يدخل الفيلم الوثائقي "التحرير 2011" إلى مهرجان فينيسيا السينمائي ليحضر الثورة المصرية إلى قلب إيطاليا. وينقسم الفيلم إلى ثلاثة أجزاء وهم "الجيد" و"السيئ" و"السياسي" وكلاً منهم تم إخراجه عن طريق مخرج مختلف وركز الفيلم بطريقة محترفة على المتظاهرين وقوات الشرطة ومبارك.
وتقوم الثلاثة أجزاء بتقديم خليط من المشاهد الواقعية للمظاهرات وانسحاب قوات الأمن وخطابات الرئيس المخلوع حسني مبارك وعدد من اللقاءات مع نشطاء سياسيين وضباط شرطة وعدد أخر من مؤيدي مبارك والمحللين السياسيين.
وقال تامر عزت أحد مخرجي الفيلم الثلاثة "إن الفيلم يعتبر عرضاً لثلاث وجهات نظر مختلفة عن نفس الحدث".
وأضاف عزت "أن الرسالة التي أحاول توصيلها هي أن الثورة مازالت موجودة, فتنحي مبارك يعتبر نقطة تحول ولكن لا نستطيع القول بأن القصة قد انتهت".
ومن جانب أخر, قال عمر سلامة الذي أخرج الجزء الخاص بمبارك فى الفيلم" أن الجزء الخاص به جمع بين السخرية والجدية فى نفس الوقت لمحاولة الدخول إلى عقل القائد المطاح به".
ويتضمن الفيلم دليل يتكون من عشر خطوات حول كيفية أن تكون ديكتاتوراً بداية من صبغ لون الشعر إلى خلق أعداء وهميين وغرس عبادة الشخصية داخل عقول الشعوب.
ومن ضمن الشخصيات التي ظهرت فى الفيلم الدكتور حسام بدراوى أحد اقرب ناصحي مبارك فى أيامه الأخيرة والذي تحدث عن كيف كان يحاول توعية الرئيس المخلوع ولكنه قوبل بآذان صماء حسب ما قالت وكالة "رويترز" فى تقرير لها حول الفيلم الوثائقي.
وتحدث عمر سلامة بالانجليزية قائلاً "إن مبارك كان يعيش فى حالة كاملة من الإنكار, كأنما كان يشاهد شيئاً أخر غير ما كان يحدث في شوارع القاهرة.
وأضاف سلامة "بعد 30 عاماً ظهر مبارك على عكس الصورة التي كان يظن نفسه فيها, وكنت مهتم بتصوير الصورة السيئة للديكتاتور, وفى نفس الوقت الحدث الدرامي لسقوطه وتقييمه لنفسه حيث قال أنا لست قائد بل أنا ديكتاتور وشعبي يكرهني فعلاً".
وفى نفس الفيلم ولكن فى جزء أخر منه تضمن لقاءات مع أربعة ضباط شرطة حيث تحدثوا عن كيف أنهم تلقوا أوامر بالنزول إلى الشارع والمشاركة فى المظاهرات والتجسس على كل من يظهر أنه معادي للنظام.
حيث قال أحدهم "الدولة استعملتنا كعصا ليتكأ عليها الشعب, وفى نفس الوقت ليعذبوا بها".
وأشار المخرج تامر عزت أنهم استخدموا كاميرات الهواتف وكاميرات صغيرة لتصوير الفيلم, حيث أنه فى كل مرة كان يصاب شخص فى ميدان التحرير أثناء الثورة كان يحمله أربعة أشخاص ويصور الحدث حوالي ثلاثين آخرين.