لا أحد يعرف بشكل مؤكد الجهة التي نفذت الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي وقتل فيه السفير الأمريكي في ليبيا، لكن هناك شكوكا دارت بالفعل على جماعة أنصار الشريعة المتشددة. في وقت سابق من هذا الصيف، عدت مجددا إلى بنغازي، ثاني أكبر المدن الليبية، قبيل إجراء اول انتخابات وطنية في ليبيا بعد رحيل الزعيم الليبي السابق معمر القذافي. كان هناك تصاعد في أعمال العنف قبيل الانتخابات خاصة في مناطق الشرق، وأنحى العديد من الليبيين باللائمة في ذلك على جماعة أصولية غامضة ظهرت في المدينة التي كانت مهد الانتفاضة ضد حكم العقيد القذافي. وقع هجوم استهدف قافلة تقل السفير البريطاني، وكان هناك حادث مماثل استهدف مبعوث الأممالمتحدة في ليبيا، بل إن مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بنغازي تعرض لإطلاق نار. الأكثر إثارة للانتباه هو ظهور تسجيل صوتي على الانترنت لمجموعة صغيرة من الشباب وهم يدنسون ويدمرون مقابر لجنود من قوات التحالف قتلوا خلال الحرب العالمية الثانية في اثنين من مقابر قتلى جنود الكومنولث. وقعت أحداث أقل خطورة أيضا في أنحاء المدينة من بينها إطلاق نار من سيارة مسرعة على صالون للحلاقة على النمط الغربي واحتجاجات مناوئة للديمقراطية في الميدان الرئيسي. لقاء مع أنصار الشريعة عناصر إسلامية في بنغازي الليبية اتخذ الفريق إجراءات وترتيبات لعقد مقابلة مع عناصر من حركة أنصار الشريعة في منطقة متهدمة بوسط بنغازي تقع مباشرة قبالة متنزه صغير قضى فيه رجال آخرون اليوم وهم يحتسون القهوة. ولسوء الطالع، أوضحت هذه المجموعة عدم استعدادها لعقد مقابلة مسجلة أو التحدث مع سيدات من أعضاء فريقنا. التقيت بأربعة أشخاص تقريبا في غرفة تحوي قليلا من الأثاث في الطابق الرابع من مبنى شاهق. معظم الحديث كان من نصيب رجل في منتصف العمر وصف نفسه "بالشيخ"، بينما جلس آخرون أصغر سنا معنا. ورغم أنهم بدوا بدرجة كبيرة غير مهتمين بشرح فلسفتهم أو توجهاتهم لصحفيين غربيين، فإنهم لم ينفوا الضلوع في أعمال مناهضة للديمقراطية. القرآن وكلاشينكوف وبشأن الهجمات على أهداف غربية، قال عناصر أنصار الشريعة إنهم لا يعرفون مرتكبيها، لكنهم رأوا أن "وكالات استخبارات غربية" مقيمة في ليبيا هي المسؤولة عن ذلك لأنها تريد أن تقوض الشريعة. وفي بيان مكتوب، أبلغتنا الجماعة عن سبب رفضها للعملية الانتخابية التي كانت تجري في أنحاء البلاد آنذاك، حتى بالرغم من مقتل العقيد القذافي، والذي كان يقمع أنشطة الجماعات الإسلامية، مثل العديد من الزعماء الديكتاتوريين في الشرق الأوسط، والتي فتح الباب أمامها مرة أخرى لتنظيم صفوفها. وقال بيان مقتضب من أنصار الشريعة جاء في ورقة ملاحظات حملت رمزين للمصحف وبندقية كلاشينكوف إن الديمقراطية حالة بشرية يصنع فيها الناس القوانين"، وإن الله فقط هو المشرع، و"هذا هو السبب في أن الإسلام والشريعة غير متوافقين مع الديمقراطية". لم يتولد لدي الانطباع مطلقا من خلال فترة وجودي في بنغازي أو أماكن أخرى في ليبيا بأن أنصار الشريعة وغيرها من التنظيمات الإسلامية المتشددة كانت تنظيمات كبيرة أو تحظى على الأخص بدعم كبير. ومع وقوع الأحداث المروعة هذا الأسبوع في بنغازي، وانتشار العديد من الأسلحة في ليبيا وحالة غضب كبيرة يمكن استغلالها، فإن التنظيمات الإسلامية الأقل حجما مثل أنصار الشريعة قد يمكنها تقويض ليبيا الجديدة والديمقراطية وعلاقتها مع داعميها الغربيين.