رجح مسئولون حكوميون في واشنطن أن الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي بليبيا والذي قتل فيه السفير الأمريكي و3 دبلوماسيين آخرين، نفذ بتنظيم مسبق ويحمل بصمات جماعات "متطرفة".
وقال المسئولون: "إن ثمة دلائل تشير إلى احتمال ضلوع أعضاء جماعة متشددة تطلق على نفسها "أنصار الشريعة" في تنظيم الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي وهي ثاني أكبر مدينة ليبية بعد العاصمة طرابلس".
وأضاف المسئولون أن بعض التقارير الواردة من المنطقة تشير أيضا إلى احتمال ضلوع بعض أعضاء تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي.
وذكرت وكالة "رويترز" للأنباء، أن المسئولين الحكوميين طلبوا حجب اسمائهم بسبب حساسية المعلومات.
من جانبه، كشف مسؤول أمريكي لوكالة "فرانس برس"، فضل عدم الكشف عن هويته أيضا، أن المتطرفين استغلوا المتظاهرين الذين كانوا يحتجون على فيلم، كذريعة للانقضاض على القنصلية الأميركية بأسلحة خفيفة، ولكن أيضا بقاذفات صواريخ.
كما أعلن رئيس لجنة الاستخبارات في الكونجرس الأمريكي مايك روجرز، أن الهجوم يحمل بصمات القاعدة، مشيرا إلى أن "منذ أشهر نرى القاعدة تبحث عن أهداف غربية في أي مكان في شمال إفريقيا، رصدنا بعض النشاطات التي اتاحت لنا التفكير اليوم بأن الأمر يتعلق بمجموعة تابعة للقاعدة".
وقتل السفير الأمريكي في ليبيا كريس ستفينز و3 أميركيين آخرين في الهجوم الذي استهدف القنصلية الأمريكية في بنغازي ليل الثلاثاء، احتجاجا على فيلم اعتبر مسيء للإسلام، وأثار موجة من الإدانة في واشنطن والعالم.
ولاحظ مسئول أمريكي أنه في أعقاب انهيار نظام الزعيم الليبي معمر القذافي العام الماضي، تعرضت ترسانات الأسلحة الحكومية للنهب، وهو أمر أتاح وفرة من الأسلحة الصغيرة بل وأسلحة أكثر تعقيدا سواء للجماعات المتشددة التي يحتمل وجودها في البلاد أو المتاجرين في السوق السوداء.
وفي السياق نفسه، أشار مركز أبحاث في لندن يديره زعيم متشدد ليبي سابق، الثلاثاء، إلى أن هجوم بنغازي لم يكن جيد التخطيط فحسب، بل ويحتمل أن يكون قد شن ردا على هجوم طائرة أميركية بلا طيار قتل فيه قيادي ليبي كبير في القاعدة في وقت سابق هذا العام.
وقال المركز ويدعى كويليام فونديشن: "إن زعيم القاعدة أيمن الظواهري وزع قبل هجوم بنغازي ب24 ساعة تسجيلا مصورا على مواقع المتشددين، يؤكد فيه مقتل الرجل الثاني في قيادة التنظيم المعروف باسم أبو يحيى الليبي، ويحث الليبيين على الثأر له".
وكان رئيس مركز كويليام، نعمان بن عثمان، في وقت من الأوقات زعيم جماعة متشددة مناهضة للقذافي، تعرف باسم الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة.
وقال المركز: "إنه وفقا لمعلومات مصادره، شارك قرابة 20 متشددا في الإعداد لهجوم عسكري على القنصلية في بنغازي على موجتين".
فبعد الموجة الأولى، رتب المسئولون الأمريكيون عملية إخلاء للقنصلية، بالاستعانة بقوات الأمن الليبية.
وأثناء عملية الإخلاء وقعت الموجة الثانية من الهجمات على المسؤولين الأميركيين الذين نقلوا بالفعل إلى موقع يفترض أنه آمن. مواد متعلقة: 1. اتهام موالين للقذافي بالهجوم على السفارة الامريكية ببنغازي 2. أوباما يتعهد بالعمل مع الحكومة الليبية للتوصل إلى الجناة فى هجوم بنغازي 3. ردود فعل دولية تندد بمقتل السفير الأميركي في بنغازي