نأت جماعة أنصار الشريعة في ليبيا بنفسها عن الصراع السياسي القائم في البلاد، وأكدت أن جهدها ينصب على إرساء الشريعة الإسلامية في البلاد، وأنها لن توجه سلاح أفرادها نحو المسلمين. وقالت الجماعة الإسلامية الجهادية في بيان ليل الاثنين، وأعلن عنه في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء: "نبين نحن أنصار الشريعة أننا ننأى بأنفسنا عن الصراع السياسي الحاصل في البلاد بين جميع الأحزاب والجهات؛ لأنه صراع لا يقوم على تحكيم الشريعة الإسلامية". وأوضح البيان الذي حصلت وكالة أنباء فرانس برس على نسخة منه أن الجماعة "بينت من قبل أن هدفها وعملها هو الدعوة إلى إرجاع الحكم بالشريعة الإسلامية في واقعنا بعد أن غيبه الطاغوت القذافي وزاد غيبة بعد الثورة، بعد أن كنا نتوقع رجوعه، لكن فوجئنا بما حدث من سرقة لمجهودات الشباب الذين ضحوا بأنفسهم، ثم انقلبت الحرب عليهم فأصبحوا هم المجرمين المتطرفين". وقالت الجماعة التي تتخذ من مدينة بنغازي (شرق) مقرًّا رئيسًا لها: "عليه نبين أنه لا علاقة لنا بأي مؤسسة حكومية أو غرفة أمنية أيًّا كانت تبعيتها، كما أنه لا علاقة لنا بأي وزارة من وزارات الدولة، فإن الدخول تحت هذه المؤسسات له شروط في شرعنا أوضحناها من قبل وهي إلغاء القوانين الوضعية المخالفة للشريعة الإسلامية". وأضاف بيان الجماعة بالقول: "نبين أننا لما خرجنا مع غيرنا لحماية الناس وصد رتل الطاغوت (معمر القذافي) يوم أن جاء لبنغازي، وكذلك دفاعنا عن بقية المناطق، فإن تلك البنادق لن تتجه لمواجهة المسلمين وأبنائهم، فحماية المسلمين واجبة عندنا والدفاع عن أعراضهم أمر مفروض شرعًا، فنحن أبناؤهم وهم أهلنا". وفي 19 مارس 2011 شارك عدد من الإسلاميين في صد رتل لقوات معمر القذافي كان متجهًا لاحتلال مدينة بنغازي التي كانت مهدًا لثورة شعبية عارمة في 17 شباط/فبراير من العام ذاته وانتهت بمقتل القذافي وانتهاء نظامه. وتأسست الجماعة بعد إعلان تحرير البلد من قبضة القذافي في 23 أكتوبر 2011 في مدينة بنغازي، ومن ثم تكونت لها فروع عدة في مصراتة وسرت ودرنة وعدد من المدن الليبية الأخرى من أجل الدعوة إلى تحكيم قوانين الشريعة الإسلامية، واستبدالها بالوضعية القائمة حاليًّا. وتشهد مختلف المدن الليبية وعلى رأسها مدينة بنغازي فلتانا أمنيًّا واسعًا من خلال عمليات تفجيرات واغتيالات سياسية تنسب عادة إلى الإسلاميين. وتسببت هذه الاتهامات في هجوم عدد من المتظاهرين الغاضبين على مقر جماعة أنصار الشريعة وعدد من الكتائب الإسلامية الأخرى في ما عرف ب"جمعة إنقاذ بنغازي" لكن الجماعة غادرت المقر في تلك الليلة في 21 سبتمبر 2012 دون أن توجه رصاصة واحدة للمتظاهرين. ويؤمن منذ مطلع العام الجاري أفراد جماعة أنصار الشريعة المدخل الغربي لمدينة بنغازي في بوابة القوارشة، كما عمل أفرادها فترة وجيزة على تأمين مستشفى الجلاء للحروق والحوادث، فيما تفرغ معظم أفرادها في الجوانب الدعوية والخيرية.