف منعتني، وأتمنى زيارة مكان مصري غامض وساحر وهو الأهرامات، كما أتمنى أن أشرب من مياه النيل. السينما المصرية هي " هوليوود " الشرق، هل شاهدت أفلاماً منها؟ بالتأكيد، وكما قلت لك هناك تشابه كبير بيننا، نحن أشخاص عاطفيون بطبعنا ومتواصلون مع عائلاتنا وأصحاب مشاعر عالية ولا نخفيها ، عندما نكون سعداء، نضحك بشدة، وعندما نشعر بالحزن نبكي بشدة . كيف تتواصل مع معجبيك في الوطن العربي؟ الآن هناك طرق كثيرة للتواصل منها تويتر والشبكات الاجتماعية والتي أحصل على كثير من المعلومات من خلالها، عندي أيضا فيس بوك ولكنى لا أستخدمه كثيرا، أعتقد أن تويتر هو المكان الأفضل للتواصل مع المعجبين. كيف تابعت الثورة المصرية؟ أشعر بأن المصريين حاولوا بصدق فكانوا ناجحين في ثورتهم، و أتمنى أن جوهر الثورة يبقى، وأن الناس تحصل على ما تريد، أنا لا أريد أن يسيطر الغضب على الناس أو يؤذوا بعضهم البعض، فأنا لا أحب العنف، في معظم الأحيان عندما تدخل معركة وتفوز بالشوط الأول فإنك تستحق فرصة لكي يستمع لك الطرف الآخر، وأريد ممن وصلوا للسلطة الآن أن يلتزموا بتقديم ما وعدوا به الناس وألا تفسدهم السلطة. ما الرسالة التي توجهها لمعجبيك في العالم العربي؟ أشكركم على جعلي أستمر في تقديم ما أقدمه الآن، فأنا أحب ما أقدمه، وأقدمه من أجلكم ولجعلكم سعداء على قدر ما أستطيع، وسأحاول دائما أن أكون على قدر ثقتكم لأني أعرف أن الناس في مصر يحبونني، وأنا أحاول أن أسعدكم . أعلم أنك متزوج من ملكة جمال الهند، ما هو شعور رجل متزوج من ملكة جمال؟ إنه شعور جميل ، خاصة عندما ترى وجهها في الصباح.