لا شك أن الذكاء الاصطناعي سوف يكون له أبلغ الأثر في شتي مناحي الحياة، وسوف يكون له أثر إيجابي في مجالات كثيرة، فكيف سيكون أثره على الإبداع والمبدعين؟ فلنتعرف أولا على الإبداع.. الإبداع في اللغة يعني إعادة تشكيل اللغة من حيث المفردات والتركيب بصورة متجددة.. والإبداع هو رؤية الأمور من منظور مختلف أو التعامل مع الأشياء المألوفة بطريقة غير مألوفة. أما الإبداع الأدبي فهو فضاء يخلقه المبدع من ذاته ومحيطه بغرض الاتصال بقرائه والسعي إلى التعبير عن معني جديد من خلال إعادة استخدام المواد اللغوية الموجودة. وكل عمل أدبي له استقلالية عن غيره ويرجع السبب إلى بصمة المبدع التي تميزه عن غيره فالعمل جزء من ذات المبدع مهما حاول مدارة ذلك، في حين أن برامج الذكاء الاصطناعي هي برامج جامدة تفتقد إلى الإدراك والإحساس الذي هو صميم العمل الإبداعي. وقد انقسمت الآراء حول تأثير الذكاء الاصطناعي على الإبداع إلى ثلاثة نظريات: النظرية الأولى قالت: بأنه سوف يحل محل الأديب. والنظرية الثانية قالت: لن يحل محل الأديب. والنظرية الثالثة قالت: أنه لن يحل محل الأديب لكنه سوف يساعده. وربما أن النظرية الثالثة هي أقرب إلى الواقع فهي عامل مساعد للأديب ليس يحل محله، فقد تفتح له آفاقًا قد تكون غائبة عنه، وقد تساعده في أشياء أخرى. وليس من المعقول أن نتصور أن الذكاء الاصطناعي سوف يقدم لنا عملا إبداعيا، قد يقدم لنا صياغة جيدة لكنها ستكون خالية من العاطفة والتفاعل. وتكمن مخاطر الذكاء الاصطناعي على الإبداع: أنه سوف يؤدي إلى انعدام الإبداع وعدم وجود العاطفة وعدم التفاعل مع الأحداث المستجدة.