هناك ضرورة ملحة لوضع ميثاق شرف إعلامي، ويفضل ألا يخرج من جهة رسمية أو حكومية وتكون لديه قوة المحاسبة لمن يخرج عن نطاق الميثاق، لأن حرية التعبير لها حدود»، هكذا قالت د. درية شرف الدين وزيرة الإعلام مشددة على ضرورة المضى فى وضع ميثاق يسير عليه الاعلام المصرى من خلال لقاءين أجرتهما خلال اسبوع واحد. وهو ما يطرح العديد من التساؤلات حول ماهية الجهة غير الرسمية التى يمكن أن يخرج عنها الميثاق، وكيف يكون ملزما للقنوات الفضائية والأجهزة الإعلامية كافة، وكيف يمكن تفعيله بجدية بحيث لا يكون مجرد حبر على ورق، وما هى الضمانات بألا يستخدم لتقييد الحريات، وهو الامر الذى تسبب فى مخاوف للكثيرين عندما طرح وزير الإعلام الأسبق أنس الفقى مشروع الميثاق من قبل. فى البداية أكد د. ياسر عبدالعزيز الخبير الإعلامى أن المشكلة الرئيسية ليست فى وجود ميثاق شرف إعلامى ولكن المشكلة الأكبر انه لا يوجد نظام إعلامى فى مصر من الأساس، وقال: «هذا النظام يتكون من مجموعة من القوانين تضمن حرية الإعلام ويكون فى إطارها نوع من الالتزام الطوعى والذاتى من جانب وسائل الإعلام». وأضاف: «لكى يكون الميثاق ملزما للجميع، يفضل أن تقوم الجهات الإعلامية كافة سواء صحفا او قنوات بإنشاء نقابة للإعلاميين، وهذه النقابة تعنى بإصدار ميثاق شرف إعلامى، ويكون تابعا للنقابة مجموعة من الهيئات الضابطة التى تشرف على تطبيق الميثاق، وهذه الهيئات تم النص عليها فى التعديلات الدستورية الحالية وسيتم التصويت عليها قريبا، وهذه الهيئات هى المجلس الوطنى للصحافة والإعلام والهيئة الوطنية للإعلام والهيئة الوطنية للصحافة، وهذه الجهات ستمثل أداة للإشراف على مراقبة تطبيق الميثاق بشكل صحيح». وتعليقا على المخاوف من استخدام الميثاق فى تقييد للحريات، قال عبد العزيز متسائلا: «وهل يعقل أنه لو تم إصدار الميثاق عن طريق نقابة الإعلاميين التى أنشأتها فى الأساس القنوات الفضائية أن يعترضوا عليه ويقولون إنه مقيد لحريتهم؟!». على جانب آخر وجه د. صفوت العالم استاذ الاعلام بجامعة القاهرة النقد لوزيرة الإعلام بسبب صمتها طوال 4 أشهر هى مدة توليها مهام الوزارة عن الحديث فى ميثاق الشرف الإعلامى الذى كان إحدى المهام الموكلة إليها عند قبولها المنصب. وقال: «كان أحد مهام وزير الإعلام هو وضع ميثاق شرف إعلامى ليستكمل على أساسه خارطة الطريق التى تم وضعها بعد 30 يونيو، هذا فضلا عن مهمتها الأساسية الثانية وهى تشكيل مجلس وطنى للإعلام، فكيف تصمت طوال هذه المدة ثم عندما تتحدث تقول إنه يفضل خروجه على طريق جهة غير حكومية». وأضاف «منذ فترة بذلت مجهودا مع مجموعة من أساتذة كلية الإعلام بالاشتراك مع عدة لجان من اتحاد الإذاعة والتليفزيون فى عهد الوزير السابق، وذلك لمناقشة ووضع محتويات ميثاق الشرف الإعلامى». وأشار العالم الى التوصيات التى وضعتها هذه اللجنة، وقال: «أوصينا بتشكيل مجلس وطنى للإعلام يناقش حاليا فى الدستور الجديد ليكون بديلا لوزارة الإعلام، وتنبثق عنه مجموعة من اللجان مهمتها تقييم الأداء الإعلامى ورصده وتدريب وتثقيف الإعلاميين، وهذا المجلس سيكون فيه ممثلون عن القنوات الفضائية والصحف ومدينة الإنتاج الإعلامى، بحيث يكون ملزما للجميع والكل يقع تحت طائلته».